منذ انطلاقة الثورة اليمنية وانخراط الجماعة الحوثية في ساحات الحرية والتغيير والتساؤلات مستمرة بشأن حقيقة موقف الحوثيين و علاقاتهم بالقوى المنظمة للثورة، و ما يتصل بشئون الثورة ومستقبل الدولة المنشودة.
- نؤمن باحترام الرأي الآخر و نرى جميع المسلمين أخوة لنا لا تفرقنا الحواجز السياسية والطائفية
- هناك الكثير من الأنظمة التي تدعي أنها حكومات إسلامية، لكن لا تحمل من اسمها شيئاً
- مصلحة هذه الأمة وشعوبها أن تمتلك قرارها وتختار طريقها الصحيح دون الحاجة إلى الأمريكيين
- ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة يعتبر محل اعتزاز وفخر لكل مسلم
تسأولات طرحت في مقابلة مع الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام بصعدة لـ إسلام تايمز ، كان هذا الحوار:
• كيف تنظر جماعة الحوثي في البدء إلى الثورة الشبابية وإمكانية الحسم الثوري السلمي؟
الثورة اليمنية المباركة جاءت معبرة عن عمق المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني ورفض حقيقي للنظام الظالم في هذا البلد. وإمكانية الحسم الثوري إنشاء الله ما زالت قائمة بل نعتقد أن الثورة قد خطت الخطوات الكثيرة في هذا الاتجاه فلولا الثورة المباركة لما تعرف اليمنيون على معاناة بعضهم البعض، ولولا هذه الثورة لما توحدت الأصوات اليمنية من مختلف توجهاتها الفكرية والسياسية لأن ما خلفه النظام على الوضع في البلاد على المستوى الاجتماعي شيء هائل جدا لم يكن يتوقع أن يعود لحالته الطبيعية لولا هذه الثورة .
هذا هو نجاح الثورة، أن تجمع أبناء هذا البلد لينظروا بعين واحدة تجاه مصلحتهم الوطنية والأخلاقية ويقفوا موقفا قوياً وحازماً تجاه هذا النظام الظالم .
• ما يزال السؤال مطروحاً: هل انخراط الحوثيون في الثورة فعل استراتيجي يقوم على القناعة بالنضال السلمي أم مجرد تكتيك لا أكثر؟
الواقع الحقيقي لكل متأمل ومتابع لما جرى في هذه المحافظات الشمالية من حروب ظالمه يجد أن مشروعنا في الأساس هو تثقيف الناس بطريقة سلمية، يؤكد هذا أن الحرب الأولى عام 2004م لم تشتعل إلا وفي السجون ما يقارب ألف معتقل على ذمة ارتكابهم بعض المواقف التي انطلقوا من خلالها ضد المشروع الأمريكي والإسرائيلي في العالم العربي والإسلامي وبطريقة سلمية يعرفها كل متابع منصف . ولذلك فإيماننا بالنضال السلمي هو جزء من ثقافتنا التي نقدمها للناس على أساس القرآن الكريم لتوعية الناس بالمخاطر المحدقة بهم وبالتآمر الكبير على الأمة من قبل أعدائها .
• تدور مواجهات مسلحة بين الحين والآخر في الجوف بين مقاتلين حوثيين وآخرين محسوبين على حزب الإصلاح، وقبل أيام جرى الترويج لإشاعة تتهم الجماعة بالمشاركة في مواجهات مسلحة بالحصبة، ما حقيقة الأعمال المسلحة للجماعة في ظل الثورة؟
المواجهات التي كانت في محافظة الجوف هي امتداد للمواجهات التي كانت مستمرة منذ الحرب السادسة علينا في المحافظة وعندما يتوقف العدوان نتوقف، أو يتدخل وسطاء نقدم كل ما يؤكد عدم رغبتنا في الحرب سواء كان ذلك في الجوف أو في غيرها ، وكانت أطراف كثيرة تسعى إلى جعل المواجهات في الجوف تحمل طابعا عنصرياً وهذا غير صحيح ، والآن فقد توقف النزاع وهناك وساطة قائمة .
