الرئيسية / شؤون محلية / هدنة جديدة في صنعاء وعلي صالح يتحدى اليمنيين مجدداً: لن أرحل
هدنة جديدة في صنعاء وعلي صالح يتحدى اليمنيين مجدداً: لن أرحل

هدنة جديدة في صنعاء وعلي صالح يتحدى اليمنيين مجدداً: لن أرحل

20 أكتوبر 2011 03:01 صباحا (يمن برس)
في تصريحات من شأنها أن تزيد الأزمة تعقيداً، أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أنه لن يرحل عن السلطة؛ لأنه منتخب من أكثر من اربعة ملايين شخص وهم وحدهم من يملكون حق سحب الثقة عنه،

في غضون ذلك، شهدت العاصمة صنعاء هدوءاً حذراً بعد أن تمكنت لجنة التهدئة الأمنية من التوصل الى اتفاق جديد للقتال بين قوات صالح وزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، فيما أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية حصيلة لمواجهات الأيام الأربعة الماضية بسقوط 38 قتيلاً وقرابة 1000 جريح، فيما قادت الناشطة الفائزة بجائزة نوبل توكل كرمان تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك تنديداً بـ"الصمت الدولي" عن الانتهاكات في بلادها.

وقال الرئيس اليمني أمس في خطاب بثه التليفزيون الحكومي، إنه لن يرحل عن السلطة؛ لأنه منتخب من اكثر اربعة ملايين شخص، وهم وحدهم من يمتلكون حق سحب الثقة عنه. واضاف خلال اجتماع استثنائيا للجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم إن رحيله يعني رحيل من انتخبوه؛ واذا قرر هؤلاء ذلك فإنهم وحدهم من يملكون هذا الحق. وأردف القول منتقداً معارضيه إنهم "يقفون وراء الهجمات على مواقع الجيش وقطع الكهرباء"، مضيفا ان لديه "ادلة قاطعة على انهم كانوا على تنسيق مسبق مع عناصر تنظيم القاعدة لتسهيل مهمة هؤلاء في السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين".

إلى ذلك، انتقد الرئيس اليمني رؤساء البعثات الدبلوماسية في بلاده قائلًا انهم على علم "بذلك المخطط لكنهم تجاهلوه، لأنهم يعملون ضمن مخطط جديد هو الشرق الأوسط الجديد".

هدوء حذر
ميدانياً، شهدت العاصمة صنعاء أمس هدوءاً حذراً بعد أن تمكنت لجنة التهدئة الأمنية من التوصل الى اتفاق جديد للقتال في صنعاء بين قوات صالح والشيخ صادق الأحمر، إذ بدأت بالإشراف على إعادة سحب المقاتلين من شوارع حي الحصبة.

فيما أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية حصيلة لمواجهات الأيام الأربعة الماضية بسقوط 38 قتيلاً وقرابة 1000 جريح، وبانتظار قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم صالح بالتنحي عن السلطة، تصاعدت الأصوات المعارضة التي تطالب بعدم تقديم أي ضمانات حماية دولية للرئيس اليمني أو أركان نظامه، فيما قادت الناشطة الفائزة بجائزة نوبل توكل كرمان تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك تنديداً بـ "الصمت الدولي" عن الانتهاكات في بلادها.

وقال مدير مكتب زعيم قبيلة حاشد عبد القوي القيسي إن "قوات صالح دخلت مباني وزارة التجارة ووكالة الأنباء اليمنية بالخديعة". ودون أن يتوقع ذلك أتباع الأحمر الذين سبق لهم إخلاء تلك المباني بموجب اتفاق للتهدئة رعته المملكة العربية السعودية. وأضاف "لم نكن نتوقع ذلك الهجوم، لكن اللجنة الأمنية تعمل على إخراج قوات صالح وإعادة طلاب الكلية الحربية الى تلك المباني التي سلمت لهم بموجب الاتفاق، باعتبارهم قوات محايدة في المواجهات، وإن ذلك ربما يتم اليوم".

