أصدر المرشح الرئاسي في مصر حمدين صباحي بيانا شديد اللهجة أعلن فيه سحب جميع مندوبيه من اللجان الانتخابية احتجاجا على ما اعتبره تجاوزات وانتهاكات شابت عملية التصويت، فضلا عن عدم الاستجابة لشكاوى حملته.
وقال صباحي في تصريحاته التي جاءت بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات تمديد التصويت يوما ثالثا لتنتهي مساء اليوم الأربعاء، إن الانتخابات باتت خالية من المضمون الديمقراطى وتفتقر للحد الأدنى من ضمانات حرية التعبير، حسب البيان.
ويأتي ذلك بعد ما أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في اليوم الثاني من الانتخابات وسط إقبال ضعيف، أعلنت بموجبه لجنة الانتخابات تمديد التصويت يوما ثالثا.
واختتم اليوم الثاني من الاقتراع في جميع اللجان الانتخابية البالغ عددها 13 ألفا و899 لجنة عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي بدلا من التاسعة بعد تمديد التصويت ساعة إضافية في الانتخابات التي يتنافس فيها وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي.
وأعلنت لجنة الانتخابات تمديد التصويت يوما كاملا، وهو ما رفضته حملتا السيسي وصباحي.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن عضو في لجنة الانتخابات إن القرار اتخذ لـ"إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم".
من جهتها، قالت اللجنة في بيان إن قرارها راعى "موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد وازدياد إقبال الناخبين في الفترة المسائية"، والاستجابة لرغبات فئات كثيرة من أفراد الشعب، خاصة الوافدين الذين لم يستطيعوا التصويت في الوقت الذي حددته اللجنة.
تزامن ذلك مع قرار الحكومة المصرية منح تذاكر مجانية للوافدين حتى يتمكنوا من التوجه إلى محافظاتهم للإدلاء بأصواتهم.
كما قررت لجنة الانتخابات في وقت سابق تفعيل بند قانوني يسمح بفرض غرامة قدرها خمسمائة جنيه (سبعون دولارا) على من لا يشارك في هذه الانتخابات.
وكان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أعلن في وقت سابق اعتبار اليوم الثلاثاء عطلة رسمية في القطاع الحكومي والمصارف لتشجيع الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع، كما دعا القطاع الخاص إلى "التيسير على المواطنين" ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات.
حملات تعبئة
يأتي ذلك في ظل تقارير تحدثت عن ضعف في الإقبال على صناديق الاقتراع، ولم يلاحظ اليوم اختلاف في نسبة الإقبال على التصويت عن اليوم الأول، ورُصدت أعداد قليلة من الناخبين أمام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة صباح أمس الثلاثاء، وذلك رغم حملات تعبئة غير مسبوقة لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات.
وذكرت وكالة رويترز أن الطوابير عند فتح مراكز الاقتراع الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي أمس كانت قصيرة في لجان الانتخاب في مناطق مختلفة من القاهرة، بل إن بعض اللجان لم يكن فيها أي ناخب باد للعيان. وفي وقت الظهيرة التي تشتد فيها الحرارة خلت مراكز الاقتراع من الناخبين تقريبا في مدينة السويس، بحسب شاهدة عيان.
وعبر عدد من الإعلاميين المصريين عن القلق والاستياء بسبب ضعف الإقبال على التصويت في اليومين الأول والثاني، وناشد هؤلاء المواطنين النزول للإدلاء بأصواتهم، ووصف معلق تلفزيوني مَن امتنعوا عن التصويت بأنهم "خونة خونة خونة".
كما وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب عدم التصويت بأنه "عقوق للوطن"، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي، كما ظهر البابا تواضروس أيضا في التلفزيون ليحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات.
استمرار المظاهرات
من جهة أخرى، واصل رافضو الانقلاب لليوم الثاني مظاهراتهم المنددة بالانتخابات والداعية إلى مقاطعتها.
ففي مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، خرجت مظاهرة رفعت شعار رابعة العدوية وصور الرئيس المعزول محمد مرسي، وردد المتظاهرون هتافات تندد بالسيسي، وشددوا على استمرارهم في الاحتجاجات حتى إسقاطه.
في غضون ذلك، قالت لجنة الدفاع عن المعتقلين إن عشرات من معارضي الانقلاب اعتقلوا خلال المسيرات المنددة بالانتخابات.
ويحق لأكثر من 53 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات، وهي الأولى منذ إصدار السيسي خارطة طريق في الثالث من يوليو/تموز الماضي وعزل بموجبها محمد مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأعلنت السلطات أن انفجارا محدودا وقع في مصر الجديدة شرق القاهرة أمس الثلاثاء دون أن يسفر عن إصابات أو أضرار، حسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف.
وكانت منظمات حقوقية سجلت مع انتهاء اليوم الأول من الانتخابات شكاوى من انتهاكات في محافظات عدة تراوحت بين منع دخول مندوبين، والتصويت الجماعي، وتوجيه الناخبين.
كما أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت قيام أحد الموظفين داخل اللجان الانتخابية بتسويد بطاقات انتخابية لصالح السيسي بحضور ضابط من القوات المسلحة.
المصدر : الجزيرة + وكالات