تظهر المؤشرات حول نية الولايات المتحدة شن غارات ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا تحولا واضحا في سياسة واشنطن في ما يتعلق بالحروب الخارجية.
قبل عام واحد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاهزا لقصف سوريا ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة امام الراي العام والكونغرس المتردد. واليوم يعود الرئيس الأمريكي ليخطو خطوة مماثلة ولكنه سيوجه الضربات هذه المرة إلى تنظيم “الدولة الاسلامية”، “عدو” النظام السوري.
وبحسب وكالات فقد أنباء استدعى قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي على يد مقاتلي التنظيم والخشية من ان تتحول “الخلافة الاسلامية” التي اعلنها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا إلى ملاذ للارهاب، اعادة النظر في السياسة الأمريكية التي قامت على فكرة ان الحروب في تراجع.
واثار التنظيم المتطرف ايضا جدلا واسعا حول الامن القومي الأمريكي وذلك قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
ولم يخف اوباما نيته في عدم التورط في نزاعات جديدة في الشرق الاوسط بالرغم من العمليات العسكرية المحدودة ضد تنظيم القاعدة في ليبيا وباكستان. ولكن قطع راس جيمس فولي شكل تحديا مباشرا لادارة اوباما، ومن غير الوارد الا يبادر الى الرد، أقله لاسباب سياسية.
الى ذلك فان احتمال نقل المقاتلين الاجانب الناشطين في صفوف “الدولة الاسلامية” العمليات الى الاراضي الامريكية بمجرد السفر الى الولايات المتحدة، يضع الرئيس الامريكي أمام حرب جديدة لم يريدها ولكن عليه خوضها.
ولكن من جهة ثانية فان محاولة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، قد تفتح الطريق امام التزام امريكي مفتوح في الشرق الاوسط وهو الامر الذي طالما حاول اوباما ان يتجنبه.
وفعليا تعمل وزارة الدفاع الامريكية حاليا على وضع خيارات لتحرك أمريكي ضد التنظيم المتطرف في معقله في سوريا.
حاول اوباما جاهدا الا يدخل في دوامة الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، حتى انه امر العام الماضي وفي اللحظة الاخيرة بعدم شن غارات جوية باتت وشيكة لضرب الترسانة الكيميائية السورية.
كما انه عمد في العراق الى تحديد هدفه من الغارات التي تشنها قواته ضد التنظيم المتطرف وهو حماية الدبلوماسيين الاميركيين ومنع حصول مجزرة تستهدف الاقليات وخاصة الايزيديين.
ولكن الوضع اليوم يختلف عما كان منذ عام، فمن السهل الترويج لتدخل اميركي في سوريا اذ القى قتل فولي الضوء على التهديد المباشر الذي يطرحه المقاتلون المتطرفون على الامريكيين.
وعزز تصعيد لهجة مسؤولي الادارة الأمريكية التوقعات حول نية اوباما فتح جبهة سورية جديدة ضد التنظيم المتطرف الذي وصفه في وقت سابق بـ”السرطان”.
ووصف مساعد مستشار الامن القومي بن رودس اعدام فولي بـ”الهجوم الارهابي”، محذرا من انه “اذا لاحقتم الاميركيين فاننا سنلاحقكم”.
اما وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل فاعتبر ان تنظيم “الدولة الاسلامية” يشكل تهديدا “يتخطى” كل المجموعات الارهابية المعروفة حتى الان. وبالنسبة لرئيس الاركان مارتن ديمبسي فان القضاء على مقاتلي التنظيم يتطلب “مهاجمتهم في سوريا” وليس في العراق فقط.
ومن جهته اعتبر مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأمريكية ان التغير في الخطاب الامريكي يظهر “تحولا” في استراتيجية الرد على المقاتلين المتطرفين. وقال “اعتقد انهم تخطوا مراحل في طريقة التعامل مع الدولة الاسلامية”.
وبدوره قال رئيس لجنة الامن الوطني في مجلس النواب مايكل مكول لمحطة اي بي سي نيوز ان “الادارة اعتمدت حتى هذه اللحظة سياسة الاحتواء”، مضيفا “علينا ان نوسع تلك الغارات الجوية حتى يكون بمقدورنا هزمهم وازالتهم تماما”.