• من زاوية أخرى وفي ساحات التغيير يرى الناس تقارباً بين الشباب القريب من جماعتكم وشباب الإصلاح والإخوان المسلمين رغم الخلاف المذهبي بينكم، هل من تفسير؟
هذا شيء جميل وهو يعكس حالة الإيمان والوعي الثقافي الذي نؤمن به فنحن إنما نرى جميع إخواننا المسلمين إخوة لنا في الله لنا ما لهم وعلينا ما عليهم لا يفرق بيننا وبينهم أي حاجز مهما كان لا سياسيا ولا طائفيا، وما موقفنا من عدو الأمة المتمثل في أمريكا وإسرائيل تجاه المسلمين في فلسطين والعراق وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين سوى دليل على أننا ننطلق من هذه النقطة أننا أمة مسلمة ويجب أن نكون كذلك .
ولا نعتقد أن هناك حالة تسمى خلاف مذهبي بقدر ما هي مدارس فقهية لا يجب أن تؤثر على حال المسلمين في مواجهة الأخطار المحدقة بهم، ويجب على الجميع أن يحترم رأي الأخر ولا يثير حساسية تخدم العدو ونتمنى أن يبقى هذا التعايش بين جميع اليمنيين وجميع المسلمين في هذا العالم حتى تعود للأمة الإسلامية كرامتها المفقودة والتي كان من أهم أسبابها هي تلك الخلافات التي أثرت سلباً على واقع الأمة ونشاطها العام .
• كذلك الأمر بالنسبة لموقفكم من القائد العسكري علي محسن الأحمر، لا يزال الأمر غامضاً، والسؤال: إلى أي مدى يمكن أن تصل علاقتكم بعلي محسن في ظل الثورة؟
موقفنا من علي محسن الأحمر ليس موقفا مذهبيا ولا عنصريا وإنما هو الموقف الطبيعي فالجميع يعرف أن علي محسن الأحمر كان قائدا للحرب علينا طيلة ست جولات من العدوان الظالم علينا وعلى المؤمنين في هذه المحافظات، فطلب الاعتذار للناس عما بدر منه يوم كان قائدا للحرب على أبناء هذه المناطق أمر طبيعي وليس فيه ما يدعو للغموض أو الغرابة ، وستبقى علاقتنا مع الجميع في حدود الواقع الذي يحتاجه الشعب اليمني في هذه المرحلة ولا نحمل العداء لأحد بقدر ما نريده هو إيجاد حالة حقيقية من الصدق والتعايش الحقيقي بين أبناء هذا الشعب اليمني، لنتطلع جميعاً إلى غد مشرق يثق الجميع أن صورته ستكون مختلفة عن الواقع المظلم الذي ثار معظم الشعب اليمني عليه.
• قبل أيام شهدت الساحة جدلاً، بشأن الدولة المدنية والدولة الإسلامية، ولم يتبين بعد موقف جماعة الحوثي من الدولة المنشودة؟
نحن جزء من المجتمع اليمني ومستقبل اليمن سيكون مرهون بيد كل أبنائه. ونحن نعتقد أن المشكلة هي ليس في الأسماء بقدر ما هي في كيفية النظام الحاكم ومركزية القرار، فهناك الكثير من الأنظمة التي تدعي أنها حكومات إسلامية لا تحمل من اسمها شيئا بل العكس التام هو الحالة السائدة في تصرفات تلك الأنظمة القمعية. وفي الأخير الشعب اليمني سيقرر نوع وحالة النظام الذي يحكمه مع أن الحكومة المدنية التي تحمي الحقوق الدينية خيار يجمع بين الواقع الذي يتطلبه التنوع الفكري والثقافي في البلاد وبين وجود دولة تحمي حقوق الناس الدينية والشرعية ولا تتسلط عليهم تحت عناوين مذهبية، لأنه وفي التفاصيل ستقع الكثير من الخلافات الحادة التي ربما يصعب في بعضها التوافق .
