قامت شركة "IBM" بصنع رقاقة إلكترونية يمكنها أن تعمل بشك مشابه للدماغ البشري، إذ تتمتع هذه الرقاقة بحاسة الشم واللمس والاستشعار والتذوق والسمع وتفهم ما يحيط بها.
وتشير "IBM" إنها تنوي مستقبلاً صنع جهاز يمكنه أن يشتم الأمراض، وأن يخبر المستخدمين عما يمكنه أن يصيبهم منها، وفيما لو دعت الحاجة إلى الذهاب لطبيب مختص للحصول على العلاج المناسب.
أو يمكن تكوين روبوت يمكنه أن يعثر على الأشخاص في مناطق الخطر خلال مهمات الإنقاذ، إذ سيتمكن من رؤية ما أمامه وإعطاء توجيهات للأشخاص من حوله لتحذيرهم.
والآن وللوقت الحاضر، تظل على عاتق مهندسي شركة "IBM" تصميم برامج تتواكب مع هذه الرقاقة وتصميم آلات ومعدات يمكنها أن تلائم الخدمات التي يمكن لهذه الرقاقة توفيرها.
ولكن التحدي الذي يكمن الآن هو أن هذا المشوار قد يكون طويلاً خاصة مع أجهزة المعالجة الإلكترونية التي يمكنها أن تعمل على حل معادلات حسابية معقدة بسرعة الضوء، إلا أنها لا تزال متخلفة عندما يتعلق الأمر باستشعارها لما يحيط بها.
إذ أن الأدمغة البشرية لا تعمل على حساب كل شيء دفعة واحدة، بل توجد هنالك العديد من المسارب، فهنالك المناطق التي تعمل على صنع القرارات، وهنالك مناطق بالدماغ يمكنه رؤية اللون الأزرق للبحر، ومناطق أخرى يمكنها تحليل صوت أمواجه، وأخرى لاشتمام رائحة الملح عند الشاطئ، والدماغ يركب كل هذه المعلومات ليكون صورة كون صاحبه في نزهة قرب البحر.
وهذا ما تحاول "IBM" الحصول عليه، إذ تملك كل رقاقة أكثر من أربعة آلاف محور، ومليون "خلية عصبية" و256 "نقطة للاشتباك العصبي"، وهذا يعني أن كل محور يعادل عمل دماغ دودة، وكل رقاقة تعمل بمثابة دماغ نحلة، ولكن جمع الكثير من هذه الرقاقات لتعمل بتناغم سوياً، هوا ما يمكنه أن يصنع المعجزات.
ويمكن لكل رقاقة صغيرة أن تساوي ناتج عمل جهاز كمبيوتر واحد، بأكثر من 46 مليار معالجة للمعلومات في الثانية وفي الواط، إذ تتميز أيضاً بحاجتها المنخفضة للطاقة، إذ يمكنها أن تعمل بطاقة ضعيفة مثل التي يمكن إيجادها بالهواتف الذكية.