استطاع بانتاجاته الأدبية الرائعة أن يكون مرجعية عربية لكل المشارب والاتجاهات الفكرية ، ومثل مظلة للمبدعين الشباب ، وأثرى الحياة الثقافية بروائع كتاباته وإبداعاته ، عبر سنوات عطائه الشعري والادبي المتجدد ، بالوانه العذبة ونماذجه المتميزة والفريدة التي تتجلى فيها أورع صور الحداثة والإبداع الأدبي والشعري.
انه الأستاذ القدير الدكتور / عبدالعزيز المقالح ،العَلًم اليمني البارز والشامخ في سماوات الإبداع ، كأحد ابرز رواد الأدب العربي الحديث.
وعلى مدى مسيرة عطائه الفكري والأدبي ، كان الدكتور عبدالعزيز المقالح ، وما زال يلامس حقائق الواقع الذي تعيشه الأمة بكل معطياته ومعاناته وآلامه ، وهو ما يتجسد من خلال كتاباته وقصائده التي ، عادة ما تطفو عليها نبرة الحزن ، على هذا الواقع ، الذي يكاد لا يبارح فكر ووجدانيات شاعرنا الكبير.
- الحب في زمن الحرب:
وفي الوقت الذي ما زالت الأمة "المنكوبة" تعيش واقعاً مأساوياً وتعاني من وطأت التشرذم الانكسار وطوق الحصار ، ولم ينجلي بعد ليلها المظلم الذي طال أمده .. هاهو الدكتور المقالح .. يحلق من جديد في سماء الإبداع ليطل علينا بعطاء جديد ، عبر ديوان شعري يحمل عنوان "الحب في زمن الحرب" ، والذي يمثل اضافة نوعية إلى رصيده الابداعي الكبير الذي تزخر به المكتبات اليمنية والعربية والأجنبية ، من خلال دواوينه الشعرية وإصداراته الأدبية ، التي لا شك في أنها تمثل كنزاً ثقافياً عظيماً بالنسبة للأمة.
ووفقاً لما تناقلته العديد من وسائل الاعلام ، فقد أصدر الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح ، ديوانه الشعري الجديد "كتاب الحب" وبدأه بمقولة : "الحب صامت.. والشعر وحده يجعله ينطق"لرولان بارت.
وافتتح المقالح ديوانه بالقول: "أدري أنه موسم بائس وكئيب، وليس موسماً للحب والغزل، لكنني أراهن على المستقبل وعلى الخروج من زمن البندقية والخنجر إلى زمن الوردة والكتاب".
وأشار كذلك إلى تاريخ كتابة قصائده بزمن "الحرب الباردة" التي سادت #اليمن والوطن العربي والعالم، "وكان الشعر السياسي يومئذ هو الصاعد والمحظوظ " فيما تُحدد بدقة بعض القصائد المذيَّلة، سنوات عقد سبعينيات القرن العشرين في القاهرة المصرية حيث كان مبتعثا للدراسة في جامعتها.
أما النشر فجاء في "زمن الحرب الساخنة" في اليمن كما في الوطن العربي والعالم"، ما بعد "الربيع العربي" ومعه يخشى كما يقول:"إذا ما تأخرت عن نشرها في هذا الوقت أن يأتيزمن تكون الحرب فيه أكثر سخونة، وحينئذٍ لا يبقى هناك مكان للكتابة ولا للشعر ولا للنشر".
ويستشف القارئ للنص الشعري الأول بعنوان "بين يدي الكتاب" إجابة على أسئلة تتبادر إلى ذهنه لماذا قد يأتي الأول أخيرا ؟ ولماذا تراجع في العام 1991م عن نشر قصائد الديوان ،وكاد ينساها بين أكداس الأوراق المبعثرة في مكتبته حتى الآن: "ليس في مستطاع الكلام/ وإن شفَّ في سحرهِ ورهافتهِ /أن يضيفَ إليه،/ إلى الحب/ فهو الذي علَّم الكلمات الرحيل/ إلى حيث ما لا يُرى/ واصطفى الشعرَ/ فاخضوضَرتْ بالضياءِ/ حروفُ اللغات".
وفي تقديمه للحبَّ يتكئ الشاعر على تجاربه الشابة إذ هو الشعر والعكس، ولا يكتمل واحدهم إلا بالآخر في علاقة تبلغ مدى الحلول.
نقرأ في قصيدته "خمس رسائل للحب" الرسالة الثالثة: "قالت: علِّمني الشعر/ قلت: أعلمك الحب. إذا أحببتِ سيأتي الشعر/ وينثال على أوراقك/ نهرا عذبا / ونهارا مترامي الأطراف /الشعر هو الحب / الحب هو الشعر خذيني نحوهما / قالت: لا أرغب في الشعر".
وتتصاعد المعادلة في مئتي صفحة من القطع الصغير في قصائد الديوان، لتبرز فلسفة الشاعر في الحب بوضوح في "قصيدة العمر"، و"نساء" و "دواء" و "أكثر من" و "لو"، وغيرها إذ هو السلام، والجمال، والوجود، والألم، والمعرفة والموسيقى.