يثور جدل واسع في إيران وتتصاعد وتيرة التكهنات، حول من سيخلف الرجل الأقوى في البلاد، القائد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي، وذلك بعد أن تدهورت صحته وساد الاعتقاد بأنه قد يفارق الحياة في أية لحظة بعد الصور التي نشرت لأول مرة في سبتمبر الماضي، ويظهر فيها خامنئي على سرير العلاج في أحد المستشفيات الإيرانية.
ويعتبر خامنئي الرجل الأول والأقوى في إيران منذ 25 عاماً، حيث إن سلطاته تفوق ما يتمتع به الرئيس المنتخب، كما أن المرشد الأعلى للثورة هو الذي يبت في القضايا الحساسة في إيران بما في ذلك مسائل الأمن القومي والسياسة الخارجية، إلا أنه لا يوجد لخامنئي أي نائب أو ولي للعهد، كما لا يوجد في إيران نظام واضح يبين من يحل مكان المرشد الأعلى للثورة بعد وفاته.
صحة خامنئي.. إلى العلن
وأبدت جريدة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها العجب من نشر صور خامنئي في المستشفى والسماح لأول مرة بمناقشة وضعه الصحي في العلن، فيما نقلت عن الدكتور علي الأنصاري من جامعة "سانت أندروز" قوله إن نشر الصور كان يهدف إلى إرسال إشارة مفادها أن الرجل لا يزال بصحة جيدة رغم التكهنات التي تحدثت عن تدهور حالته الصحية.
وبحسب الأنصاري فإن "نشر الصور يهدف إلى تهدئة القلق لدى الإيرانيين من غياب المرشد الأعلى للثورة، ومن هو الرجل الذي سيحل مكانه بعد وفاته"، مشيراً إلى وجود الكثير من القلق الذي يتعلق بهذه الثغرة في النظام السياسي بإيران.
ويشرح الكاتب الإيراني أكبر جانجي أهمية خامنئي في إيران بالقول: "إنه رأس الدولة، والقائد العام، والمنظّر الأكبر، وآراؤه هي التي ترسم السياسات الإيرانية".
وبحسب "الغارديان" فإن خامنئي الذي تولى منصبه في العام 1989 بقرار من مجلس الخبراء في إيران، أصبح اليوم يلعب دوراً أهم من المجلس ذاته في البلاد، وأصبح أقوى سياسياً من هذا المجلس الذي عينه في منصبه قبل أكثر من عقدين من الزمان.
ويبدي محلل إيراني مقرب من دوائر صنع القرار في طهران اعتقاده بأن مجلس الخبراء سوف يستعيد قوته وتأثيره في حال وفاة خامنئي، ويقول: "علينا عدم الاستخفاف بالمجلس".
وأضاف المحلل الذي طلب من "الغارديان" عدم نشر اسمه: "في النهاية هم الذين سيختارون المرشد الأعلى القادم للثورة، ما لم يحدث انقلاب عسكري في إيران".
ويرى المحلل أن الشخصية القادمة التي ستحل مكان خامنئي في إيران سيتم تحديدها بحسب الأشخاص الموجودين في مجلس الخبراء عند وفاة خامنئي.
وكان رجل الدين الإيراني أحمد جنتي المقرب من خامنئي كشف في مقابلة تلفزيونية أن بعض الفصائل والقوى السياسية في إيران تحاول حالياً بسط نفوذها على مجلس الخبراء المقبل في البلاد، مشيراً إلى أن "بعض الشخصيات لديها طموحات سياسية وتريد أن تكون لها اليد العليا في مجلس الخبراء".
ويقول الأنصاري إنه في حال وفاة خامنئي الآن فإن ثمة ثلاثة سيناريوهات لخلافته، الأول أن يعاد تفعيل مجلس الخبراء ويعود إلى قيادة البلاد ويملأ الفراغ، أما الخيار الثاني فهو أن يكون خامنئي ذاته قد قام بترشيح أحد المقربين لخلافته ويتولى بدوره إكمال المشوار، أما الخيار الثالث، وهو الأرجح، فهو أن يتم اختيار شخص آخر بالانتخاب وبالوسائل التقليدية ليخلف خامنئي.
المرشحون لخلافة خامنئي
تقول "الغارديان" إن آية الله هاشمي رفسنجاني البالغ من العمر 80 عاماً هو أقوى المرشحين لخلافة خامنئي كمرشد أعلى للثورة الإيرانية، مشيرة إلى أن الرجل تولى منصب الرئيس مرتين سابقاً، كما تولى منصب رئيس مجلس الخبراء لعدة سنوات في السابق، كما أنه أحد أشهر السياسيين في إيران وأكثرهم خبرة.
وإضافة إلى رفسنجاني فإن ثمة عددا آخر من الأسماء التي تتردد في إيران كمرشحين لخلافة خامنئي، من بينها آية الله محمد هاشمي شهرودي وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية في البلاد، إضافة إلى آية الله محمد تقي مصباح يازدي أحد أبرز رموز تيار المتشددين في البلاد، إضافة إلى آية الله إبراهيم أميني وهو رجل دين متنفذ وعضو في مجلس الخبراء.
يشار إلى أن رفسنجاني هو أحد مؤسسي النظام الحالي في إيران الذي تأسس في العام 1979، وبعد الثورة مباشرة تولى منصب الناطق باسم البرلمان لتسع سنوات، كما شغل منصب ممثل الخميني في مجلس الدفاع خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية.