أكدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تقم بأي تنسيق عسكري مع إيران لاحتواء خطر تنظيم داعش في الشرق الأوسط.
وردا على تقرير بأن الرئيس باراك أوباما كتب رسالة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بشأن داعش، قالت رايس في إفادة صحفية بالبيت الأبيض: "لم نقم بأي تنسيق عسكريمع إيران".
هذا وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الجمعة، أن رسالة أوباما إلى خامنئي "أثارت غضب الكثير من أعضاء الكونغرس".
وفي هذا السياق، قال عضوا الكونغرس جون ماكين وليندسي غراهام، إنه "من المخجل أن يتواصل الأميركيون مع النظام الإيراني الذي ساهم بشكل مباشر في صعود نجم تنظيم داعش عبر الدفع بأجندة الفتنة الطائفية في الشرق الأوسط"، حسب شبكة "فوكس نيوز".
كما أعرب رئيس الكونغرس الأمريكي جون بوينر عن قلقه حيال تلك الرسالة، قائلا: "إنني لا أثق في الإيرانيين، ولا أعتقد أننا في حاجة للوثوق بهم".
وأبدى دهشته أيضا من تناول "المحادثات النووية خلال الرسالة، فالقوى الدولية جميعها تتشكك في محاولة إيران تطوير برامج أسلحة نووية، وهي التهمة التي تنكرها طهران".
وأضاف: "آمل أن تكون المفاوضات المقبلة جادة، لكن لدي شكوكي في ذلك الصدد".
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الرئيس الأميركي أرسل هذه الرسالة في منتصف أكتوبر الماضي سرا، مضيفة أن أوباما أوضح لخامنئي "المصلحة المشتركة" في محاربة تنظيم "داعش"، وأكد أن أي تعاون ضد "داعش" سيساعد في الوصول إلى اتفاق معقول مع القوى الكبرى حول الملف النووي.
وقال النائب آدم شيف (من كاليفورنيا)، العضو بلجنة الاستخبارات بالكونغرس، إن "رسالة أوباما قد تكون الفرصة الأولى والأخيرة لحل الأزمة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات، ففي النهاية، الرئيس يريد أن يظهر أنه بذل كل ما بوسعه للوصول إلى تفاوض مقبول، وإذا فشلت المحادثات فمن المرجح أن يكون هناك تصعيد سريع للتوتر بين إيران والغرب".
وعلى الرغم من عدم إفصاح البيت الأبيض عن تفاصيل الاتصالات السرية بين أوباما وخامنئي، فإن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، قال إن "إيران لديها اهتمام بالغ وواضح بمحاربة تنظيم داعش الذي قتل مئات الأشخاص بعد أن سيطر على أراض في سوريا والعراق، وإن السياسة الأميركية بشأن إيران لم تتغير".