• من بين محافظات عديدة خرجت عن سيطرة النظام تمثل صعدة نموذجا في الاستقرار وانتظام العمل الإداري، هل يريد الحوثيون من خلال ذلك الترويج لأنفسهم وإلى أي مدى نجحوا في ذلك ؟
نعتقد أن التمثيل شيء والواقع الحقيقي شيء آخر فما في صعده من تعايش وأمن واستقرار هي صورة ناصعة للواقع الثقافي والسياسي الذي يؤمن به أبناء هذه المحافظات في هذه المناطق، فالأمن مطلب كل إنسان بغض النظر عن توجهه السياسي وانتمائه الفكري، و الاستقرار مناخ مهم للحياة الآمنة، و ازدهار الوضع الاقتصادي والتعايش السلمي مع الجميع واحترام حقوق الناس سيعود بالنفع للجميع بلا استثناء ، فما يجري في محافظة صعدة هو الواقع الحقيقي الذي لا لبس فيه عن المنهجية الثقافية والفكر السياسي الذي يعبر عن الناس وعن ثقافتهم ، والأمن في هذه المحافظة يلمسه كل زائر و كذا استقرار الحياة فيها والتعايش السلمي بين كل أبنائها .
• حتى الآن لم يصدر من الجماعة ما يعزز إمكانية انخراطها في العمل الحزبي السياسي بشكل مباشر، هل هذا يعني موقفاً من الديمقراطية والتعددية السياسية؟
لا موقف لنا من الديمقراطية والتعددية السياسية ولا من نوعية الحكم بقدر ما هو موقف من الظلم والظالمين مهما كانت مسمياتهم، ولم نكن نعتقد وما زلنا أن في وجود هذا النظام الظالم لا إمكانية لتعددية سياسية ولا احترام لها بقدر ما هي عناوين يستفيد منها الظالم، والتجربة الحزبية في البلاد معروفة فالنظام يهاجم الأحزاب ويفرخ أخرى ويحل أي حزب لا يريده بكل يسر وسهولة فهي تجربة لا نجاح فيها وخلال المستقبل إنشاء الله سنقرر ما فيه الخير والمصلحة عندما نجد الأجواء المناسبة لنشارك في التنوع بالصورة المناسبة.
• على صعيد احترام الحقوق والحريات، يقال أنكم تمنعون الأغاني وتصادرون مساجد المخالفين لكم مذهبياً في صعدة ، ما ردكم؟
في هذا كثير من المبالغة والكذب، فحريات الناس الخاصة لا يستطيع أحد أن يمنعها مهما كانت قوته ولا مصادرة لأي مسجد في صعده ومن يدعي هذا الكلام فعليه بأن يقدم لنا اسم مسجد واحد أو حالة واحدة فالمساجد موجودة وتعبر عن فكر وانتماء أصحابها وندعو كل من يريد التأكد من ذلك أن يزور محافظة صعده ويتأكد من هذا بنفسه .
• في إطار موقفكم الثابت من السياسات الأمريكية، ثمة من يرى أن التدخل الأمريكي في اليمن، ضرورة لمقاربة الأزمة اليمنية والبحث عن حلول توفيقية تحول دون صوملة اليمن، ما موقفكم اليوم؟
من يقول هذا الكلام هو واهم في الحقيقة فمتى تحرك الأمريكيون يوماً ما لا في اليمن ولا في غيره من أجل خدمة الشعوب الإسلامية؟ فهل عندما يتحركون لمقاربة الأزمة سيتحركون وفق القناعة التي تعبر عن الشعب وتخدم تطلعاته أم التي تخدم الأهداف والمصالح الأمريكية وهذا أمر معروف ومفروغ منه ولا نقاش فيه ،فموقفنا من الأمريكيين يفرضه واقع الأمة اليوم في مختلف مناطقها ودولها وشعوبها فهل تحرك الأمريكيون لينقذوا شعبا مسلما واحدا أم ليحتلوا أرضه ويقتلوه وينهبوا ثرواته ويهيمنوا على مصدر القرار فيه بل ويحولوا أرضه إلى قواعد عسكرية لقتل المسلمين في كل بقاع العالم الإسلامي ، فنعتقد أن مصلحة هذه الأمة وشعوبها أن تملك قرارها وتختار طريقها الصحيح دون الحاجة إلى الأمريكيين لأنهم لا يودون للناس من خير وواقعهم الحالي والماضي يؤكد هذا ويعرفه كل الناس .