اما المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست فاكد ان أوباما “لم يتخذ بعد قرارا” بشأن توجيه ضربات جوية محتملة لمواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.
ولكن حسين ابيش، العضو في فريق العمل الامريكي من اجل فلسطين والباحث في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، فاعتبر انه ليس لدى واشنطن خيارات كثيرة.
وقال “في الحقيقة من الممكن القول ان الولايات المتحدة في حرب ضد الدولة الاسلامية. وستتصاعد وليس هناك اي مخرج”.
الى ذلك عادة ما تركز الحملات الانتخابية على القضايا الداخلية ولكن وبسبب الفوضى الخارجية من المؤكد أن دور أمريكا في العالم سيشكل احدى القضايا المركزية في الحملة الانتخابية لاختيار خلف اوباما.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ان أوباما لم يأخذ بنصيحتها تسليح مقاتلي المعارضة المعتدلة في سوريا، وهي خطوة يقول المدافعون عنها انها لكانت ساهمت في صد تقدم “الدولة الاسلامية”.
وفي مقابلة مع مجلة (اتلانتيك) بدت كلينتون وكأنها تدعو إلى “اطار جامع″ لسياسة الولايات المتحدة الخارجية يقوم في قسم منه على محاربة التطرف في الشرق الاوسط في ما يشبه مكافحة الاميركيين للشيوعية.
وفي المقابل، قاوم أوباما خلال ولايته المفاهيم والعقائد في السياسة الخارجية وابتعد عن مفهوم “الحرب على الارهاب” الذي اطلقه الرئيس السابق جورج بوش.
وكان السيناتور الجمهوري راند بول حذر في حزيران/ يونيو الماضي من ان تدخل الولايات المتحدة ساهم في انشاء “ارض خصبة للجهاديين”.
ويلقي جمهوريون آخرون اللوم على “ضعف” اوباما ازاء الفوضى المنتشرة في الشرق الاوسط. ولكن لم يذهب احد ابعد من محافظ تكساس ريك بيري الذي قال ان على واشنطن ان تكون جاهزة لاعادة ارسال قواتها الى العراق لمقاتلة “الدولة الاسلامية”.
قبل عام واحد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاهزا لقصف سوريا ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة امام الراي العام والكونغرس المتردد. واليوم يعود الرئيس الأمريكي ليخطو خطوة مماثلة ولكنه سيوجه الضربات هذه المرة إلى تنظيم “الدولة الاسلامية”، “عدو” النظام السوري.
وبحسب وكالات فقد أنباء استدعى قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي على يد مقاتلي التنظيم والخشية من ان تتحول “الخلافة الاسلامية” التي اعلنها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا إلى ملاذ للارهاب، اعادة النظر في السياسة الأمريكية التي قامت على فكرة ان الحروب في تراجع.
واثار التنظيم المتطرف ايضا جدلا واسعا حول الامن القومي الأمريكي وذلك قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
ولم يخف اوباما نيته في عدم التورط في نزاعات جديدة في الشرق الاوسط بالرغم من العمليات العسكرية المحدودة ضد تنظيم القاعدة في ليبيا وباكستان. ولكن قطع راس جيمس فولي شكل تحديا مباشرا لادارة اوباما، ومن غير الوارد الا يبادر الى الرد، أقله لاسباب سياسية.
الى ذلك فان احتمال نقل المقاتلين الاجانب الناشطين في صفوف “الدولة الاسلامية” العمليات الى الاراضي الامريكية بمجرد السفر الى الولايات المتحدة، يضع الرئيس الامريكي أمام حرب جديدة لم يريدها ولكن عليه خوضها.
ولكن من جهة ثانية فان محاولة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، قد تفتح الطريق امام التزام امريكي مفتوح في الشرق الاوسط وهو الامر الذي طالما حاول اوباما ان يتجنبه.
وفعليا تعمل وزارة الدفاع الامريكية حاليا على وضع خيارات لتحرك أمريكي ضد التنظيم المتطرف في معقله في سوريا.
حاول اوباما جاهدا الا يدخل في دوامة الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، حتى انه امر العام الماضي وفي اللحظة الاخيرة بعدم شن غارات جوية باتت وشيكة لضرب الترسانة الكيميائية السورية.
