الرئيسية / تقارير وحوارات / هل سيكون "علي محسن" هو حليف أمريكا القادم في حربها ضد الإرهاب ؟
هل سيكون \"علي محسن\" هو حليف أمريكا القادم في حربها ضد الإرهاب ؟

هل سيكون "علي محسن" هو حليف أمريكا القادم في حربها ضد الإرهاب ؟

06 أكتوبر 2011 04:30 صباحا (يمن برس)
عقب مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة "أنور العولقي "  بغارة جوية أمريكية استهدفته في اليمن سارعت الإدارة الأمريكية إلى القول بأن مقتل العولقي  لايمكن له ان يؤثر في مطالبها المتكررة للرئيس اليمني صالح بان يتنحى عن السلطة ، تجديد رآه كثيرون بمثابة تحول كبير في سياسية الإدارة الأمريكية  تجاه الرئيس اليمني صالح كونه جاء بعد مرور ساعات فقط من الإعلان عن مقتل "العولقي" وهو ما يعني ان التنسيق بين الجانبين لم يكن حاضراً وليس له أي وجود.

هل تتخلى الإدارة الأمريكية عن حليفها القديم في حربها ضد الإرهاب في اليمن وهو الرئيس اليمني صالح وتبحث عن حليف جديد قد يكون هو اللواء المنشق "علي محسن الأحمر " المعروف بعلاقاته العسكرية والسياسية على مستوى اليمن والذي لايقل حضوراً عن الرئيس صالح ذاته.

من قدم معلومات مقتل العولقي؟
حاول نظام الرئيس اليمني صالح وبعد ساعات من الإعلان عن مقتل العولقي استثمار الحادثة سياسيا وذهبت وسائل إعلام رسمية وأخرى موالية إلى الحديث عن التنسيق الأمريكي اليمني بمجال مكافحة الإرهاب ، إلا ان حديث الإدارة الأمريكية عن العملية لم يشر لا من قريب ولا من بعيد لأي تعاون يمني رسمي في هذا الجانب.

المعلومات الأكيدة تقول بان الجانب الرسمي في اليمن ممثلا بنظام الرئيس اليمني صالح لم يكن يعلم بالعملية أصلا بالإضافة إلى ان العملية وقعت في مناطق فقد نظام الرئيس اليمني صالح السيطرة عليها منذ أشهر لذا فإن الجانب ألاستخباراتي في هذا الجانب سيكون ضئيلا للغاية وهو مايجعل الأمريكان يغضون الطرف عن التعاون مع الجانب الحكومي فيما يتصل بهذه العملية.

خلال الأشهر الماضية  سعت الحكومة الأمريكية جاهدة لأجل النجاح في عملية قتل "أنور العولقي" وخلال عمليات سابقة كانت الضربات تخطئ هدفها في اللحظات الأخيرة.

من المؤكد ان عملية قتل العولقي سبقتها عملية تخابر واسعة النطاق على الأراضي اليمنية لكنه لايعتقد بأن الأجهزة الفاعلة في نظام الرئيس اليمني قد تكون شاركت في مثل هذه العمليات الاستخباراتية كون ان الجانب الأمريكي بحسب ماكشفت عنه وثائق ويكليكس فقد الثقة في أجهزة المخابرات اليمنية بسبب تسريبات تتعرض لها الكثير من أنشطتها إلى الجماعات المسلحة التي تنتمي إلى القاعدة.

ثمة سيناريو يفرض نفسه بقوة في قضية مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة "أنور العولقي" وقد يشير إلى تعاون أكيد بين الإدارة الأمريكية  وبين اللواء المنشق على محسن الأحمر.

في العشرون من سبتمبر المنصرم نجئ "أنور العولقي " من محاولة استهداف بصاروخ جوي نفذتها طائرة أمريكية على مواقع في جبال منطقة المحفد بمحافظة أبين حيث يتواجد الكثير من عناصر الجماعات المسلحة.

بحسب مصادر خاصة في المنطقة لـ"عدن الغد" فان العولقي يومها نجئ بأعجوبة من الاستهداف الذي تعرض وهو ما اضطره التحرك لاحقاً إلى مناطق بعيدة عن أبين وفي ذلك بالتأكيد بأنه مر بمناطق في شبوة وصولا إلى المنطقة الفاصلة بين مأرب والجوف والتي وصلها بعد أكثر من 10 أيام على الحادثة.

