يستهل منتخب الجزائر - الممثل الوحيد للكرة العربية - مشواره في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، اليوم بمواجهة صعبة أمام نظيره البلجيكي ضمن منافسات المجموعة الثامنة للمونديال، والتي يحتضنها استاد "مينيراو".
والعرب على الموعد الليلة الساعة 7 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
والعرب على الموعد الليلة الساعة 7 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
ويسعى المنتخب الجزائري إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو يحمل مسؤولية التمثيل العربي في المونديال البرازيلي، ويطمح إلى بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وهو ما لم يتحقق خلال المشاركات الثلاث السابقة في أسبانيا 1982 و المكسيك 1986 وجنوب افريقيا 2010، كما يطمح لتحقيق فوزه الأول في العرس العالمي منذ تغلبه على تشيلي 3-2 يوم 24 يونيو/حزيران 1982 في مونديال إسبانيا، ومحو خيبة أمل المشاركة السابقة في جنوب أفريقيا.
وتبقى مشاركته الأولى في إسبانيا الأفضل في تاريخه، إذ حقق فيها فوزا تاريخيا على ألمانيا 2-1 وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني لولا "تواطؤ" الألمان مع النمسا في الجولة الأخيرة.
ورغم أن طموحات المنتخب الجزائري قد تصطدم بوجود منتخبات – بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية - في نفس المجموعة تعتمد على القوة والسرعة والإلتحامات في المقام الأول، وهو ما يقلل من الإعتماد على النواحي الفنية والاداء التكتيكي الجمالية ، وجعلها "مباريات مغلقة"، إلا ان المنتخب الجزائري قادر على فرض أسلوبه، الذي يمزج بين المهارة والسرعة، وبحماس لاعبيه المعهود فهو قادر على إجتياز مثل هذه العقبات، وستكون مباراة الليلة تحديدا مفتاح الطريق نحو تحقيق هذا الهدف.
ويضم محاربو الصحراء، تحت قيادة مدربهم المخضرم البوسني وحيد خليلوزيتش، لاعبين على درجة كبيرة من الكفاءة والمهارة قادرين على قيادة فريقهم وتحقيق تفوقه ميدانيا سواء في وسط الملعب أو في الناحية الهجومية، وياتي على رأسهم سفيان فيجولي الذي كادت علاقته السيئة بمدربه أن تطيح به خارج التشكيلة، إلا أن المصلحة العامة أقتضت ضرورة وجود هذا النجم الذي تعلق عليه الجماهير الجزائرية آمالا عريضة خاصة بعد المستوى الرائع الذي ظهر عليه في صفوف فالنسيا الأسباني خلال الموسم الماضي.
وتضم التشكيلة ايضا نجوم قادرين على فرض تفوقهم مثل نبيل جيلاسي وسفير تايدر وعبد المؤمن جابو وكارل مجاني ومهدي لحسن وجميل مصباح ونبيل بن طالب وهلال العربي سوداني، والحارس مبلوحي، إضافة إلى حسان يبدة الذي كان شفى من إصابته في كاحل القدم، قبل أن تعاوده الإصابة مجددا في أخر مران.
وستكون على كتيبة " الخضر" خوض مباراة اليوم بروح عالية، وحرص شديد، واداء متوازن دفاعا وهجوما، في مواجهة فريق سريع صغير في السن معظمه من الشباب وهو المنتخب البلجيكي الذي يعود للمشاركة في المونديال بعد غياب 12 عاما حيث كانت اخر مشاركة له في مونديال كوريا واليابان عام 2002.
ونقطة هامة أخرى لابد أن ينتبه لها لاعبو المنتخب الجزائري، وهي محاولة ضبط النفس في مواجهة القرارات التحكيمية، خاصة في ظل الاخطاء الكثيرة التي ترتكب خلال هذا المونديال، يضاف إلى ذلك أن حكم اللقاء المكسيكي ماركو رودريجيز، معروف بصرامته الشديدة، وميله لإستخدام البطاقات "الملونة" بكثرة، حيث أدار في كأس العالم المانيا 2006 مباراتين فقط أستخدم خلالهما بطاقاته 12 مرة ( 10 صفراء وبطاقتي حمراء)، وفي مونديال البرازيل أدار ايضا مباراتين أستخدام فيها بطاقاته 10 مرات، وهو ما يستجوب التعامل بحرص مع هذا الحكم، وضروري الا ينقل خليلوزيتش عصبيته أحيانا إلى لاعبيه داخل المستطيل الأخضر.
وفي المقابل يخوض المنتخب البلجيكي "الشاب" هذا المونديال تحت قيادة مدربه - مارك فيلموتس - وأمله تعويض إخفاقات من سبقوه والوصول إلى مرتبة أبعد، علما بان كامل تشكيلته لم يشاركوا كأس العالم من قبل، بإستنثاء لاعب واحد فقط هو دانييل فان بويتن.
ويتقدم كتيبة "الشياطين الحمر" نجوم مثل جناح تشيلسي الخطير إدين هازارد، و روميلو لوكاكو مهاجم ليفربول، والمتألق ثيبوت كورتوا، حارس مرمى أتلتيكو مدريد ،علاوة على المدافع فينسنت كومباني مدافع مانشستر سيتي، و يان فيرتونن مدافع تتونهام.
ورغم إعتراف فيلموتس مدرب بلجيكا بأن لاعبيه يفتقدوا خبرة المونديال، إلا أن المؤكد أن هذا المنتخب تأهل إلى النهائيات بإحتلاله قمة مجموعته في التصفيات، وهو ما يدل على مكانة ومستوى هذا المنتخب الذي يملك قدرة تنظيمية هائلة، ويعول المدرب كثيرا على رغبة وحماس وروح لاعبيه.
وتتبقى نقطة سلبية لمنتخب بلجيكا يمكن أن يستغلها المنتخب الجزائري، وهي خوف المنتخب الأوروبي الشديد من درجة الحرارة المرتفعة في مدينة بيلو هوريزونتي التي تحتضن اللقاء، والتي لم يعتدها لاعبوه، وهي ما تتيح للخضر محاولة إجهاد الشياطين الحمر في الشوط الاول، واستغلال إجهاده المتوقع في الشوط الثاني نتيجة الحرارة المرتفعة.