• كذلك ثمة من يرى أن الجماعة تبالغ في عدائها للبيت الأبيض، وعلى الواقع لا نجد ما يدعم أن الحوثيين صرخة في وجه الاستكبار العالمي حسب مفاهيم المؤسس حسين الحوثي؟
لا يوجد أي مبالغة في الموقف فهل الصرخة في وجه المستكبرين والتعبير السلمي بالشعار المعروف ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وتثقيف الناس على أساس القرآن الكريم لمواجهة هذا العدو الذي يسوم هذه الأمة سوء العذاب عبر نهج ثقافي وسلمي هو مبالغة في العداء أم ضرورة حتمية يفرضها الواقع الذي تعيشه الأمة وهل العداء الأمريكي للمسلمين بحاجة إلى توضيح أم الغريب في الأمر هو المواقف المتخاذلة أمام هكذا عدوان واضح وملموس ومعروف لدى كل المسلمين ولدى كل البشر ؟
ومن ثم تحركنا بهذه المواقف ونتائج ما حصل لهذه المناطق وما شن عليها من حروب يثبت أهمية الموقف تجاه المستكبرين وإلا فما الدافع لهذه الحروب الهائلة وما يصرف فيها من إمكانيات كبيرة جدا ألا يدل هذا على أن الموقف من العدو الأمريكي هو موقف مؤثر لأن التوعية الثقافية وبناء الأمة على أسس منهجية قرآنية لمعرفة العدو هو مهم جدا ويدرك الأمريكيون خطورة هذا عليهم فنسمع دائما أنهم يبذلون مئات الملايين من الدولارات من أجل تحسين صورتهم في العالم الإسلامي ومسح السخط الشعبي تجاههم وتجاه دعمهم الكبير للعدو الصهيوني وفوق كل هذا نقدم مواقفنا للتعبير عن سخطنا من السياسات الأمريكية ومن احتلالها بلدان العالم الإسلامي والعربي ومن دعمها اللا محدود للإسرائيليين في عدائيتهم المستمرة للمسلمين واحتلالها لفلسطين. وهذا هو أقل واجب رأى السيد / حسين أنه مطلوب في تلك المرحلة .
• ويبقى السؤال: ما حقيقة علاقتكم بإيران وحزب الله؟
هذه من الإشاعات التي تحاول السلطة من خلالها التغطية عن جرائمها ودوافع عدوانها الحقيقي على أبناء هذه المناطق لأن هذه الإشاعات لم تأت إلا من بعد الحرب فقط وكذلك يستفيد منها النظام لابتزاز دول الخليج مستفيدا من سوء العلاقات مع هذه الجهات كما فعل أيضاً مع ليبيا في فترات سابقة ويفعل حاليا مع دولة قطر من أجل استرضاء السعودية والنظام معروف بهذه الصفات .ودائما كنا نتحدث عن موقفنا من حزب الله ذلك الحزب العظيم ألذي واجه العدو الإسرائيلي وألحق به الهزائم المتتالية وأخرج المحتل من جنوب لبنان في عام 2000 وخرج منتصرا مرفوع الهامة في عدوان 2006 ، أليس ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان يعتبر محل اعتزاز وفخر لكل مسلم وكذلك ما تقوم به المقاومة الإسلامية حماس في غزة ألا يعتبر صمودها ومقاومتها للحصار الظالم والتخاذل العربي الواضح ألا يعتبر ذلك محل اعتزاز وفخر لكل مسلم، هذه الرؤية التي نرى بها واقع هذه الأمة أن حزب الله وحركة حماس وبقية قوى المقاومة الإسلامية هم من حفظ للأمة كرامتها وعزتها في وقت تخاذلت فيه الأنظمة الظالمة العميلة ورضخت للذلة والمهانة.
