الرئيسية / تقارير وحوارات / المشورة الصحية قبل الزواج.. ضرورة يجهلها الكثيرون
المشورة الصحية قبل الزواج.. ضرورة يجهلها الكثيرون

المشورة الصحية قبل الزواج.. ضرورة يجهلها الكثيرون

15 فبراير 2014 08:50 مساء (يمن برس)
الإنسان هو هدف التنمية وغايتها الأول ولا يمكن الحديث عن إحداث تطور أو تقدم بمعزل عن بناء الإنسان بشكل سليم وهي المهمة التي تبدأ مبكراً ومنذ اللحظات الأولى لتفكير المرء بتأسيس الأسرة وهي أهم لبنات المجتمع إذ يتطلب الأمر العديد من الأمور الهامة لبناء أسرة مستقرة صحياً وبدنياً وفكرياً واجتماعياً.. وأول تلك المسائل كما يقول المختصون الاجتماعيون المشورة الصحية قبل الزواج وهي القضية الخطيرة التي لا يعطي لها الكثيرون في مجتمعنا أدنى أهمية مما يجعل أسراً ومجتمعات عديدة في مواجهة مخاطر وتحديات قد تؤدي بالأسرة إلى كثير من المشاكل والصعوبات التي تنعكس سلباً على المجتمع وقوة أفراده.

ويؤكد المختصون على أهميىة الاستشارة والكشف الطبي قبل الزواج لاكتشاف أمراض وراثية أو معدية، يكون لها أثر سلبي على مستقبل الأسرة والأولاد، كما تسهم الاستشارة في خفض نسبة حدوث المرض والأضرار الناجمة عنه إلى جانب الإسهام في تكوين أسرة صحية خالية من العاهات والأمراض الوراثية والمعدية بالإضافة إلى ضمان استقرار الأسرة دون وجود منغصات تقلقها وترهقها مادياً ونفسياً واجتماعياً.

ويرى الأخصائيون الاجتماعيون أن الكشف الطبي قبل الزواج أصبح حاجه مهمة وضرورية من أجل زواج صحي وسليم وذرية سلمية لا تعاني من مرض.. وكذلك يجنب ولادة أطفال مصابين بمرض وراثي أو معد نقل لهم من الأبوين ناهيك عن التكلفة المادية للمتابعة والعلاج.. إلى جانب المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية التي تعاني منا أسر أنجبت أطفالا معاقين أو مصابين بمرض وراثي كان يمكن تجنبه لو لم يتم الزواج.

أمراض وراثية
وتشمل الاستشارة الطبية والفحص قبل الزواج الأمراض الوراثية وأهمها الثلاسيميا وفقر الدم .. والهيموفيليا.. والأمراض الانتانية المعدية وهي عبارة عن مجموعة من الأمراض يمكن أن تنتقل عن طرق الجنس أو الملاصقة المباشرة بالإضافة إلى العديد من الأمراض الشائعة منها اختلاف الزمر الدموية خاصة عامل ريسس والمصابون بأمراض مزمنة كالسكري والضغط وارتفاع الكولسترول وغيرها.

تنمية صحية
ويعتبر الارتقاء بالمستوى الصحي للمواطنين من أهم القضايا التي تسعى لتحقيقها الدول وتضعها ضمن أولويات خططها التنموية في مختلف مجالات الحياة المعاصرة لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات منها التنمية الصحية.. حيث تمثل صحة الفرد وسلامته مطلب وهدف لكل الشعوب ولا يمكن تحقيقه كما يقول المختصون والباحثون إلا بجهود متكاتفة ومتكاملة من الجميع من خلال إعداد برامج وأنشطة مكثفة للتوعية بأهمية المشورة الطبية والفحص قبل الزواج.

ويؤكد المختصون الاجتماعيون على ضرورة قيام الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المدني بإعداد برامج توعوية تستهدف فئة الشباب المقبلين على الزواج وتقديم التوعوية بأهمية هذه المرحلة وإعدادهم لمرحلة الزواج من خلال تزويدهم بالمعارف اللازمة لمواجهة تحديات ومتطلبات هذه المرحلة.

ولأن الشباب لغة الحياة وعماد المستقبل فلا بد من الاهتمام والتركيز على هذا الجانب الهام باعتباره مسؤولية الجميع في نشر التوعية بين أوساط الشباب وتزويدهم بالمفاهيم المتعلقة بالحياة الزوجية والطرق المناسبة لبناء علاقات أسرية ناجحة مبنية على التفاهم والاحترام وهذا ما يتوجب على إقامة الشراكة الفاعلة لمنظمات المجتمع المدني ودورها التكاملي في تحقيق التنمية المجتمعية وأهمها التنمية في الأسرة وتحقيق التماسك والاستقرار الأسري في المجتمع.

الصحة الإنجابية
وتبقى الصحة الإنجابية من القضايا الهامة التي تتطلب وعيا وإدراكا من قبل المجتمع خاصة شريحة الشباب لما لها من أهمية في الحد من النمو السكاني المرتفع ويؤكد المختصون والباحثون الصحفيون على أهمية توعية الشباب بموضوع الصحة الإنجابية باعتبارها جزءا هاما ومؤثرا في تحسين صحتهم وسلامتهم لتجنب الكثير من العواقب المدمرة على الأسرة في المستقبل مشيرين إلى أن الجوانب الوقائية والحفاظ على السلامة العامة فيما يتعلق بالحياة الإنجابية والسلوك الصحي السليم تجنب الفرد والأسرة والمجتمع العديد من المضاعفات والأضرار والمشاكل الصحية والاجتماعية وتزيد من فرص تمتعهم بحياة سيعدة ومثمرة.

ويأتي دور الشباب من خلال الإيمان بفكرة أن قرار استخدام وسائل تنظيم الأسرة هو قرار مشترك بين الرجل والمرأة يتحمل فلا بد أن يكون التوافق حاضرا بين الزوجين بما يحقق اختيارا ملائما بوسيلة تنظيم الإنجاب مع مراعاة المشورة والالتزام بقواعد وشروط الاستخدام الوسيلة.
شارك الخبر