الرئيسية / شؤون دولية / أمير الكويت يوقظ الخليجيين ويذكرهم
أمير الكويت يوقظ الخليجيين ويذكرهم

أمير الكويت يوقظ الخليجيين ويذكرهم

29 أكتوبر 2014 11:41 صباحا (يمن برس)
في كلمته في "مجلس الأمة" أمس، قدم سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح توصيفاً صادقاً لما يجب أن يتحلى به الخليجيون - مواطنين ومسئولين - ليس في الكويت وحدها، بل في جميع دول الخليج العربي التي تواجه تحديات خطيرة واعتداءاتها مزدوجة ومبطنة وخطط جهنمية لإشعال النيران في حدودها، بما فيها ثقافة الإرهاب العابرة للحدود، والمؤامرات الشيطانية العابرة للخلجان والمحيطات، والتلونات المخادعة العابرة للقارات، إضافة إلى الأوضاع الجديدة في أسواق النفط.

وفي الحقيقة فإن الشيخ صباح الأحمد، يقرع الجرس، ليوقظ النيام الكويتيين والخليجيين، ويدعو إلى تكاتف وطني تجاه التحديات التي تنذر بالشؤم سواء بنشوء منظمات إرهابية تنشر ثقافة الجريمة باسم الإسلام، أو منظمات، أو شخصيات طائفية تديرها بلدان لا تتورع عن إعلان مطامعها، وتنشر بذور الشقاق والنزاعات الفكرية والفوضى في الخليج العربي.

وبعض هذه المنظمات والشخصيات توظف حرية التعبير لتدمير أسس الوحدة الوطنية في كل دول الخليج لصالح إدارة الفوضى والمؤامرات.

وليأخذ مواطنو الخليج العبرة من العراق - البلد العظيم - الذي تمزقه النعرات والطائفية الفجة الموهومة بالقوة التي تنتج المحسوبيات والفساد المالي والأخلاقي والحقوقي والخيانة الوطنية.

لهذا أصبح العراق ممزقاً وبلدا يستجدي العون من الآخرين، وأصبح ملعباً لعملاء المخابرات ودسائسهم، والأصابع النافذة التي تعبث بالعراق وتمنعه من أن يعود عراقاً مزدهراً آمناً وملجأ لمواطنيه الذين يتكبدون مشاق المنافي والترحال وبؤس الملاجيء وهمجية الطائفية.

الوحدة الوطنية في الخليج ليست ترفاً ولا رحلة استجمام أو رفاهية فكرية، بل هي الآن مطلب مصيري لمنع الحرائق المدبرة، التي يشعلها الإرهابيون والمتآمرون والخداعون، من أن تمتد إلى بلدان الخليج والشوارع والميادين وحتى غرف النوم.

والأمثلة أمامنا واضحة وكثيرة، إذ انتهاكات سيادة البلدان والشعوب، وترويع الآمنين، وزرع الفرقة والشقاق، والحرب الأهلية، وسفك الدماء، أصبحت بضاعة يومية تروج في اليمن، وليبيا، والعراق، وسوريا وحتى في لبنان.

وهذا الانتشار المروع للفتن على الخريطة العربية، يدل على أن العدو الذي يخطط لهذه الفتن ويشعل النيران في هذه البلدان لم يستثن بلدان الخليج ورعاً أو تقوى أو حناناً، وإنما لأنه يواجه بوحدة وطنية صلبة يستعصي عليه اختراقها الآن، رغم نشاط جيوبه ومندوبيه ومراسليه الذين يحاولون خلخلة التماسك الوطني في بلدان الخليج بشتى الوسائل والأساليب ويشن حرباً بلا هوادة في شبكات التواصل الاجتماعي على دول الخليج، شعوباً وحكومات ومسئولين.

في محاولات نشطة ومستميتة لكسر التماسك ووهن الوحدة الوطنية وتوظيف شخصيات موهومة أو مأمورة لتفتيت التلاحم الوطني، ومن ذلك تكبير الاختلافات لجعلها خلافات، وشن حملات على المسئولين في الخليج وحملات على حماة الوحدة ومنابرها، واستخدام لغة بذيئة وعبارات منحطة لاستفزاز الآخرين وتوتير الرأي العام والبسطاء، وإيجاد معارك بين المواطنين في البلد الواحد أو بين الخليجيين في بلدان أخرى.

كل ذلك لا يمكن فصله عن تكتيكات المؤامرة والحرب التي تشن إما حية في ميادين النار في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، أو في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي التي تمثل الإسناد المعنوي لحروب الميادين.
شارك الخبر