ليست أول مرة تسقط فيها قذائف على الحدود السعودية من الجانب العراقي. لكن هذه القذائف المجهولة التي وقعت قبل أيام، دفعت السلطات السعودية إلى مزيد من التعزيز على طول 800 كيلومتر مع العراق.
وكان العاهل السعودي تعهد الشهر الماضي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية البلاد، بعد أن عرفت مدن عراقية أسرع سقوط بيد مسلحين ينتمون إلى مجموعات عدة، أحدها داعش. فدفعت الرياض بقوات من الحرس الوطني وحرس الحدود انتشرت على النقاط الهامة من الحدود.
أما في الوقت الحاضر، فالسعودية تعمل على استحداث منطقة عازلة تمتد إلى عشرة كيلومترات، تكون إضافية للخطوات السابقة، مثل السواتر الطبيعية والأسيجة ورادار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
ويصعب اخترق الحواجز والسواتر على الحدود. وقال مسؤولون إنه ألقي القبض على 12 شخصا فقط أثناء محاولة عبور الحدود بشكل غير قانوني منذ تعزيز الدفاعات قبل عامين.
وتعتبر مدينة عرعر في السعودية الوحيدة ذات المنفذ مع العراق. ومنذ موسم الحج الماضي أبواب منفذ جديدة عرعر مغلقة، ولا تفتح إلا في موسم الحج.
ورغم أن تقدم تنظيم داعش سبب حالة فزع دولية، فإن المسؤولين في حرس الحدود السعودي يصفون الميليشيات الشيعية المتحالفة مع بغداد وإيران بأنها تمثل التهديد الأكبر.
وقال اللواء فالح السبيعي قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية للصحافيين، الأسبوع الماضي، إن تنظيم داعش لا وزن له، لأنه جماعة إرهابية لا تمتلك أي قدرات عسكرية، مضيفاً أن الميليشيات الشيعية منظمة وخلفها من يقوم بالتخطيط.
وفي الأسبوع الماضي أطلقت ثلاثة صواريخ من العراق على مجمع سكني لحرس الحدود السعودي.
وقال السبيعي إنه لا يعرف الجهة التي أطلقت الصواريخ ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن الهدف من هذا الهجوم هو إثارة رد فعل عنيف، مشيراً إلى أن رجاله تلقوا أوامر صارمة بعدم الرد.
وأضاف السبيعي أن حرس الحدود العراقيين قالوا للضباط السعوديين إنهم اكتشفوا ثلاث سيارات مهجورة أطلقت منها صواريخ الغراد الثلاثة وكانت تحمل خمسة صواريخ أخرى من النوع ذاته.
ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
وفي نوفمبر الماضي سارعت مجموعة شيعية إلى الإعلان عن مسؤوليتها عن إطلاق ستة صواريخ غراد - مماثلة لتلك التي استخدمت في الأسبوع الماضي- على الأراضي السعودية قرب الحدود مع الكويت.
وتبعد أقرب بلدة عراقية وتدعى النخيب 80 كيلومترا عن الحدود. وهي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية ولكن مقاتلي الدولة الإسلامية يحتلون مناطق تقع إلى الشمال الغربي منها كما تقع إلى شرقها محافظة النجف التي فيها ميليشيات شيعية قوية.