هجوم مباغت
وكانت القوات المنشقة عن نظام الحكم قالت إن قوات الحرس الجمهوري شنت هجوماً مباغتاً على مباني وزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة للمساحة والأراضي، وطردت طلبة الكلية الحربية التي وضعت في تلك المباني كقوات محايدة لحراستها بعد انسحاب اتباع الشيخ صادق الأحمر منها بعد المواجهات التي وقعت في حي الحصبة، وخلفت نحو عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وذكر بيان وزعه المركز الإعلامي لقوات الجيش المؤيد للثورة إن "قوات صالح هددت طلاب الكليات العسكرية بالقصف إذا لم يخرجوا من تلك المباني"، مضيفاً أن "اللجنة الأمنية المكلفة بأعمال التهدئة برئاسة اللواء غالب القمش تدخلت لوقف إطلاق النار، وتعهدت بإخراج هذه القوات من هذه المباني وعودة طلاب الكلية الحربية".

حصيلة الاشتباكات
من جانبها، أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية المعارضة لصالح عن أن حصيلة القتلى خلال أربعة أيام من المواجهات مع القوات التابعة لصالح وصلت إلى 38 قتيلا و1000 جريح، وجرى تشييع معظم القتلى في ميدان الستين بصنعاء أمس.

وأفادت اللجنة في بيان صحافي عن "سقوط 13 قتيلا وأكثر من 70 جريحاً بالرصاص الحي، بينهم عشر حالات حرجة، فيما أصيب المئات بالغازات السامة في حي القاع بالعاصمة صنعاء بسلاح قوات النظام، أول من أمس". وأوضح البيان ان "عدد القتلى وصل إلى 38 وعدد الجرحى في المسيرات السلمية وصل إلى حوالي 218 نتيجة إطلاق الرصاص الحي، وأكثر من 500 شخص بالغازات السامة، و150 آخرين بإصابات متفرقة".

نداء استغاثة
وأشار البيان الى أن "المستشفى الميداني أطلق نداء للمنظمات الإنسانية في المجتمع الدولي والعالمي باسم الشعب اليمني والمصابين والجرحى، بأن النظام يوجه آلة الدمار العسكرية الى صدور أبناء الشعب". معتبراً إياها "حرب إبادة جماعية موجهة باتجاه المعتصمين السلميين". واتهم بيان اللجنة قوات الأمن المركزي و"بلاطجة مسلحين" بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى منطقة القاع لإنقاذ الجرحى وتركهم ينزفون في الشارع، وتحدث شهود عيان عن "اختطاف جثث القتلى والجرحى من بين المحاصرين".

ضغوط سياسية
وفي سياق التحركات والضغوط التي تمارسها المعارضة ضد نظام الرئيس صالح، طالب المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في بيان مجلس الأمن الدولي بـ "عدم تقديم أي ضمانات حماية لرأس النظام وأركانه، لما ارتكبوه بحق المعتصمين والمسيرات السلمية". على حد قول المجلس.

وطالب المجلس في بيانه مجلس الأمن الدولي بـ "إجراءات ملزمة ورادعة بحق عناصر بقايا النظام التي لا تستهدف المعتصمين والمسيرات السلمية فحسب، بل المدنيون الآمنون في الشوارع والمساكن، بما في ذلك النساء والأطفال". وقال: "لقد استنفذت القوى الوطنية كل وسائلها مع هذا النظام وجاء قبولها بمبادرة مجلس التعاون الخليجي فرصة أخيرة للتعامل والتعاطي معه".

تظاهرة كرمان
قادت الناشطة اليمنية، الفائزة بجائزة نوبل للسلام هذا العام، توكل كرمان، تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تطالب المنظمة الدولية باتخاذ موقف لوقف ما وصفتها بـ "المذبحة" التي تشهدها بلادها ضد المتظاهرين المنادين بالديمقراطية على يد القوات الموالية لصالح. ونظم نحو 150 أميركيا من أصل يمني تظاهرة في متنزه بالقرب من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لشجب ما وصفوه بأنه "انعدام اتخاذ مجلس الأمن الدولي لإجراء في ضوء القمع الشديد للمتظاهرين المناهضين للحكومة في اليمن، والتنديد بالصمت الدولي عما يجري من انتهاكات". "البيان"

"القاعدة" تقتل وتختطف 18 في الجنوب
استمراراً للتدهور الأمني الذي تشهده مناطق جنوب اليمن، قتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في محافظة لحج، بينما خطف مسلحون مفترضون من تنظيم "القاعدة" سبعة عسكريين بينهم ضابط في زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية.

