عبدالغني المقرمي-تعز
يأتي معرض تعز الدولي للكتاب وتقنية المعلومات في نسخته الـ11 تأكيدا على الدور الثقافي الذي تنهض به المدينة اليمنية في إطار اختيارها عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية، إضافة إلى كونه تقليدا ثقافيا تقيمه مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في إطار مهرجانها الثقافي السنوي.
ويشارك في المعرض -المنعقد في الفترة من 1-9 مايو/أيار الجاري- ما يزيد على مائة دار نشر محلية وعربية وعشرات التوكيلات لدور نشر لبنانية وأجنبية، تعرض ما يزيد على ثلاثمائة ألف عنوان.
ويلاحظ الزائر للمعرض الحضور الطاغي للكتاب التقليدي مقابل إطلالات بسيطة للكتب الحديثة، خاصة الفكرية والأدبية منها، مع زيادة مساحة الكتاب الإلكتروني الذي استأثر هذا العام بما يقرب من 40% من مساحة المعرض، في مقابل نصف هذه النسبة بالنسخة الماضية للمعرض.
ويرجع ذلك -حسب تصريح للمدير العام للمعرض محمد سيف المقطري- إلى الإقبال المتنامي من المثقف اليمني على وسائط المعرفة الحديثة.
وأكد المقطري في حديثه للجزيرة نت أن الخدمات التي تقدمها إدارة المعرض كثيرة، منها التنظيم الجيد الذي يفوق معارض مشابهة، والتأمين على الكتب المعروضة، وتحمّل إدارة المعرض نفقات نقل الكتب من مصدرها إلى قاعة المعرض، إضافة إلى التخفيض في إيجار المعرض بما نسبته 30% عن المعارض السابقة.
لكن الأهم في المعرض -حسب المقطري- هو اختيار إدارة المعرض دور نشر متميزة على المستويين المحلي والإقليمي تغطي جميع المجالات العلمية والفكرية، إضافة إلى قسم خاص بكتاب الطفل بشقيه الورقي والإلكتروني.
سيد جابر: كتب كثيرة أحضرتها دور النشر العربية حُجزت في مخازن خاصة (الجزيرة) |
منع ورسوم إضافية
من جهته، يطرح ممثل دار الأندلس المصرية للنشر سيد جابر وجهة نظر مغايرة، مؤكدا أنه لم يكن يتوقع أن يكون المعرض بهذا المستوى "المتردي"، ابتداء من المساحات الصغيرة التي أعطيت لدور النشر المشاركة، وانتهاء بتلك الرقابة الزائدة على عناوين الكتب المعروضة، حسب قوله.
وأضاف جابر في حديثه للجزيرة نت أن كميات كبيرة من الكتب التي أحضرتها دور النشر العربية حُجزت في مخازن خاصة، وأصبح إخراجها عسيرا، وبرسوم إضافية، بواقع ستة دولارات للطرد الواحد، إضافة إلى أن إيجارات المعرض ظلت كما هي في المعارض السابقة، وبواقع خمسين دولارا للمتر الواحد.
وتابع أن "الأدهى من ذلك أن يصل الأمر إلى منع كتب عادية دينية، وفكرية، وحتى تلك التي تتحدث عن أدب المعاشرة الزوجية".
رقابتان
ولا ينكر المقطري وجود رقابة على المعرض، بل يؤكد أن المعرض يخضع لنوعين من الرقابة، الأولى تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة بمندوبيها المتواجدين في أروقة المعرض، والثانية تقوم بها إدارة المعرض من خلال منع الكتب المسيئة للمقدسات، وكذلك تلك التي تثير الخلافات المذهبية وتكرس ثقافة الكراهية.
من جهته، يؤكد مندوب دار الجيل الجديد اليمنية للنشر فؤاد الشرعبي أن إدارة المعرض قدمت تسهيلات كثيرة للدور المشاركة، ويأتي في مقدمة ذلك صالة العرض المناسبة، والتي تتوافر فيها الخدمات المطلوبة.
كما أنها اختارت وقتا مناسبا للمعرض في مطلع شهر مايو/أيار الجاري، وهي فترة يفترض فيها توافر القدرة الشرائية لدى زوار المعرض وأغلبيتهم من الموظفين، وهو ما انعكس على الإقبال الجيد لزوار المعرض، خاصة خلال الأيام الخمسة الماضية، حسب ما قال الشرعبي للجزيرة نت.
وأبدى الشرعبي تذمرا كبيرا من الغياب التام لاتحاد الناشرين اليمنيين الذي كان يفترض منه أن يشارك في التنسيق للمعرض، وأن يسعى لتقديم تسهيلات لدور النشر اليمنية تشجيعا لها مثل تخفيض رسوم المشاركة في المعرض.
وبالقدر نفسه ينحو الشرعبي باللائمة على الهيئة العامة للكتاب التي حضرت المعرض كدار نشر مشاركة، وغابت تماما عن مسألة التنسيق مع إدارة المعرض، مما يعني أن كلا من اتحاد الناشرين والهيئة العامة للكتاب خذلا الكتاب في هذا المعرض.