- نؤمن باحترام الرأي الآخر و نرى جميع المسلمين أخوة لنا لا تفرقنا الحواجز السياسية والطائفية
- هناك الكثير من الأنظمة التي تدعي أنها حكومات إسلامية، لكن لا تحمل من اسمها شيئاً
- مصلحة هذه الأمة وشعوبها أن تمتلك قرارها وتختار طريقها الصحيح دون الحاجة إلى الأمريكيين
- ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة يعتبر محل اعتزاز وفخر لكل مسلم
تسأولات طرحت في مقابلة مع الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام بصعدة لـ إسلام تايمز ، كان هذا الحوار:
• كيف تنظر جماعة الحوثي في البدء إلى الثورة الشبابية وإمكانية الحسم الثوري السلمي؟
الثورة اليمنية المباركة جاءت معبرة عن عمق المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني ورفض حقيقي للنظام الظالم في هذا البلد. وإمكانية الحسم الثوري إنشاء الله ما زالت قائمة بل نعتقد أن الثورة قد خطت الخطوات الكثيرة في هذا الاتجاه فلولا الثورة المباركة لما تعرف اليمنيون على معاناة بعضهم البعض، ولولا هذه الثورة لما توحدت الأصوات اليمنية من مختلف توجهاتها الفكرية والسياسية لأن ما خلفه النظام على الوضع في البلاد على المستوى الاجتماعي شيء هائل جدا لم يكن يتوقع أن يعود لحالته الطبيعية لولا هذه الثورة .
هذا هو نجاح الثورة، أن تجمع أبناء هذا البلد لينظروا بعين واحدة تجاه مصلحتهم الوطنية والأخلاقية ويقفوا موقفا قوياً وحازماً تجاه هذا النظام الظالم .
• ما يزال السؤال مطروحاً: هل انخراط الحوثيون في الثورة فعل استراتيجي يقوم على القناعة بالنضال السلمي أم مجرد تكتيك لا أكثر؟
الواقع الحقيقي لكل متأمل ومتابع لما جرى في هذه المحافظات الشمالية من حروب ظالمه يجد أن مشروعنا في الأساس هو تثقيف الناس بطريقة سلمية، يؤكد هذا أن الحرب الأولى عام 2004م لم تشتعل إلا وفي السجون ما يقارب ألف معتقل على ذمة ارتكابهم بعض المواقف التي انطلقوا من خلالها ضد المشروع الأمريكي والإسرائيلي في العالم العربي والإسلامي وبطريقة سلمية يعرفها كل متابع منصف . ولذلك فإيماننا بالنضال السلمي هو جزء من ثقافتنا التي نقدمها للناس على أساس القرآن الكريم لتوعية الناس بالمخاطر المحدقة بهم وبالتآمر الكبير على الأمة من قبل أعدائها .
• تدور مواجهات مسلحة بين الحين والآخر في الجوف بين مقاتلين حوثيين وآخرين محسوبين على حزب الإصلاح، وقبل أيام جرى الترويج لإشاعة تتهم الجماعة بالمشاركة في مواجهات مسلحة بالحصبة، ما حقيقة الأعمال المسلحة للجماعة في ظل الثورة؟
المواجهات التي كانت في محافظة الجوف هي امتداد للمواجهات التي كانت مستمرة منذ الحرب السادسة علينا في المحافظة وعندما يتوقف العدوان نتوقف، أو يتدخل وسطاء نقدم كل ما يؤكد عدم رغبتنا في الحرب سواء كان ذلك في الجوف أو في غيرها ، وكانت أطراف كثيرة تسعى إلى جعل المواجهات في الجوف تحمل طابعا عنصرياً وهذا غير صحيح ، والآن فقد توقف النزاع وهناك وساطة قائمة .
