الرئيسية / تقارير وحوارات / الحرس الجمهوري هزائم متتالية وإنشقاقات متوقعة
الحرس الجمهوري هزائم متتالية وإنشقاقات متوقعة

الحرس الجمهوري هزائم متتالية وإنشقاقات متوقعة

01 أكتوبر 2011 06:01 صباحا (يمن برس)
منذ إنطلاقة الثورة اليمنية في فبراير الماضي، وإنشقاق اللواء علي محسن الأحمر وإعلانه التأييد للثورة الشعبية القامة ضد نظام الرئيس صالح، أصبح الحرس الجمهوري القوة الأساسية التي يعول عليها النظام في إستمراره وبقاءه في حكم اليمن ومنذ ذلك الحين بدأ الحرس الجمهوري بالإستعداد لمعركة الحسم العسكري التي يبدو أنها أقتربت وأصبح الحرس الجمهوري في أتم الإستعداد لها وهنا نلقي نظرة حول أداء الحرس الجمهوري المتوقع في إي مواجهة عسكرية مع قوى الثورة.

الحرس الجمهوري الذي عمل خلال الأشهر القليلة الماضية على تعزيز مواقعه وعلى شراء أسلحة من الخارج لزيادة قدراته. دخل في العديد من الصراعات مع قوى مختلفة خاصة القبلية منها في يافع وأرحب ونهم وتعز والعاصمة صنعاء.

كانت أول المواجهات مع إندلاع الثورة الشبابية حيث قام الحرس الجمهوري بإستحداث نقاط في منطقة يافع، أدت إلى إشتباكات بينهم وبين القبائل الساكنة في المنطقة، أنتهت بخروج جنود الحرس الجمهوري مستسلمون ورافعون الرايات البيضاء ليقوم الطيران بقصف المعسكر بعد إخلاءه خوفاً من سقوط أسلحته في يد رجال القبائل.

جاءت نتائج المواجهات والمعارك التي خاضها الحرس الجمهوري صادمة للغاية. فالحرس الجمهوري تكبد الكثير من الخسائر في منطقة أرحب، وقد تمكن المسلحون القبليون من إقتحام معسكر الصمع مرة على الأقل ومنعوا وصول التعزيزات إلى المعسكر وفر مئات الجنود منه.

جنود وضباط الحرس الجمهوري الذين عانوا وما زالوا يعانون من التهميش مثلهم مثل باقي أفراد القوات المسلحة، ليست لديهم إي رغبة في القتال لتثبيت الأسرة الحاكمة التي ظلمتهم كثيراً وأنعكس هذا على أداء الحرس الجمهوري. وما حصل مؤخراً للواء 63 حرس جمهوري في منطقة نهم كان كارثياً للغاية حيث تمكن مسلحون قبليون من إقتحام معسكر اللواء 63، وتدمير مقر قيادته وقتل قائد اللواء العميد عبدالله الكليبي وتفجير مخازن سلاح داخل المعسكر، وإعطاب الكثير من الآليات، رغم قله عدد المسلحين القبليين وضعف إمكانياتهم وما كان أشد وقعاً هو مشاركة العديد من الجنود من داخل المعسكر في دعم المسلحين القبليين والقتال ضد الحرس الجمهوري.

الحرس الجمهوري الذي دخل المعركة في تعز عقب إقتحام ساحة التغيير، لم يتمكن حتى اليوم من حسم المعركة هناك ضد مسلحين قبليين ومنشقين عن الجيش والأمن تعهدوا بحماية الثورة، رغم مرور أشهر وما زال الحرس الجمهوري عاجزاً عن تحقيق إي تقدم أو نصر يذكر.

ولا تفوتنا حرب الحصبة في العاصمة صنعاء التي خاضها الحرس الجمهوري لمدة تزيد عن أكثر من أسبوعين ضد مسلحين قبليين تابعين لصادق الأحمر، عجز خلالها عن تحقيق إي تقدم أو إستعادة إي من المنشات الحكومية التي سيطر عليها أتباع صادق الأحمر لكنه تكبد خسائر هائلة.

وأخيراً ولا أظن أنها آخر المعارك خاض الحرس الجمهوري معززاً بأحدث الأسلحة والدبابات حرباً نظامية ضد الجيش الوطني المساند للثورة، في العاصمة صنعاء ورغم قلة أعداد الجيش الوطني المساند للثورة وضعف التسليح والتدريب، إلا أن الحرس الجمهوري لم يتمكن من تحقيق إي تقدم وأستمرت المواجهات لأيام عديدة تمكن الجيش الوطني المساند للثورة من تحقيق تقدم ملموس على الأرض. كما تمكن من تدمير العديد من آليات الحرس الجمهوري الذي وقف عاجزاً عن إستعادة جولة النصر (كنتاكي)، وهو ما تحقق له بوساطة سمحت له بالعودة إلى الجولة ليخسرها في جولة صراع ثانية.

