هاجمت الوحدات الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية تجمعات احتجاجية ضد ظاهرة رش النساء بالأسيد في كل من العاصمة طهران ومدينة أصفهان، مما أسفر عن اعتقال 20 متظاهرا وجرح آخرين.
ووفقا لوكالة "هرانا" لأنباء حقوق الإنسان في إيران، فقد هاجمت وحدة مكافحة الشغب جموع المتظاهرين أمام مبنى وزارة الداخلية في طهران، وانهالت عليهم بالضرب، واعتقلت ما لا يقل عن 20 شخصا منهم.
وأضافت الوكالة: "إن قوات الشرطة والأمن مازالت تنتشر بالسيارات والدراجات النارية والجنود المدججين بالسلاح في الشوارع المؤدية لمبنى وزارة الداخلية".
من جهة أخرى، هاجمت الشرطة تجمعا آخر للمحتجين في أصفهان، حيث تجمع المحتجون أمام مبنى البلدية، وقامت الشرطة بتفريقهم بعنف وانهالت على عدد من الشبان بالضرب بالعصي والهراوات.
كما أفادت الأنباء الواردة من مشهد، مركز محافظة خراسان، بأن الشرطة وقوى الأمن تنتشر بكثافة في الميادين الرئيسية للمدينة لمنع أية تجمعات محتملة دعا إليها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان مسؤول في شرطة طهران قد أوضح في وقت سابق أنه "لم يتم منح أية تراخيص لتجمعات أمام وزارة الداخلية، ومن واجبنا أن نواجه كل تجمع غير قانوني".
وكان ناشطون إيرانيون قد دعوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى إضراب عام، اليوم السبت، ومواصلة الاحتجاجات ضد ظاهرة حرق النساء بالأسيد من قبل متطرفين.
وتستمر دعوات التضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف المحافظات لمواصلة التجمعات الاحتجاجية المطالبة بوقف هذه الظاهرة والكشف عن الفاعلين الذين يعتقد أنهم من الميليشيات المقربة من اليمين المتشدد في إيران.
من جهتها، تواصل الشرطة حملة اعتقالات ضد عدد من المشتبه بهم في هذه القضية. ونقل موقع "سحام نيوز" عن تقارير غير رسمية أن السلطات ألقت القبض على 10 أشخاص من مجموعة "أنصار الحجة"، تشتبه في تورطهم في هذه الجرائم المتسلسلة ضد نساء أصفهان.
من جهة أخرى، نقلت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إعرابه عن أسفه "إزاء هذه الجرائم اللاإنسانية"، كما أمر بتشكيل "لجنة تحقيق مكونة من وزارات الداخلية والاستخبارات والعدل لمعرفة الفاعلين والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة".
ومن جانبها، أصدرت المقاومة الإيرانية في باريس بيانا أدانت فيه القمع الذي تعرضت له النساء والشبان في طهران بعد تعرضهم لهجوم من قبل قوات القمع الإيرانية.
وأشار البيان إلى الاشتباكات التي دارت مع هذه القوات في معارك كر وفر في ساحة فاطمي بالعاصمة طهران، والتي حاولت فيها قوات مكافحة الشغب وسائر قوات القمع تفريق جموع النساء بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وغاز الفلفل والعيارات النارية في الهواء.
وبدأت التظاهرات المذكورة الساعة الثانية ظهر اليوم بتوقيت إيران، حيث اجتمع عدد من النساء والشباب المحتجين أمام مبنى وزارة الداخلية للنظام في شارع "فاطمي"، وكانوا يرددون هتافات: "يا قوى الأمن اخجلي اخجلي"، و"يا قوى الأمن ماذا حصل بعيون أختي".
وشن عناصر النظام هجوما على هذا التجمع، ما أدى إلى اعتقال عدد من المحتجين. وكانت قوات القمع وبحضورها المكثف في الموقع قد منعت تجمعا كبيرا وواسعا للمواطنين الإيرانيين.
وسبق أن اجتمعت مجموعة من الطلاب في ساحة "انقلاب" في الساعة العاشرة صباح السبت مرددين شعار: "يجب معاقبة عاملي هذه الجريمة الوحشية". واعتقل عدد من الطلاب بعد أن شنت قوات الأمن الداخلي هجوما عليهم.
وتابع البيان" في مدينة أصفهان، وفي الساعة الثانية ظهر السبت، اجتمع حشد كبير من المواطنين والشباب في شارع "سبه" احتجاجا على الممارسة اللاإنسانية لعملية الاعتداء بالحامض على النساء الأصفهانيات.
وشنت قوات القمع، بما فيها وحدة مكافحة الشغب لقوات الأمن الداخلي، هجوما على المواطنين، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح وإصابات، بحسب نص البيان.