شهدت العاصمة صنعاء يوم أمس حشوداً عسكرية هائلة لقوات الرئيس صالح والمسلحين القبليين المؤيدين له وخاصة في منطقة الحصبة والمناطق المحيطة بساحة التغيير. وأغلقت مكاتب البريد ومؤسسات حكومية قريبة من منطقة الحصبة أبوابها وسرحت موظفيها.
وتشير التحركات العسكرية إلى بوادر حرب شاملة، يسعى نظام الرئيس صالح والقوات المؤيدة له إلى شنها ضد قوات الجيش الوطني المساند للثورة.
ويأتي هذا التصعيد من قبل الرئيس صالح وقواته في ذات اليوم التي غادر فيها جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة العاصمة صنعاء، دون التوصل إلى حل سياسي يفضي إلى إنتقال السلطة سلمياً في اليمن.
وفشلت جهود بن عمر في إقناع الرئيس صالح بمقترحات أممية لآلية تنفيذية لتنفيذ المبادرة الخليجية، وقوبلت تلك المقترحات بتعنت واضح من الرئيس صالح وموافقه من نائبه عبدربه منصور هادي ومستشاره السياسي عبدالكريم الإرياني.
ويأتي هذا التصعيد العسكري كخطوة إستباقية من الرئيس صالح لقرار متوقع قد يصدر ضده من مجلس الأمن الدولي خلال الأيام القادمة، بعد رفضه نقل السلطة في اليمن، ويتوقع أن يتبنى القرار المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية التي وضعت بإشراف الأمم المتحدة.
وتناقلت العديد من وسائل الإعلام تصريحات لدبلوماسيين وسياسين، عن قرب طرح ملف اليمن على مجلس الأمن الدولي بعد رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية.
وكان جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة قد غادر العاصمة صنعاء يوم أمس الأثنين إلى نيويورك، لتقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن وحول الجهود التي بذلها للوصول إلى إتفاق سياسي ورفض الرئيس صالح للمبادرة الخليجية.
وأشارت مصادر دبلوماسية أنه من المتوقع صدور قرارات من مجلس الأمن تتضمن عقوبات بسيطة في بداية الأمر على رأس النظام لكنها قد تتوسع في وقت لاحق.