وقال الناطق الرسمي باسم تكتل احزاب اللقاء المشترك محمد قحطان ان صالح واقاربه يضعان خيار الحرب في سلم أولوياتهم، معتبراً أنهم يعملون على خوض هذه الحرب فان انتصروا فيها كان لهم ما ارادوا وان لم فانهم سيعودون للحديث عن المبادرة الخليجية والتي توجد بها الضمانات من الملاحقة القضائية، لكن الشارع اليمني بات يدرك ان أي تجدد للقتال فانه لن يقتصر على العاصمة بل سيمتد الى مختلف المناطق وحينها لن يكون باستطاعة أي طرف ان يوقفها.
ومع استمرار المواجهات في صنعاء وفي أرياف صنعاء في أرحب ونهم وتعز ومحافظة أبين، بعد خروج محافظتي صعدة والجوف عن سيطرة الدولة فان الأوضاع مرشحة للانفجار في عدن وإب، وستمتد الى محافظة الحديدة و باتت من شانها ان تجعل 80 في المئة من مناطق اليمن ساحة للاضطرابات، ولهذا فان الجهود الاقليمية والدولية ستشكل اليوم اهم المخارج التي ستجنب اليمن الدخول في حرب أهلية وستجبر الرئيس صالح على التوقيع على المبادرة الخليجية.
ويعتقد المحللون ان الرئيس اليمني قد تمكن من تظليل الاقليم ودول العالم من خلال قبوله المتكرر بالمبادرة الخليجية ثم اتباعها باشتراطات لم تتوقف من اجل تنفيذها حتى وصل مرحلة اللاعودة بقبول المفاوضين عنه بالالية التنفيذية للمبادرة التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة لكنه عاد ورفضها مشترطا عدم نقل السلطة الى نائبه. لكن هؤلاء يؤكدون ان الرجل فقد كل حلفائه.
وبات المجتمع الدولي بات على يقين بأن صالح لايريد نقل السلطة او الرحيل عنها وانه على استعداد لتقديم أي تنازل عدا هذا المطلب وعليه فقد جاء قراره بنقل القضية الى مجلس الامن الدولي بعد استنفد كل امكانات الضغط الدبلوماسية.
ومع استمرار المواجهات في مديريات ارحب ونهم وبني الحارث في محافظة ريف صنعاء فان مدينة تعز تعد ابرز ضحايا العنف المسلح الذي اجتاح عدد من المدن حيث تشهد المدينة قصف مدفعي واشتباكات عنيفة نتج عنها تضرر عدد من المنازل لأضرار بالغة، في مسلسل رعب لم تعرفه المحافظة منذ عدة عقود ..
واذا كانت الدول الغربية تدرك خطورة انهيار الوضع في اليمن الذي يشرف على مضيق باب المندب الذي تمر منه نحو ثلاثة ملايين برميل نفط فان دول الخليج تدرك اكثر من غيرها ان أي انهيار للدولة او انفجار حرب اهلية في جنوب الجزيرة العربية سيكون له تداعياته وتأثيراته، ولهذا فانها تعمل مع كل الاطراف الداخلية والدولية من اجل اجبار الرئيس علي القبول بنقل السلطة بطريقة آمنة، وهي تدرك ايضا ان ملايين اليمنيين الذين طحنتهم الصراعات والازمة الاقتصادية لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد.بعد فشل مهمة المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر في زحزحة الرئيس علي عبدالله صالح عن موقفه الرافض لنقل السلطة الى نائبه تمهيدا لمرحلة جديدة تدخلها البلاد التي أنهكتها الصراعات باتت امال اليمنيين معلقة على الضغوط التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي ومجلس الامن الدولي من اجل إنقاذ اليمن من الوقوع في براثن الصوملة.