يجد الأديب اليمني نفسه حائرا أمام قضايا عديدة في بلده مع وجوده في الهامش وطغيان الصوت السياسي، فقليلا ما يكون مواكبا بمواقفه لها، كما حدث مع جريمة ذبح الجنود اليمنيين نهاية الأسبوع الفائت في مدينة حضرموت من قبل أعضاء تنظيم القاعدة.
فلم يصدر بيان يدين الحادثة لكن بعضهم أعلنوا مواقف متفرقة ترصدها "إرم" تمثل موقفا مشتركا من الإرهاب وعمليات القتل، وتشترك في إدانة الجريمة وتحميل الدولة مسؤولية تأمين مواطنيها.
الشاعر محيي الدين جرمة كتب على صفحة الـ "فيسبوك" يدين الصمت العام على المذبحة: "كأنما لم يحدث حادث جلل أو جريمة ضد الإنسانية، استهدفت ذبح الجنود، وهزت ضمير الشعب والأمم. فلم يحرك لها ساكنا ولا لأي جهة حكومية في البلاد، ويفترض أن يتم تمشيط اليمن شمالا وجنوبا "زنقة زنقة دار دار" في محيط وبيئة أكثر من فقاسة للإرهاب، وغير داعية لتكفير الآخرين".
يتفق مع ذلك الشاعر جميل مفرح حيث كتب: "حين يكون ثمة حيوان هائج طليق يهدِّد البشرية يجب ألا تنام أعين الجهات المختصة دون أن تقضي عليه قبل أن تتزايد شروره اللامبررة وتتضاعف ضحاياه البريئة.. وأتمنى أن تكون تلك الجهات عند مستوى المسئولية وإدراك نتائج التعامل السلبي وغير المتفاعل مع هذه الكائنات التي تهدد المجتمع".
كما يخالفهما الأديب مطيع دماج فيدين الصمت الشعبي: "تتوالى الأعمال الإرهابية الوحشية في اليمن إلى درجاتها القصوى دون أن تخرج مسيرات شعبية ضدها. كأن حياتنا وحياة أبنائنا ومستقبل وسلامة بلادنا لا تعنينا من قريب أو بعيد".
بدورها تجمع الشاعرة والروائية نبيل الزبير المسؤوليات كلها: "يد من هذه؟ لا تقل لي إنها يد أحد عناصر القاعدة. لا تبنها للمجهول واعترف، واعترفي: إنها يدك. نعم إنها يدك، يدي، يدها، يده. ومن يدعي غير ذلك فليقطعها، من يدعي أن هذه اليد ليست يده فليقطعها، من يدعي أن هذه اليد ليست يده فليقطعها".
واعتبر الشاعر أحمد السلامي من يعيد نشر صور الحادثة التي نشرتها القاعدة مشاركا في الجريمة وكتب:
السكين في يدك
والكائن الذي تحز رقبته
ليس كبشا
ولم تعد ضحيتك إنسانا
أنت كنت تذبح إيمان كل البشر بكونهم لايزالون بشراً
الجحيم الذي يشتعل في صدور أمهات القتلى
يكفي لتعرف كم أنت منبوذ
فكن سفاحاً أو ما شئت
سيبتلعك عالمك
ولن تجد من يسبح بحمد إلهك
الإله الذي
منحك سكينا لذبحنا دفعة واحدة.