• من زاوية أخرى وفي ساحات التغيير يرى الناس تقارباً بين الشباب القريب من جماعتكم وشباب الإصلاح والإخوان المسلمين رغم الخلاف المذهبي بينكم، هل من تفسير؟
هذا شيء جميل وهو يعكس حالة الإيمان والوعي الثقافي الذي نؤمن به فنحن إنما نرى جميع إخواننا المسلمين إخوة لنا في الله لنا ما لهم وعلينا ما عليهم لا يفرق بيننا وبينهم أي حاجز مهما كان لا سياسيا ولا طائفيا، وما موقفنا من عدو الأمة المتمثل في أمريكا وإسرائيل تجاه المسلمين في فلسطين والعراق وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين سوى دليل على أننا ننطلق من هذه النقطة أننا أمة مسلمة ويجب أن نكون كذلك .
ولا نعتقد أن هناك حالة تسمى خلاف مذهبي بقدر ما هي مدارس فقهية لا يجب أن تؤثر على حال المسلمين في مواجهة الأخطار المحدقة بهم، ويجب على الجميع أن يحترم رأي الأخر ولا يثير حساسية تخدم العدو ونتمنى أن يبقى هذا التعايش بين جميع اليمنيين وجميع المسلمين في هذا العالم حتى تعود للأمة الإسلامية كرامتها المفقودة والتي كان من أهم أسبابها هي تلك الخلافات التي أثرت سلباً على واقع الأمة ونشاطها العام .
• كذلك الأمر بالنسبة لموقفكم من القائد العسكري علي محسن الأحمر، لا يزال الأمر غامضاً، والسؤال: إلى أي مدى يمكن أن تصل علاقتكم بعلي محسن في ظل الثورة؟
موقفنا من علي محسن الأحمر ليس موقفا مذهبيا ولا عنصريا وإنما هو الموقف الطبيعي فالجميع يعرف أن علي محسن الأحمر كان قائدا للحرب علينا طيلة ست جولات من العدوان الظالم علينا وعلى المؤمنين في هذه المحافظات، فطلب الاعتذار للناس عما بدر منه يوم كان قائدا للحرب على أبناء هذه المناطق أمر طبيعي وليس فيه ما يدعو للغموض أو الغرابة ، وستبقى علاقتنا مع الجميع في حدود الواقع الذي يحتاجه الشعب اليمني في هذه المرحلة ولا نحمل العداء لأحد بقدر ما نريده هو إيجاد حالة حقيقية من الصدق والتعايش الحقيقي بين أبناء هذا الشعب اليمني، لنتطلع جميعاً إلى غد مشرق يثق الجميع أن صورته ستكون مختلفة عن الواقع المظلم الذي ثار معظم الشعب اليمني عليه.
• قبل أيام شهدت الساحة جدلاً، بشأن الدولة المدنية والدولة الإسلامية، ولم يتبين بعد موقف جماعة الحوثي من الدولة المنشودة؟
نحن جزء من المجتمع اليمني ومستقبل اليمن سيكون مرهون بيد كل أبنائه. ونحن نعتقد أن المشكلة هي ليس في الأسماء بقدر ما هي في كيفية النظام الحاكم ومركزية القرار، فهناك الكثير من الأنظمة التي تدعي أنها حكومات إسلامية لا تحمل من اسمها شيئا بل العكس التام هو الحالة السائدة في تصرفات تلك الأنظمة القمعية. وفي الأخير الشعب اليمني سيقرر نوع وحالة النظام الذي يحكمه مع أن الحكومة المدنية التي تحمي الحقوق الدينية خيار يجمع بين الواقع الذي يتطلبه التنوع الفكري والثقافي في البلاد وبين وجود دولة تحمي حقوق الناس الدينية والشرعية ولا تتسلط عليهم تحت عناوين مذهبية، لأنه وفي التفاصيل ستقع الكثير من الخلافات الحادة التي ربما يصعب في بعضها التوافق .