وقال مصدر يمني مطلع إن "ثلاثة قتلى وثمانية جرحى على الأقل، سقطوا إثر انفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي في مدينة الحبيلين في محافظة لحج، في عملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي سبق أن نفذ عمليات مماثلة في نفس المنطقة". وأشار الى أن "قوات الأمن هرعت الى موقع الحادث، فيما تم نقل القتلى والجرحى الى مستشفى قريب من موقع الحادث".

يذكر أن تنظيم القاعدة استهدف على مدى الشهور الماضية العديد من القيادات العسكرية وكبار المسؤولين اليمنيين على خلفية مواجهات مستمرة بين الجيش اليمني وعناصر التنظيم في جنوب اليمن.

من جانب آخر، قال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه إن "مسلحي القاعدة نصبوا كمينا لدورية تابعة للجيش حيث اعترضوا المركبة التي كان يستقلها سبعة عسكريين بينهم ضابط، وبقوة السلاح تم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة".

وأوضح المسؤول إن "الجيش فقد الاتصال بالعسكريين السبعة بعد ساعات من خروجهم من مقر اللواء 201 مساء الثلاثاء باتجاه منطقة الكود المجاورة لتأمين الطريق أمام قافلة مواد تموينية قادمة من عدن" كبرى مدن الجنوب. وأضاف "وقع العسكريون بيد القاعدة قبل وصول القافلة".

ويسيطر مسلحون متطرفون مرتبطون بـ "القاعدة" على أجزاء واسعة من زنجبار والمناطق المحيطة بها.

المعارضة تدعو روسيا لموقف إيجابي تجاه القرار الأممي
أكد القيادي في المعارضة اليمنية محمد باسندوة على أهمية الموقف الروسي في مجلس الأمن، داعيا روسيا إلى دعم القرار المتوقع عرضه على المجلس قريباً، وأعرب عن قناعته بأن الموقف الروسي لن يكون مماثلاً لما كان عليه عند مناقشة قرار الإدانة ضد سوريا.

وأوضح باسندوة الذي يزور موسكو ضمن وفد كبير للمعارضة، أن "مشروع القرار الأممي ينطلق من المبادرة الخليجية التي أيدتها روسيا". وأن "مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، كان قد شدد خلال المناقشات الأولية على ضرورة أن يضم أي قرار سيصدر في الشأن اليمني بنداً واضحاً يدعو صالح إلى التنحي".

ودعا الوفد المعارض روسيا، إلى تبني موقف "إيجابي" حيال مشروع قرار يتوقع عرضه في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة. ولفتوا إلى أهمية الدور الروسي الذي وصفوه بأنه رصيد كبير لموسكو في العالم العربي عليها أن "تحافظ عليه".

ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" عن وفد المعارضة اليمنية الزائر لموسكو حاليا تأكيده خلال مناقشات موسعة جرت أمس، في معهد "الاستشراق" الروسي على سلمية الثورة اليمنية، وعزم القوى الشعبية والحزبية مواصلة الحراك الشعبي حتى ينصاع نظام الرئيس علي عبد الله صالح لمطالب الشارع اليمني.

وأضافت أنه "تم استعراض الوضع في اليمن، والمأزق الذي أسفر عنه، تشبث صالح بالسلطة ورفضه تطبيق المبادرة الخليجية للتسوية". وكان الوفد المؤلف من أبرز قيادات المعارضة اليمنية، وصل الى موسكو أول من أمس، ويضم الأمين العام لـ "الحزب الاشتراكي اليمني" ياسين نعمان، والأمين العام لـ "تجمع الإصلاح" عبد الوهاب الأنسي ووزير الخارجية السابق محمد سالم باسندوة القيادي في تحالف "اللقاء المشترك".
شارك الخبر