يتضح من كل جولات النزال التي خاضها الحرس الجمهوري أن الحرس الجمهوري غير قادر على حسم المعركة عسكرياً، فهو الطرف الأضعف رغم التدريب والتسليح الجيد الذي تلقاه، الإ أنه يفتقد للخبرات الكافية لخوض الحروب، كما أن قادته متهورين ولديهم حماس الشباب أكثر من حنكة القادة ولا يعرفون معنى الحرب.

كما أن الحرس الجمهوري منشق على نفسه فالعديد من جنوده قد أنضموا للثورة الشبابية الشعبية، كما أن الكثير منهم لديهم ولاءات قبلية قد تفرض عليهم الإنضمام إلى الطرف الآخر في إي لحظة، ولا ننسى أن المعاناة التي يعانيها الحرس الجمهوري وغيره من أفراد الجيش اليمني جعلتهم تواقين للخلاص من النظام الحالي.

الإسناد والدعم من سلاح الجو الذي يعتمد عليه الحرس الجمهوري إعتماداً كبيراً وراهن عليه أنصار النظام كثيراً، سقط بإسقاط طائرة سوخواي 22 من قبل مضادات أرضية أستخدمتها قبائل أرحب أرعبت الحرس الجمهوري وأرعبت سلاح الجو بشكل عام.

قد تكون اللحظة الحاسمة لشق الحرس الجمهوري لم تحن بعد، لكنها ستكون واقعاً لا مفر منه إذا قرر الرئيس حسم المعركة عسكرياً معتمداً على قوات الحرس الجمهوري. ويحضرني هنا نقطة لا بد من الإشارة إليها وهي أن رواتب جنود الحرس الجمهوري لشهر أغسطس لم يتم صرفها الا بعد عيد الفطر المبارك، في 7 شوال خوفاً من تهرب الجنود عن أداء الخدمة أثناء إجازة العيد، وإذا كانت قيادة الحرس لا تثق بجنودها أن يؤدوا الخدمة في فترة عيد الفطر المبارك فكيف ستعتمد عليهم في خوض حرب شاملة يواجهون الموت فيها.

كل ما حصل آثر بشكل كبير على معنويات الجنود، وما حصل في ليلة واحدة من إقتحام للواء 63 وتدميره وتشريد جنوده ومقتل قائده جعل كل قادة آلوية الحرس الجمهوري وجنوده يخشون المواجهة العسكرية ويرون فيها موت محققاً وإنتحارً لا أكثر.

لا ننسى أن قيادة الحرس الجمهوري أساءت للحرس الجمهوري كجيش وطني وزجت فيه بصراعات ليس الهدف منها سوى حماية العائلة، كما أوكلت له مهمات لا تليق به، منها تفتيش المسافرين وإغلاق منافذ العاصمة، مما جعل المواطنين يتضايقون بشكل كبير من الحرس الجمهوري، فما معنى أن يغلق الحرس الجمهوري منافذ العاصمة لأيام في وجه الأطفال والمسافرين والعائلات والمرضى.

التاريخ يعيد نفسه فصنعاء المحاصرة من كل الجهات بقوات من الحرس الجمهوري، وتقبع بداخلها قوات الجيش الوطني المؤيد للثورة والثوار السلميين تتذكر اليوم أكثر من إي وقت مضى حصار السبعين يوماً الذي كانت فيه محاصرة من قوات قبلية إمامية كانت تريد القضاء على الجمهورية الناشئة، وتتذكر تماماً كيف هب الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ومن أقصى الشمال وأقصى الجنوب لفك الحصار عنها، أنتصرت فيها الثورة في النهاية وفك الحصار المفروض عنها تبدو واثقة من أنها قادرة على تكرار نفس السيناريو وفك حصار مماثل يفرضه عليها الحرس الجمهوري يتجلى واضحاً في إغلاق منافذها أمام الأطفال والنساء والمرضى والمسافرين.

كل ما تم ذكره وما حدث للحرس الجمهوري جعل قيادته على رأسها نجل الرئيس أحمد علي في وضع صعب للغاية وتبديء تخوفها من الهزيمة في إي حرب شاملة ستنتهي بها إلى خلف القضبان أو التشرد مثل القذافي.

* أسامة يحي
مدير تحرير موقع يمن برس

شارك الخبر