أعلِن في العاصمة اليمنية صنعاء عن تشكيل لجنة توفيق وطني مهمتها تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية الفاعلة في المشهد السياسي اليمني، وصولا إلى صيغة مُرضية لمختلف هذه الأطراف، وتجنيبا لليمن من مآلات حرب أهلية تلوح نُذرها في الأفق.
وتضم اللجنة التي يرأسها الشاعر اليمني المعروف الدكتور عبد العزيز المقالح في تشكيلتها عددا من الأكاديميين والشعراء والمثقفين، منهم الدكتور محمد عبد الملك المتوكل، والدكتور أحمد قائد الصايدي، والشاعر محمد عبد السلام منصور، والكاتب الدكتور قادري أحمد حيدر.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال المقالح -الذي يعمل مستشارا ثقافيا لرئيس الجمهورية ورئيسا لمركز البحوث والدراسات بصنعاء- إن مشاركته ومجموعة من الأدباء والمثقفين في تشكيل هذه اللجنة، تأتي تأكيدا لدور المثقف اليمني في تبني القضايا الوطنية، وإسهاما منه في محاولة الخروج باليمن إلى بر الأمان.
وأضاف "التقينا بمختلف القوى السياسية في المشهد اليمني خلال الأيام الماضية، ووجدنا تفهّما لدى الجميع بضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا، والسعي في بلورة رؤية وطنية تزيل شبح الاحتراب، وتجمع مختلف القوى والأطراف اليمنية تحت سماء الوطن، بعيدا عن المناكفات السياسية التي لم يعد الظرف الراهن قادرا على تحمل المزيد منها".
تفاؤل الإرادة
وأهاب المقالح في ختام تصريحه باليمنيين جميعا -وفي مقدمتهم المثقفون- أن يستشعروا متطلبات اللحظة، وأن يكونوا عامل أمن واستقرار، مؤكدا أن استتباب السلم الاجتماعي هدف نبيل ينبغي أن يسعى الجميع إليه لأنه الخيار الأنقى والأصفى، وأن الجميع سيخسر إذا ما تطور الخلاف إلى مواجهات عنف.
من جهته، أكد رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الباري طاهر أن المثقفين اليمنيين هم دائما في طليعة دعوات الإصلاح، مشيرا إلى أن اليمن يضم ما يزيد عن مائة مليون قطعة سلاح وأن الظرف الراهن جعل كل المدن اليمنية سوقا مفتوحة، خاصة بعد أن تحوّل عدد كبير من المتنفذين إلى تجار سلاح. وفي مثل هذا الظرف الاستثنائي -يؤكد طاهر- يأتي دور المثقفين في نشر ثقافة السلم والاضطلاع بمهمة نزع فتيل الاحتراب، وتكريس مبدأ التعايش، والإعلاء من شأن الحوار كقيمة حضارية وكطريق أوحد للوصول إلى حلول ترضي اليمن واليمنيين.
وعن مدى تفاؤله بنجاح مساعي المثقفين وقدرة الثقافة في اللحظة الراهنة على إصلاح ما أفسدته السياسة، أكد طاهر في تصريحه للجزيرة نت أن تفاؤل الإرادة يهزم تشاؤم العقل، وأن المثقفين المشاركين في مثل هذه اللجان بإراداتهم المخلصة قادرون على تحقيق نتائج طيبة، ولا بد من التفاؤل, لأن الخيارات الأخرى إذا فرضت نفسها على الواقع ستكون وبيلة، وسيكون المثقفون أول من يجني ثمارها المرة.
وتمنى طاهر في ختام تصريحه على المثقفين اليمنيين أن يتجاوزوا الإسهام الرسمي في تكريس السلم الاجتماعي إلى حراك شعبي يشعل الوعي ويغرس قيم التسامح والتعايش، حتى يكون لهذه المساهمات أثرها الفاعل والكبير.
وتأتي رئاسة الدكتور عبد العزيز المقالح لهذه اللجنة بعد الإعلان عن رئاسته للجنة مشابهة أعلن عنها قبل شهر تقريبا تحت لافتة الاصطفاف الوطني.