ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة اليوم إلى نحو 100 شهيد سقط معظمهم في مجزرة حي الشجاعية الذي تعرض لقصف إسرائيلي عشوائي أودى بحياة أكثر من 60 شخصا معظمهم نساء وأطفال فيما أستشهد نحو 40 آخرين جراء القصف الغسرائيلي لأحياء أخرى في القطاع، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى حوالي 430 شهيدا.
ووصل عدد شهداء مجزرة حي الشجاعية شرق غزة إلى أكثر من 60 معظمهم من النساء والأطفال أثناء فرارهم من الحي، وجرح أكثر من 250، بعدما قصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي عشوائيا مع دخول العدوان يومه الـ14.
وفيما أكد مراسلو الجزيرة ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 60 على الأقل، قال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي للجزيرة إن عدد الشهداء بحي الشجاعية قد يتجاوز المائة، مؤكدا أن جثث الشهداء مقطعة وصارت أشلاء.
وأعلن أن الاحتلال لا يحارب مقاتلي المقاومة، بل يستهدف النساء والأطفال والشيوخ بغرض رفع عدد الضحايا، وأعلن أن الاحتلال يقصف المنطقة منذ السابعة من مساء السبت حتى ظهر الأحد بمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع قذائف كل دقيقة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مجزرة الشجاعية جريمة حرب لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني وأنها لن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة. كما أعلنت أن إسرائيل رفضت طلب لجنة الصليب الأحمر تنفيذ هدنة لثلاث ساعات لسحب الجثث من الشجاعية.
مشاهد صادمة
وأظهر شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الأحد مشاهد صادمة لضحايا المجزرة، بينها صور جثث أمهات مع أطفالهن وشباب ملقاة بالشوارع، فيما أكد شهود عيان للجزيرة أن عشرات الجثث لا تزال تحت الأنقاض، حيث انهدت المنازل على ساكنيها بسبب قوة القصف الإسرائيلي المستمر.
وقال ناجون إن عائلات بأكملها لقيت مصرعها في القصف، مؤكدين أن الجثث في حالة مشوهة بسبب استهداف قوات الاحتلال للسكان مباشرة.
وقد منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من دخول الحي، حيث استشهد مسعف وصحافي فلسطينيان في القصف المستمر.
وقال مراسل الجزيرة من أمام مشفى الشفاء في غزة إن عددا من سيارات الإسعاف وصل المستشفى، لكن نداءات الاستغاثة ما زالت متواصلة، ولم تتمكن فرق الإغاثة من الوصول إلى الجرحى بعد انقضاء الهدنة الإنسانية التي انتهت في حدود الرابعة بعد الظهر بتوقيت غزة.
وكانت إسرائيل وافقت على "هدنة إنسانية" من ساعتين للسماح بإجلاء الجرحى والقتلى، بعد طلب من الصليب الأحمر الدولي.
في السياق قالت الناطقة الإعلامية باسم الصليب الأحمر نادية الدبسي إن هناك حاجة لتأمين سريع لحركة سيارات الإسعاف، وذكرت الأطراف أن هناك قوانين للحرب تفرض احترام المدنيين.
وذكر مسؤولو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أنهم فتحوا مخازن الوكالة لتقديم المساعدات الموجودة للعدد الكبير من الجرحى والنازحين، ودعوا المجتمع الدولي للمسارعة إلى تقديم المساعدات الضرورية لتفادي كارثة إنسانية محققة. وطالبت الوكالة بتوفير 60 مليون دولار فورا لتوفير دعم عاجل لسكان القطاع.
رد فعل
ومن القدس، قال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن مجزرة حي الشجاعية تأتي رد فعل على مقتل الجنود الإسرائيليين أمس والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في عمليات نوعية لفصائل المقاومة.
وأشار العمري إلى أن تركيز القصف على حي الشجاعية يعود إلى أن إسرائيل تعده معقلا لمقاتلي كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال حملته البرية إلى احتلال أطراف البلدات في غزة.
وقال إن التصعيد الإسرائيلي يأتي ضمن خطة لفرض واقع على الأرض يخدمهم في المفاوضات، مشيرا إلى دعوات في إسرائيل لإعادة احتلال قطاع غزة وتقويض حكم حماس وجعله منطقة منزوعة السلاح.