الرئيسية / شؤون دولية / معركة كسر عظم بين «ام.بي.سي» والداعين لمقاطعتها في رمضان
معركة كسر عظم بين «ام.بي.سي» والداعين لمقاطعتها في رمضان

معركة كسر عظم بين «ام.بي.سي» والداعين لمقاطعتها في رمضان

29 يونيو 2014 08:45 مساء (يمن برس)
تصاعدت وتيرة الحملة الألكترونية الداعية لمقاطعة مجموعة قنوات «ام.بي.سي» خلال شهر رمضان المبارك، خاصة داخل السعودية وذلك بعد أن توسعت الدعوات الى مقاطعة الشركات المعلنة في القناة والتي تمثل مصدر دخل مهم لها حيث تتلقى مئات الآلاف من الدولارات من المعلنين، وذلك احتجاجا على عرض مسلسل حول زنا المحارم.

وعلمت «القدس العربي» من مصدر في إدارة مجموعة «ام.بي.سي» أن حجم الإعلانات التي تم حجزها خلال شهر رمضان سجل تراجعاً ملموساً مقارنة مع الأعوام السابقة، خاصة الإعلانات التي سيتم عرضها خلال المسلسل المثير للجدل في منطقة الخليج، والذي كان الشرارة التي أشعلت الدعوات لمقاطعة قنوات «أم بي سي».
 
العريفي والدعوة للمقاطعة
ودخل أبرز علماء ومشايخ السعودية على خط المواجهة مع «ام.بي.سي»» حيث دعا الشيخ الدكتور محمد العريفي أنصاره في السعودية والعالم العربي الى مقاطعة قنوات «أم بي سي» وانخرط منذ عدة أسابيع بقوة ونشاط ضمن الحملة الداعية للمقاطعة والتي تحمل شعار (#نظفوا ـ بيوتكم ـ من ـ ام.بي.سي).

ولدى الشيخ العريفي أكثر من تسعة ملايين متابع على شبكة «تويتر» وحدها، ويعتبر الأكثر تأثيراً في السعودية حالياً، كما أنه من أشهر رجال الدين في المملكة، ووجه عدة دعوات علنية خلال الأسابيع الماضية لمقاطعة قنوات «أم بي سي» بما فيها قناة الأطفال، داعياً الى استبدال هذه القنوات بأخرى وحذفها من المنازل، ومقاطعتها بشكل كامل.

وردت قنوات «ام.بي.سي» على موقف العريفي بسلسلة تقارير منقولة عن وسائل إعلام في بريطانيا تتهمه بنشر التطرف، وكونه وراء إغواء الشبان البريطانيين الثلاثة الذين ظهروا في تسجيل فيديو نشرته «داعش» يدعون فيه الى القتال في صفوف التنظيم في العراق وسوريا.

وتبين – بحسب ما نشرت صحف بريطانية- أن الشيخ العريفي كان قد ألقى محاضرة في عام 2012 في المسجد الذي يتردد عليه الشبان الثلاثة، وهو ما التقطته قناة العربية، وقنوات «ام.بي.سي» بشغف ورددته عدة أيام وعبر تقارير عديدة، في رد غير مباشر على موقف الشيخ الداعي لمقاطعة هذه القنوات في رمضان.

ولاحقاً توسعت الحملة الداعية لمقاطعة «ام.بي.سي» حيث نشر نشطاء على الانترنت قوائم سوداء تتضمن منتجات وشركات تقـــوم بالإعلان والترويج من خلال هذه القنوات التلفزيونية، حيـــث يتداول هؤلاء النشطاء دعوات لمقاطعة هذه الشركات ومنتجاتها.

وتعيد هذه الدعوات الى الأذهان حملات المقاطعة للمنتجات الدنماركية التي شهدتها السعودية ومنطقة الخليج قبل سنوات، عندما نشر رسام كاريكاتير رسوماً مسيئة للدين الإسلامي، وهو ما أثار موجة احتجاج كبدت الشركات والمنتجات الدنماركية خسائر فادحة بسبب كون منطقة الخليج تضم أسواقاً استهلاكية بالغة الأهمية على مستوى العالم كله.

وتضم مجموعة «ام.بي.سي» حالياً باقة من 11 قناة تلفزيونية، إلا أن غالبية قنواتها للترفيه، لكن القناة الأهم في المجموعة هي «العربية الاخبارية».
 
سبب الأزمة
والسبب الرئيسي وراء الدعوة الى مقاطعة «ام.بي.سي» اعتزامها بث مسلسل تلفزيوني خلال شهر رمضان المبارك يتناول ظاهرة «زنا المحارم» في المجتمعات العربية، وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين خروجاً على العادات والتقاليد والقيم، وإنتهاكاً لتعاليم الدين الإسلامي، كما اعتبروا أن المسلسل يمثل في مضمونه دعوة غير مباشرة لإرتكاب هذه الجريمة المحرمة.

وأفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية بعدم جواز عرض المسلسل، قائلاً إن «بعض المحطات الفضائية تعتزم إخراج مسلسل رمضاني يدعو للفساد والخروج على الأخلاق ويصور إنتهاك الحرمات ويحطم الحواجز، ويُغري بهذه الأمور».

وردت مجموعة «ام.بي.سي» على لسان الناطق باسمها مازن حـايك بأنها تقف مع سماحة المفتي في رؤيته لمسألة «زنا المحارم» مؤكدة التزامها بعدم عرض أي محتوى إعلامي يتطرق إلى المحارم، لكن حايك قال إن «المسلسل المذكور متميز درامياً وصالح للمشاهدة العائلية في رمضان وخارجه».

وتابع: «طبعاً لن تقف «ام.بي.سي» مكتوفة الأيدي أمام من سعى إلى الإساءة إلينا من خلال الحملة الإستباقية ضد المسلسل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وروج زوراً لفرضية أن المسلسل يتطرق إلى مسألة زنا المحارم.. في كل الأحوال، نحتفظ بحقوقنا كاملة لناحية ملاحقة أو مقاضاة كل من تثبت مشاركته في الحملة المغرضة ضدنا عن قصد أو غير قصد، مباشرة أو بالواسطة، بمن فيهم من أوصل المعلومات الخاطئة لسماحة مفتي السعودية، الذي نُجلّه ونحترمه».

\"\"
شارك الخبر