الرئيسية / طب وصحة / مسؤول سعودي: واردات الإبل الأفريقية ربما هي سبب تفشي كورونا
مسؤول سعودي: واردات الإبل الأفريقية ربما هي سبب تفشي كورونا

مسؤول سعودي: واردات الإبل الأفريقية ربما هي سبب تفشي كورونا

28 يونيو 2014 10:50 مساء (يمن برس)
قال طارق مدني، المستشار الطبي لوزارة الصحة السعودية، والذي يرأس المجلس الطبي الاستشاري لمركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة السعودية: "الخبراء يفحصون الإبل في الموانيء قبل أن تسمح السلطات بدخولها البلاد، بعد الاشتباه بحملها فيروس كورونا".
 
شكوك سعودية
 
أنشيء مركز القيادة والتحكم خصيصًا للتعامل مع تفشي فيروس متلازمة الشرق الأوسط – كورونا، الذي اكتشف أول مرة بين البشر في العام 2012، وهو من نفس العائلة الفيروسية التي تسببت في تفشي فيروس سارز في الصين في العام 2003. وتشير أحدث بيانات الصحة السعودية إلى إصابة أكثر من 700 شخص بفيروس كورونا في المملكة، توفي منهم 292 مريضًا.
أضاف مدني: "لدينا شكوك في أن المرض ربما يكون انتقل من خلال تجارة الإبل مع القرن الأفريقي، لكننا لم نتأكد من هذا بعد، والقرار النهائي المتعلق بحظر واردات الجمال من المنطقة يرجع لوزارة الزراعة، والوزارة لم تصدر بعد حظرًا رسميًا لواردات الإبل، وإن كان مسؤولون أبلغوني أنه يجري بحث هذه الخطوة".
وتابع: "نستورد جمالًا من القرن الأفريقي، لكننا سنتوقف إلى أن تتوافر معلومات أكثر عما إذا كانت مصابة أم لا."
 
انتقادات للمسؤولين
 
واجهت السعودية انتقادات من قبل لأسلوب تعاملها مع تفشي المرض الذي يقول خبراء الصحة العامة إنه كان من الممكن السيطرة عليه لو أن المسؤولين والخبراء بالمملكة أبدوا استعدادًا أكبر للتعاون مع الدراسات المتعلقة بكيفية عمل الفيروس ومصدره.
 
ولابد من إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة مصدر عدوى كورونا بين البشر وتحديد كيفية انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان لكن الدراسات المبدئية ترجح أن تكون الإبل هي مصدره.
 
وقال مدني: "لأن هذا مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، فإننا نتعاون مع وزارة الزراعة للإجابة على سؤال إن كانت هذه الجمال المستوردة من القرن الأفريقي هي المصدر المحتمل للعدوى."
والسعودية هي أكبر سوق للماشية القادمة من الصومال، إذ أن 70 بالمئة من الصادرات الصومالية تتجه إلى المملكة، والنسبة الباقية إلى دول الإمارات واليمن وقطر ومصر.
 
ارتباط لافت
 
صدر الصومال حوالى 4,7 مليون رأس في العام 2013، وتمثل الأغنام حوالي 80 بالمئة من الصادرات، تليها الإبل وبعض الماشية.
 
تمر معظم الصادرات عبر ميناءين بخليج عدن هما بوصاصو وبربرة الواقعان في منطقتين انفصاليتين بشمال الصومال. غير أن الحيوانات تجيء من مناطق مختلفة من البلاد وبعضها يعبر الحدود مع جنوب إثيوبيا وشمال كينيا.
 
وقال مدني إن لدى السعودية إبل، لكن معظم المستخدمة للذبح والتجارة تستورد من القرن الأفريقي.
قالت ليزا موريلو، الخبيرة في علم الفيروسات وتعمل في مختبر لوس ألاموس الوطني بالولايات المتحدة، إنها حللت بيانات خاصة بحالات الإصابة بفيروس كورونا بين البشر في الشرق الأوسط وواردات الإبل من القرن الأفريقي، وتوصلت لنقطة تستدعي المزيد من البحث والدراسة. وأضافت أنها توصلت إلى نظرية افتراضية تربط عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في دول شبه الجزيرة العربية بعدد الجمال التي استوردتها هذه الدول، "وهذا الارتباط لافت بقوة"، حسب قولها.
 
أضافت: "أهم شيء ينبغي فعله الآن، خارج السعودية والإمارات، هو تتبع حالات الإصابة بكورونا بين البشر والإبل في القرن الأفريقي وبخاصة في موانيء الصومال، فإن تبين وجود الفيروس في الإبل هناك فلماذا لا يكون موجودًا بين البشر هناك أيضا؟"
 
وقال مدني أن فرق الخبراء العاملة تحت إشرافه في مركز القيادة والتحكم تفعل هذا بالسعودية.
 
تهديد لاقتصاد الصومال
 
قالت موريلو إن بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بأعداد الإبل في 2012 تبين أن هناك سبعة ملايين رأس إبل في الصومال مقارنة مع 260 ألفا بالسعودية. ويقول الخبراء إنه إذا حظرت السعودية الواردات من الصومال فقد يكون لذلك تأثير قوي على بلد يكافح لإعادة بناء نفسه في وقت يزداد فيه التمرد الإسلامي تأججًا.
 
وكانت المرة السابقة التي حظرت فيها السعودية صادرات الماشية الصومالية في العام 2000، وكان ذلك بسبب مخاوف من طاعون الماشية وحمى الوادي المتصدع. ووجه ذلك ضربة قاسية للاقتصاد الصومالي قبل رفع الحظر في العام 2009.
وقال إرنست نجوروجي، مسؤول برنامج الصومال المختص بالماشية الحية والمصايد في الاتحاد الأوروبي: "سيكون هذا خطيرًا جدًا، ومدمرًا للغاية، في العام 2000 كان هناك حظر تام للماشية الحية، وكان ذلك مدمرًا جدًا".
 
ويشكو بعض التجار الأفارقة من أن الصادرات تبدو ضعيفة بالفعل في العام 2014 وإن كانت ذروة موسم التصدير قد بدأت توًا. فمعظم الشحنات تكون قبل عيد الفطر ثم في عيد الأضحى.
 (إيلاف)
شارك الخبر