الرئيسية / ثقافة وفن / عبد الرحمن الغابري: اليمن متحف مُهمل
عبد الرحمن الغابري: اليمن متحف مُهمل

عبد الرحمن الغابري: اليمن متحف مُهمل

17 سبتمبر 2014 07:54 صباحا (يمن برس)
استطاع المخرج والمصور اليمني عبد الرحمن الغابري أن يحبس الأزمان بصور فوتغرافية وثقت تاريخا مرئيا، أبطاله رؤساء وسياسيون وفنانون وأشخاص عاديون ومناظر طبيعية.
 
ويفتش الغابري حاليا أرشيفه الذي تعود أقدم صورة فيه إلى ستينات القرن الماضي، وينشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كمبادرة ضمن نشاط "الهوية اليمنية" المؤسسة التي أسسها منذ سنوات.
 
ويعود الغابري إلى طفولته التي رسخت أول رغبة للتصوير قائلا لـ"إرم": "في الطفولة كنت أقف مذهولا أمام الطبيعة كأول صورة ارتسمت في ذهني، وكنت شغوفا بما حولي، بالمرأة التي تذهب إلى الحقل بصوت المهاجل التي يرددونها وهم يعملون، بالأناشيد الدينية، بالجبل والمطر، وحين كبرت عرفت أن الصورة ستحقق حلمي".
 
وانتقل الغابري من قريته إلى صنعاء نهاية الستينات، وهناك حصل على أول كاميرا روسية الصنع، وعمل كموظف في التوجيه المعنوي الذي أسس إرشيفه لاحقا، ثم حصل على فرصة لدراسة الإخراج في بيروت لبنان في العام 1975، صقل خلالها موهبته وشارك في تصوير أفلام تسجيلية عن الحرب منها "كفر شوبا النبطية"، و"مكان الولادة فلسطين". وهي أفلام تحكي عن المخيمات وصبرا وشتيلا، واللاجئين من خلال قصة مجموعة من الشباب لم يمنعهم أي شيء من العيش داخل هويتهم الفلسطينية، حتى لو ولدوا في أماكن أخرى، أو شردوا.
 
وجمعته سنوات الشباب فنيا، بكل رؤساء اليمن ابتداء من أول رئيس للجمهورية اليمنية عبد الله السلال، حتى علي عبد الله صالح. ومثلما ينتقي اليمنيون الرئيس الثالث "إبراهيم الحمدي" ليمنحوه أجمل صورة، منحه هو أجمل صورة وأكثرها أناقة بين الرؤساء.
 
يتحدث الغابري عن التصوير، كأنه يتحدث عن الحياة، يقبض على اللقطة في كفه باحتراف كما أظهرته بعض الصور التي التقطها للطبيعية ويعرضها في جاليري مؤسسة "الهوية اليمنية" الذي افتتحه مع أبنائه قبل سنوات. وهنا يقف ليشير إلى صور التقطها لشلال ينعكس على ماء مصبه لون السماء مؤكدا: "الصورة المبدعة هي التي صبرت عليها كثيرا".
 
عمل الغابري مصورا لسنوات طويلة في التوجيه المعنوي التابع للقوات المُسلحة، التقط أهم الصور للفعاليات السياسية، انتهى به الحال في النهاية إلى تهميش بسبب انتمائه إلى "اليسار"، وخلال الثمانينات عمل مصورا للشرق الأوسط، كما اقترب من الواقع الثقافي فالتقط صورا لأبرز الفنانين منهم الفنانة الراحلة "مديحة الحيدري" والأدباء اليمنيين منهم الشاعر "عبد الله البردوني" الذي لحن له قصيدتين من أشعاره للأطفال، وهو يمتلك لهم صورا نادرة يعرضها في معارضه، ولأبرز السياسيين من أبرزهم الرئيس الأمريكي "كارتر" ومثقفين أيضا زاروا اليمن، ومع كل صورة يروي الغابري حديثا له معنى وقصة علاقة وثيقة بشخوصها.
 
وعن الوضع اليمني يقول: "الصورة قاتمة، وهذا نتاج إغفال الجانب الثقافي، واحتقار الإبداع والمبدعين، من قبل السلطات المتعاقبة، هذه البلد متحف كبير مُهمل".
 
ويصف الغابري الأحزاب بـ"الكارتونات" قائلا: "أقولها بكل تجرد هم سبب تدمير البلاد اتفقوا على المثقف والثقافة على مسخ هويتنا".
 
جدير بالذكر أن الغابري ولد في قرية القشعي بمديرية عتمة محافظة ذمار 1956م وهو احد مؤسسي نقابة الصحفيين، وله من المعارض الشخصية الفوتوغرافية في الدخل والخارج ما ما يزيد على 69 معرضا.
شارك الخبر