• من بين محافظات عديدة خرجت عن سيطرة النظام تمثل صعدة نموذجا في الاستقرار وانتظام العمل الإداري، هل يريد الحوثيون من خلال ذلك الترويج لأنفسهم وإلى أي مدى نجحوا في ذلك ؟
نعتقد أن التمثيل شيء والواقع الحقيقي شيء آخر فما في صعده من تعايش وأمن واستقرار هي صورة ناصعة للواقع الثقافي والسياسي الذي يؤمن به أبناء هذه المحافظات في هذه المناطق، فالأمن مطلب كل إنسان بغض النظر عن توجهه السياسي وانتمائه الفكري، و الاستقرار مناخ مهم للحياة الآمنة، و ازدهار الوضع الاقتصادي والتعايش السلمي مع الجميع واحترام حقوق الناس سيعود بالنفع للجميع بلا استثناء ، فما يجري في محافظة صعدة هو الواقع الحقيقي الذي لا لبس فيه عن المنهجية الثقافية والفكر السياسي الذي يعبر عن الناس وعن ثقافتهم ، والأمن في هذه المحافظة يلمسه كل زائر و كذا استقرار الحياة فيها والتعايش السلمي بين كل أبنائها .
• حتى الآن لم يصدر من الجماعة ما يعزز إمكانية انخراطها في العمل الحزبي السياسي بشكل مباشر، هل هذا يعني موقفاً من الديمقراطية والتعددية السياسية؟
لا موقف لنا من الديمقراطية والتعددية السياسية ولا من نوعية الحكم بقدر ما هو موقف من الظلم والظالمين مهما كانت مسمياتهم، ولم نكن نعتقد وما زلنا أن في وجود هذا النظام الظالم لا إمكانية لتعددية سياسية ولا احترام لها بقدر ما هي عناوين يستفيد منها الظالم، والتجربة الحزبية في البلاد معروفة فالنظام يهاجم الأحزاب ويفرخ أخرى ويحل أي حزب لا يريده بكل يسر وسهولة فهي تجربة لا نجاح فيها وخلال المستقبل إنشاء الله سنقرر ما فيه الخير والمصلحة عندما نجد الأجواء المناسبة لنشارك في التنوع بالصورة المناسبة.
• على صعيد احترام الحقوق والحريات، يقال أنكم تمنعون الأغاني وتصادرون مساجد المخالفين لكم مذهبياً في صعدة ، ما ردكم؟
في هذا كثير من المبالغة والكذب، فحريات الناس الخاصة لا يستطيع أحد أن يمنعها مهما كانت قوته ولا مصادرة لأي مسجد في صعده ومن يدعي هذا الكلام فعليه بأن يقدم لنا اسم مسجد واحد أو حالة واحدة فالمساجد موجودة وتعبر عن فكر وانتماء أصحابها وندعو كل من يريد التأكد من ذلك أن يزور محافظة صعده ويتأكد من هذا بنفسه .
• في إطار موقفكم الثابت من السياسات الأمريكية، ثمة من يرى أن التدخل الأمريكي في اليمن، ضرورة لمقاربة الأزمة اليمنية والبحث عن حلول توفيقية تحول دون صوملة اليمن، ما موقفكم اليوم؟
من يقول هذا الكلام هو واهم في الحقيقة فمتى تحرك الأمريكيون يوماً ما لا في اليمن ولا في غيره من أجل خدمة الشعوب الإسلامية؟ فهل عندما يتحركون لمقاربة الأزمة سيتحركون وفق القناعة التي تعبر عن الشعب وتخدم تطلعاته أم التي تخدم الأهداف والمصالح الأمريكية وهذا أمر معروف ومفروغ منه ولا نقاش فيه ،فموقفنا من الأمريكيين يفرضه واقع الأمة اليوم في مختلف مناطقها ودولها وشعوبها فهل تحرك الأمريكيون لينقذوا شعبا مسلما واحدا أم ليحتلوا أرضه ويقتلوه وينهبوا ثرواته ويهيمنوا على مصدر القرار فيه بل ويحولوا أرضه إلى قواعد عسكرية لقتل المسلمين في كل بقاع العالم الإسلامي ، فنعتقد أن مصلحة هذه الأمة وشعوبها أن تملك قرارها وتختار طريقها الصحيح دون الحاجة إلى الأمريكيين لأنهم لا يودون للناس من خير وواقعهم الحالي والماضي يؤكد هذا ويعرفه كل الناس .
