الرئيسية / شؤون محلية / الحرس الجمهوري يطوّق دار الرئاسة بالدبابات للحيلولة دون اقتحامها
الحرس الجمهوري يطوّق دار الرئاسة بالدبابات للحيلولة دون اقتحامها

الحرس الجمهوري يطوّق دار الرئاسة بالدبابات للحيلولة دون اقتحامها

26 أغسطس 2011 07:30 صباحا (يمن برس)
تصاعد الزخم الثوري في اليمن بشكل كبير في كافة أرجاء ساحات الاعتصامات في 17 مدينة يمنية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء مع تسارع الانهيار لنظام العقيد معمر القذافي، وأسهم ذلك في استعادة الثورة الشعبية اليمنية زخمها بعد هدوء نسبي منذ مغادرة الرئيس علي عبد الله صالح صنعاء إلى الرياض للعلاج مطلع حزيران/ يونيو الماضي
وتخرج يوميا مظاهرات في أغلب المدن اليمنية احتفاء بالنجاحات التي حققها الثوار الليبيون وتقدمهم الكبير في أرجاء العاصمة الليبية طرابلس، وانتهزوا هذه الفرصة للمطالبة بسرعة الحسم الثوري في اليمن ومارسوا ضغوطا على المجلس الوطني الوليد لمطالبته بقيادة عملية الحسم الثوري بشكل عاجل.
وتزامنت تسارع الأحداث في ليبيا إثر تقدم الثوار الليبيون في طرابلس، مع إعلان القوى المعارضة والثورية اليمنية عن المجلس الوطني، الذي وحّد كافة المكونات الثورية والأحزاب السياسية المعارضة والشخصيات الاجتماعية والبرلمانية المستقلة والقوى التقليدية والقبلية والعسكرية تحت قيادة واحدة والتي جمعها هدف واحد وهو إسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وأثار إعلان المجلس الوطني للقوى الثورية في اليمن تفاعلات واسعة في الأوساط السياسية اليمنية، وشعرت السلطة بأنه قد يكون الضربة القاسمة التي قد تطيح بالنظام، وبالتالي قامت بكافة التدابير للحيلولة دون نجاح هذا المجلس، عبر المساعي السياسية والتحركات القبلية وعبر رفع التعزيزات العسكرية حول دار الرئاسة ومنطقة السبعين الرئاسية بصنعاء والتي أغلقت شوارعها وملأت بالدبابات والمدرعات الثقيلة من كل جانب للحيلولة دون اقتحامها من قبل المتظاهرين وقطع الطريق أمام مجرد التفكير في الزحف نحوها.
وأصبحت القوات العسكرية الموالية للرئيس علي صالح في حالة طوارئ مستمر، حيث خلق تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة إرباكا كبيرا لها وشتت جهودها بعد أن كانت منشغلة بالمعارك المتقطعة بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل في منطقة أرحب، 35 كيلو متر شمالي العاصمة صنعاء.
وعلمت "القدس العربي" أن منطقة أرحب القبلية يوجد فيها ثمانية ألوية تابعة للحرس الجمهوري لم تتمكن من التحرك من مكانها باتجاه العاصمة صنعاء بسبب وقوف رجال القبائل الموالين للثورة الشعبية أمام ذلك ومنعوها من العبور عبر مناطقهم وخاضوا معها معارك ضارية طوال الأربعة الشهور الماضية وأوقعوا في صفوف الحرس الجمهوري خسائر فادحة.
ومنطقة أرحب ليست الوحيدة التي تقوم بهذا العمل ضد قوات الحرس الجمهوري، ولكن أغلب القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء وقفت نفس الموقف ودخلت في حروب شرسة مع القوات الحكومية الموالية لنظام صالح، غير أن منطقة أرحب تعتبر المنطقة الأهم من الناحية العسكرية، حيث تحيط العاصمة صنعاء والطرق المؤدية إليها والمناطق الحيوية فيها بحزام عسكري وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي الذي يقع في أطراف منطقة أرحب التي تطل عليه بالكامل.
وبعد قرابة سبعة أشهر من الاعتصامات السلمية في ساحات الحرية والتغيير في 17 مدينة يمنية لا زال الثوار والمعتصمون يحافظون على سلمية ثورتهم، غير أن رجال القبائل الموالين لهم قد يقلبوا المعادلة فيما لوتأخر النظام عن تسليم السلطة وفشلت المفاوضات حيال ذلك، التي أصبح الثوار يرفضون أي مفاوضة مع بقايا النظام، بمبرر أن المفاوضات عمل سياسي بينما الثورات تحسم القضايا عبر الفعل الثوري.
ويواجه المجلس الوطني الذي أعلن عن تشكيله الأسبوع الماضي مهمة شاقة ومطالب صعبة من قبل ثوار ساحات الاعتصامات، حيث يطالبونه بسرعة الحسم الثوري، وضرورة تحول قيادات المجلس من سياسيين إلى ثوريين، ليتوافق عملهم مع تطلعات شباب الثورة الذين أصبح المجلس يمثل القيادة الموحدة لهم في كافة ساحات الاعتصامات في كافة أرجاء اليمن.
وفي هذا الصدد أعلن الناطق الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وعضو المجلس الوطني محمد قحطان أن "الشعب اليمني سيقول كلمته في غضون الأيام القليلة القادمة'، في إشارة إلى تحركات جماهيرية وثورية متوقعة لرفع مستوى الزخم الثوري وإجبار النظام على تسليم السلطة. ودعا من وصفهم بـ(بقايا النظام العائلي) إلى 'اغتنام فرصة اللحظات الأخيرة قبل فوات الأوان".
وأكد قحطان مساء أمس الأول خلال محاضرة له بساحة التغيير بصنعاء أن الشعب اليمني قادر على إنهاء وجود بقايا عائلة صالح في السلطة في غضون أيام. وطالب أبناء وأفراد عائلة صالح بـ"سرعة تسليم أنفسهم لشباب الثورة والرحيل عن فضائنا، أو مواجهة مد الثورة الذي سيجرفهم وينهي اغتصابهم للسلطة" على حد قوله.
وأضاف قحطان "ان الوقت لم يعد ينتظر وأن ظرف البلاد نضج بما فيه الكفاية، وأن قرارا للحسم يتبلور الآن في أروقة المجلس الوطني...لأن من أولوية مهام المجلس الوطني سرعة الحسم وسرعة انجاز عملية التغيير بأقصى صوره عاجله".
وذكر أن المجلس الوطني "إطار ثوري نضالي الهدف منه وجود وعاء أو حاضنه تضم كافة قوى الثورة وأن قوى الثورة المتواجدون في الميدان هم متواجدون في المجلس الوطني".
القدس العربي- خالد الحمادي
شارك الخبر