توقع محللون لأحداث الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة اقتراب اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ستؤدي إلى خلط أوراق العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وحلفائهما تماما.
وتؤكد هذه الفرضية دلائل عديدة منها أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة سبقه حملة اعتقالات وعمليات قتل ارتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين في الضفة وأراضي الـ 48.
كما أن التصعيد الأخير قوبل لأول مرة منذ اندلاع الإنتفاضة الثانية باصطفاف وتعاطف كامل بين جميع الفصائل الفلسطينية في الضفة والقطاع، وفي مقدمتها فتح وحماس.
إضافة إلى أن المقدرة العسكرية الكبيرة التي وصلت إليها فصائل المقاومة الفلسطينية تضع إسرائيل أمام خيار صعب، يتمثل في مواصلة الحرب بكل قوة مع احتمال تنفيذ اجتياح بري للقطاع، وهو ما يجعل من خيار الإنفجار الكبير الحل الوحيد أمام الفلسطينيين.
وبالنسبة للتقارب الفلسطيني الفلسطيني فإنه جاء كنتيجة منطقية لرفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية في حدود الـ 67، رغم أن اقتراح الدولة قام أساساً على الكثير نم التنازلات التي ترفضها معظم فصائل المقاومة، لكن حركة فتح بإيعاز وضغط من قوى إقليمية ودولية وافقت عليه وضمت فيه لسنوات، إلا أن إسرائيل لم تفي بالتزاماتها وعرقلت عدة مرات قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وهذا التعنت الإسرائيلي دفع حركة فتح إلى العودة إلى حضيرة فصائل المقاومة، ومؤخراً أعلنت عن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس، إلا أن ذلك دفع إسرائيل إلى حافة الجنون.
وتطور الأمر إلى إعلان الحرب على قطاع غزة في ما سمي بعملية الجرف الصامد، ولا تزال العملية مستمرة، خصوصاً بعد منح الجيش الإسرائيلي إذناً بتنفيذ اجتياح بري في حال اقتضى الأمر ذلك.
هذا التطرف في العدوان الإسرائيلي دفع فصائل المقاومة إلى رص صفوفها للقتال ضد إسرائيل بإمكاناتها المتواضعة، لكن الأهم هو حشد الرأي العام الإسرائيلي في الضفة والقطاع وداخل حدود الـ 48 تأييداً ودعماً للمقاومة.
وهو ما يؤكد أن الانتفاضة الثالثة قد تكون اقتربت، وأن إسرائيل ستدخل مرحلة حاسمة في تاريخ صراعها مع الفلسطينيين والعرب عموما.
يأتي هذا في الوقت الذي تجاوز ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 135 شهيداً ومئات الجرحى بينهم أطفال ونساء، ومعظمهم مدنيين، بالإضافة إلى تدمير وإصابة آلاف المنازل.