• كذلك ثمة من يرى أن الجماعة تبالغ في عدائها للبيت الأبيض، وعلى الواقع لا نجد ما يدعم أن الحوثيين صرخة في وجه الاستكبار العالمي حسب مفاهيم المؤسس حسين الحوثي؟
لا يوجد أي مبالغة في الموقف فهل الصرخة في وجه المستكبرين والتعبير السلمي بالشعار المعروف ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وتثقيف الناس على أساس القرآن الكريم لمواجهة هذا العدو الذي يسوم هذه الأمة سوء العذاب عبر نهج ثقافي وسلمي هو مبالغة في العداء أم ضرورة حتمية يفرضها الواقع الذي تعيشه الأمة وهل العداء الأمريكي للمسلمين بحاجة إلى توضيح أم الغريب في الأمر هو المواقف المتخاذلة أمام هكذا عدوان واضح وملموس ومعروف لدى كل المسلمين ولدى كل البشر ؟
ومن ثم تحركنا بهذه المواقف ونتائج ما حصل لهذه المناطق وما شن عليها من حروب يثبت أهمية الموقف تجاه المستكبرين وإلا فما الدافع لهذه الحروب الهائلة وما يصرف فيها من إمكانيات كبيرة جدا ألا يدل هذا على أن الموقف من العدو الأمريكي هو موقف مؤثر لأن التوعية الثقافية وبناء الأمة على أسس منهجية قرآنية لمعرفة العدو هو مهم جدا ويدرك الأمريكيون خطورة هذا عليهم فنسمع دائما أنهم يبذلون مئات الملايين من الدولارات من أجل تحسين صورتهم في العالم الإسلامي ومسح السخط الشعبي تجاههم وتجاه دعمهم الكبير للعدو الصهيوني وفوق كل هذا نقدم مواقفنا للتعبير عن سخطنا من السياسات الأمريكية ومن احتلالها بلدان العالم الإسلامي والعربي ومن دعمها اللا محدود للإسرائيليين في عدائيتهم المستمرة للمسلمين واحتلالها لفلسطين. وهذا هو أقل واجب رأى السيد / حسين أنه مطلوب في تلك المرحلة .
• ويبقى السؤال: ما حقيقة علاقتكم بإيران وحزب الله؟
هذه من الإشاعات التي تحاول السلطة من خلالها التغطية عن جرائمها ودوافع عدوانها الحقيقي على أبناء هذه المناطق لأن هذه الإشاعات لم تأت إلا من بعد الحرب فقط وكذلك يستفيد منها النظام لابتزاز دول الخليج مستفيدا من سوء العلاقات مع هذه الجهات كما فعل أيضاً مع ليبيا في فترات سابقة ويفعل حاليا مع دولة قطر من أجل استرضاء السعودية والنظام معروف بهذه الصفات .ودائما كنا نتحدث عن موقفنا من حزب الله ذلك الحزب العظيم ألذي واجه العدو الإسرائيلي وألحق به الهزائم المتتالية وأخرج المحتل من جنوب لبنان في عام 2000 وخرج منتصرا مرفوع الهامة في عدوان 2006 ، أليس ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان يعتبر محل اعتزاز وفخر لكل مسلم وكذلك ما تقوم به المقاومة الإسلامية حماس في غزة ألا يعتبر صمودها ومقاومتها للحصار الظالم والتخاذل العربي الواضح ألا يعتبر ذلك محل اعتزاز وفخر لكل مسلم، هذه الرؤية التي نرى بها واقع هذه الأمة أن حزب الله وحركة حماس وبقية قوى المقاومة الإسلامية هم من حفظ للأمة كرامتها وعزتها في وقت تخاذلت فيه الأنظمة الظالمة العميلة ورضخت للذلة والمهانة.