كما انه عمد في العراق الى تحديد هدفه من الغارات التي تشنها قواته ضد التنظيم المتطرف وهو حماية الدبلوماسيين الاميركيين ومنع حصول مجزرة تستهدف الاقليات وخاصة الايزيديين.
ولكن الوضع اليوم يختلف عما كان منذ عام، فمن السهل الترويج لتدخل اميركي في سوريا اذ القى قتل فولي الضوء على التهديد المباشر الذي يطرحه المقاتلون المتطرفون على الامريكيين.
وعزز تصعيد لهجة مسؤولي الادارة الأمريكية التوقعات حول نية اوباما فتح جبهة سورية جديدة ضد التنظيم المتطرف الذي وصفه في وقت سابق بـ”السرطان”.
ووصف مساعد مستشار الامن القومي بن رودس اعدام فولي بـ”الهجوم الارهابي”، محذرا من انه “اذا لاحقتم الاميركيين فاننا سنلاحقكم”.
اما وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل فاعتبر ان تنظيم “الدولة الاسلامية” يشكل تهديدا “يتخطى” كل المجموعات الارهابية المعروفة حتى الان. وبالنسبة لرئيس الاركان مارتن ديمبسي فان القضاء على مقاتلي التنظيم يتطلب “مهاجمتهم في سوريا” وليس في العراق فقط.
ومن جهته اعتبر مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأمريكية ان التغير في الخطاب الامريكي يظهر “تحولا” في استراتيجية الرد على المقاتلين المتطرفين. وقال “اعتقد انهم تخطوا مراحل في طريقة التعامل مع الدولة الاسلامية”.
وبدوره قال رئيس لجنة الامن الوطني في مجلس النواب مايكل مكول لمحطة اي بي سي نيوز ان “الادارة اعتمدت حتى هذه اللحظة سياسة الاحتواء”، مضيفا “علينا ان نوسع تلك الغارات الجوية حتى يكون بمقدورنا هزمهم وازالتهم تماما”.
اما المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست فاكد ان أوباما “لم يتخذ بعد قرارا” بشأن توجيه ضربات جوية محتملة لمواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.
ولكن حسين ابيش، العضو في فريق العمل الامريكي من اجل فلسطين والباحث في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، فاعتبر انه ليس لدى واشنطن خيارات كثيرة.
وقال “في الحقيقة من الممكن القول ان الولايات المتحدة في حرب ضد الدولة الاسلامية. وستتصاعد وليس هناك اي مخرج”.
الى ذلك عادة ما تركز الحملات الانتخابية على القضايا الداخلية ولكن وبسبب الفوضى الخارجية من المؤكد أن دور أمريكا في العالم سيشكل احدى القضايا المركزية في الحملة الانتخابية لاختيار خلف اوباما.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ان أوباما لم يأخذ بنصيحتها تسليح مقاتلي المعارضة المعتدلة في سوريا، وهي خطوة يقول المدافعون عنها انها لكانت ساهمت في صد تقدم “الدولة الاسلامية”.
وفي مقابلة مع مجلة (اتلانتيك) بدت كلينتون وكأنها تدعو إلى “اطار جامع″ لسياسة الولايات المتحدة الخارجية يقوم في قسم منه على محاربة التطرف في الشرق الاوسط في ما يشبه مكافحة الاميركيين للشيوعية.
وفي المقابل، قاوم أوباما خلال ولايته المفاهيم والعقائد في السياسة الخارجية وابتعد عن مفهوم “الحرب على الارهاب” الذي اطلقه الرئيس السابق جورج بوش.
وكان السيناتور الجمهوري راند بول حذر في حزيران/ يونيو الماضي من ان تدخل الولايات المتحدة ساهم في انشاء “ارض خصبة للجهاديين”.
ويلقي جمهوريون آخرون اللوم على “ضعف” اوباما ازاء الفوضى المنتشرة في الشرق الاوسط. ولكن لم يذهب احد ابعد من محافظ تكساس ريك بيري الذي قال ان على واشنطن ان تكون جاهزة لاعادة ارسال قواتها الى العراق لمقاتلة “الدولة الاسلامية”.