تظاهر آلاف الإيرانيين في العاصمة طهران أمام مبنى البرلمان وفي مدينة إصفهان أمام المحكمة ضد ظاهرة رش النساء بالأسيد من قبل متطرفين، والتي أدت إلى إحراق وجوه وأجسام 15 امرأة في اصفهان توفيت إحداهن إثر تعفن الحروق.
وندد المتظاهرون بانتشار هذه الظاهرة العنيفة ضد النساء، وعبروا عن امتعاضهم مما وصفوه بتقصير من جانب الشرطة وقوى الأمن في التصدي لهذه الجرائم، وطالبوا السلطات في هتافاتهم والشعارات التي كتبوها على اللافتات باتخاذ إجراءات عاجلة لمعرفة الفاعلين ومحاسبتهم.
حالة ذعر وهلع
وتسود حالة من الذعر والهلع بين النساء الإيرانيات منذ أسبوعين بعد تكرار حالات الهجوم بالاسيد في الشوارع من قبل متطرفين لدرجة جعل بعض النساء يرتدين خودة تحفظ وجوههن من هجوم محتمل، كما سجلت حالتان من الإصابات، الثلاثاء، في مشهد حيث قذف متطرفون أما وابنتها بسائل الأسيد، ولاذوا بالفرار، حسب ما نقلت صحيفة " خراسان".
من جهتها، قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن نتائج التحقيق الذي قامت به لجنة برلمانية لعينات الاسيد أظهرت أنها عملية متسلسلة ومدبرة مسبقا في مناطق عديدة.
وتشير أصابع الاتهام من قبل نشطاء المجتمع المدني صوب المتطرفين من ميليشا أنصار حزب الله الذين سبق أن هددوا بمواجهة ما أسموه ظاهرة "سوء الحجاب"، وتوعدوا بإلحاق الأذى بالنساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الكامل.
وأغلب النساء المستهدفات تلك اللواتي تظهر خصلات من شهرهن أو يرتدين جلايبب قصيرة أو ملونة يطلق عليها في إيران تسمية "المانتو".
روحاني يعلق
وفي أول تعليق له على الأحداث، حذر روحاني خلال زيارته اليوم إلى محافظة زنجان من "زعزعة الأمن تحت ذريعة الأمر بالمعروف"، وحمّل روحاني البرلمان والحكومة السابقة المتشددة مسؤولية انتشار التطرف ومنها ظاهرة حرق النساء بالاسيد.
وكان البرلمان الإيراني قد طرح مشروع قانون "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يجيز لقوات البسيج والميليشيات المقربة من السلطة اتخاذ إجراءات النصح والإرشاد بحق النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الكامل.
اعتقال 4 أشخاص
وتضاربت الأنباء حول هوية الفاعلين، فبينما أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال 4 أشخاص مشتبه بهم في القضية نفى المتحدث باسم القضاء صلة المعتقلين بهذه القضية.
وبدأت هذه الظاهرة منذ أسبوعين ووصل عدد الضحايا إلى 17 امرأة وفتاة في مدينة اصفهان، ماتت إحداهن في المستشفى إثر تعفن الحروق.
ونقلت وكالة إيسنا" الطلابية للأنباء عن سيدة مقيمة في اصفهان للوكالة "أقود والنوافذ مغلقة وأصاب بالذعر كلما سمعت صوت دراجة نارية تقترب".
ووسط حالة الغضب والسخط الشعبي دعا ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي إلى مواصلة التجمعات الاحتجاجية ووجهوا أصابع الاتهام إلى ميليشيا أنصار حزب الله وعناصر البسيج التابعين للحرس الثوري الإيراني والذين سبق أن هددوا النساء باتخاذ إجراءات رادعة في حال استمرار ما أسموها ظاهرة "سوء الحجاب".
دواعش إيران
كما انطلقت موجة على شبكات التواصل الاجتماعي تصف الفاعلين بأنهم "دواعش إيران" مقارنين سلوكهم بسلوك عناصر داعش في العراق وسوريا.
ولطالما طالب المتطرفون في إيران بوضع حد للنساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الكامل، وفي هذا السياق يناقش مجلس الشورى (البرلمان) حاليا مشروع قانون "الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر" لتشجيع المرتبطين عقائديا بالنظام الإيراني على "نصح وإرشاد النساء غير الملتزمات بالحجاب الكامل والقيم الإسلامية بشكل قانوني".
غير أن القانون يمنع هؤلاء من استخدام القوة وينص على أن "قوى الأمن وشرطة الآداب والقضاء وحدها مخولة باتخاذ إجراءات قسرية رادعة".