الرئيسية / شؤون محلية / الجارديان البريطانية: المتظاهرون في اليمن يكتبون أسماءهم على صدورهم للتعرف عليهم
الجارديان البريطانية: المتظاهرون في اليمن يكتبون أسماءهم على صدورهم للتعرف عليهم

الجارديان البريطانية: المتظاهرون في اليمن يكتبون أسماءهم على صدورهم للتعرف عليهم

18 أكتوبر 2011 01:10 صباحا (يمن برس)
شهدت العاصمة اليمنية صنعا، ليلة من الانفجارات والقصف العنيف، خلال قتال دار بين قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح، وبين معارضيه من رجال القبائل والقوات التي انشقت عنه، في مسعى للسيطرة على المدينة.

كان القتال هو الأعنف منذ شهور، وقد عزز المخاوف من أن مصير الثورة السلمية التي انطلقت قبل تسعة أشهر بدأ ينزلق إلى أيدي القوات المسلحة اليمنية المنشقة.

بدأ القتال في حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء الأحد بإطلاق نار متقطع، وبحلول الفجر كانت سلسلة من الانفجارات الضخمة تسمع بين المباني في الجهة الشمالية، وتردد صداها في الجبال المحيطة.

تعرض ثلاثة من المتظاهرين لإصابات بليغة، عندما أمطرت ساحة التغيير بوابل من الصواريخ التي جلجلت في سمائها، وهذه الساحة عبارة عن مدينة من الخيام تقع في وسط العاصمة صنعاء، حيث يعتصم الآلاف من المحتجين المطالبين بتنحي صالح منذ شهر فبراير الماضي.

إنها المرة الرابعة التي تسقط فيها القذائف في ساحة الاعتصام خلال شهر، ويقول أنس نعمان، وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الطب، ويعمل كمتطوع في حرم المسجد الذي أصبح الآن مستشفى ميداني، بأن المتظاهرين المصابين تعرضوا لإصابات مروعة، وتم تحويل أحدهم إلى مستشفى قريب لبتر ساقه.

لم يعرف حتى اليوم الاثنين العدد الحقيقي للقتلى الذين سقطوا في الحدث الأخير، فقد تحول القمع الوحشي الذي قامت به قوات الأمن تجاه المسيرات العارمة إلى مواجهات عسكرية شاملة بين الحرس الجمهوري من جهة، وهي قوات النخبة التي يقودها أحمد نجل الرئيس اليمني، وبين قوات الفرقة الأولى مدع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر، الذي انضم إلى المعارضة في شهر مارس الماضي.

مساء الأحد تبادل الجانبان قصف المواقع العسكرية لبعضهما البعض مستخدمين في ذلك مدافع الهاون ومضادات الطيران، مخلفين أعمدة من الدخان الأسود في سماء المدينة.

يقول الدكتور عبد الله الفقيه، وهو بروفيسور في العلوم السياسية بجامعة صنعاء «إن الأمر أكثر تعقيدا من أن نصفه بمجرد مواجهة بين المتظاهرين السلميين والقوات الحكومية المدججة بالأسلحة، لقد أصبح الآن صراعا من أجل السلطة بين فصائل النخبة العسكرية، وللأسف الشديد فإن المتظاهرين السلميين، وهم في الوسط، يدفعون ثمن هذا العنف».

أكثر القتال عنفا وقع في منطقة الحصبة، في الناحية الشمالية، حيث يقاتل مجموعة من القبليين المسلحين تسليحا ثقيلا، دفاعا عن مقر إقامة زعيمهم القبلي، صاحب النفوذ الكبير، الشيخ صادق الأحمر، وهو من مناصري المعارضة.

يقول علي حسين، وهو صاحب محل صغير للمواد الغذائية يقع في الأطراف الجنوبية للحصبة «إن القذائف والرصاص تهطل على منازل السكان كالمطر، حتى أعمدة الإنارة تحمل علامات الرصاص».

تقع صنعاء بين أربعة جبال، وتقع جميعها تحت سيطرة القوات الحكومية، ويقول السكان المحليون بأن صالح يستخدم قمم تلك الجبال لشن هجمات صاروخية على معارضيه.

لقد أدخلت العودة المفاجئة لصالح نهاية شهر سبتمبر- والذي كان يتلقى العلاج في السعودية بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها قبل ثلاثة أشهر من عودته- البلد في مرحلة عميقة يكتنفها الغموض والخلافات الحادة بين مؤيدي النظام ومعارضيه، فمناصروه يشعرون بأنهم أكثر قوة في ظل تواجده بالقرب منهم، بينما أصبح معارضوه أكثر تصميما على الإطاحة به.

وقد بدأ المحتجون في ساحة التغيير بكتابة أسمائهم، وتاريخ ميلادهم على صدورهم قبل انطلاق المسيرات، ليتسنى للآخرين التعرف على جثثهم في حال مقتلهم.

بعد ساعات من توقف الانفجارات ليل الأحد خرجت الآلاف من المتظاهرات إلى الشوارع باتجاه وزارة الخارجية لمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لوقف التدهور القائم، وخرجت تلك المسيرة مدفوعة بمقتل فتاة في العشرين من عمرها، والتي قتلت يوم الأحد من قبل أحد القناصة في مدينة تعز، جنوب اليمن، وهي أول امرأة متظاهرة تسقط منذ بدء الثورة.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء على مشروع قرار تقدمت به بريطانيا، ويطالب المشروع صالح بالاستقالة الفورية مقابل منحه حصانة من المحاكمة.

وفي خطاب متلفز عرض يوم الأحد وصف صالح معارضيه بأنهم مجانين ولا يستطيعون النوم، وهم فقط يريدون السلطة، وهذا لن يحدث إلا عبر الانتخابات.

وقال أيضا بأن اليمن يشهد ما سماه انقلابا إسلاميا عسكريا، وأردف قائلا بأن لديه أدله تثبت التعاون بين الإخوان المسلمين وبين تنظيم القاعدة.
شارك الخبر