حتى اللحظة لم تكشف الإدارة الأمريكية عن أي تفاصيل بخصوص العملية غير الإشارة إلى الطريقة التي تمت بها لكنها لم تشر إلى الطرف الذي تعاون معها بخصوص مقتل العولقي.

لايخرج إطار التعاون في اليمن بخصوص مقتل القيادي"العولقي" عن طرفان هما الأول نظام الرئيس اليمني صالح والأخر القيادي البارز في الجيش اليمني "اللواء علي محسن  الأحمر ".

خلال الأشهر الماضية تعهد اللواء "علي محسن الأحمر" بدعم جهود اليمن في محاربة  الإرهاب  والقضاء عليه وكانت الإدارة الأمريكية ممثلة بالسفير الأمريكي تلتقي به كل أسبوع لكن هذه الإدارة غالبا لاتكتفي بالتصريحات المؤيدة أو الرافضة ولكنها تبحث عن تعاون مادي ملموس وهو ماقد يكون قدمه الرجل في عملية مقتل "العولقي".

الأحمر حليفا
خلال السنوات الماضية عرف عن الأحمر توسع علاقاته مع قيادات الجماعات المسلحة منذ ظهورها الأول في بدايات التسعينات من القرن المنصرم ومشاركتها لاحقاً في حرب صيف 1994 وصولا  إلى تدشين اليمن ومشاركتها في ما يسمى "الحرب على الإرهاب " ، لذا فانه ومع استمرار الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس اليمني صالح وعدم قدرته على تجاوز هذه الاحتجاجات فإنه سيتعين على الإدارة الأمريكية البحث عن بديل للرئيس اليمني صالح لكي يدير عجلة حربها ضد الإرهاب في اليمن.

حينما دعت الإدارة الأمريكية إلى انتقال سلمي ومنظم للسلطة كانت تدرك جيداً ان ذلك يعني خروج الرئيس اليمني صالح شخصيا من دائرة اللعبة في اليمن  وبالتالي غياب احد أهم حلفائها في الحرب على الإرهاب في اليمن وربما في المنطقة العربية جمعا لذا فان البحث عن بديل أخر يواصل المشوار الذي بدأه صالح بات هاماً للغاية.

يمكن القول اليوم بأن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بالدور الهام الذي يلعبه "علي محسن الأحمر " في اليمن وقد تفكر هذه الإدارة جديا بان تجعل منه الحليف التالي بعد رحيل الرئيس صالح كونه الوحيد الذي يملك القدرة حتى اللحظة بعد الرئيس صالح  في إدارة الحرب على الإرهاب والمساهمة فيها.

تدرك الإدارة الأمريكية ان قوة نظام الرئيس صالح ونقطة ضعفه تكمن في انه" نظام هش"  لذلك فهي ومنذ بدء الاحتجاجات إلى تأسيس أرضية تعامل جديدة لها في اليمن تتضمن نطاق واسع من المتعاونين في حربها ضد الإرهاب وفي مواجهة الرئيس صالح فإنها تضغط ببطء لكي لايقع اليمن في الفوضى.

التصريحات الأمريكية الأخيرة التي قالت فيها ان موقفها من نقل السلطة في اليمن لم يتغير والانتقاد الرسمي اليمني لها لاحقا يؤكد وبما لايدع مجالاً للشك ان الإدارة الأمريكية باتت تملك حليفاً جديداً في حربها ضد الإرهاب في اليمن إلى جانب الرئيس اليمني صالح لكن هذه الإدارة لاتود الحديث عنه علانية حتى اللحظة.

يبدو ان الرئيس اليمني صالح بدأ يفهم جيداً بأن لم يعد له بالإمكان ان يقدم الكثير في مجال مكافحة الإرهاب في اليمن  حيث بدأ واضحا حجم استيائه الشديد من التقارب الأمريكي مؤخرا مع اللواء المنشق عنه وذهبت وسائل إعلام موالية إلى شن هجوماً لاذعا على شخص السفير الأمريكي في صنعاء " جيرالد فاير ستين" الذي التقى خلال الأشهر الماضية باللواء الأحمر أكثر من التقائه بالرئيس صالح.
شارك الخبر