وقال الرئيس الجديد للاتحاد مبارك سالمين -في حديث للجزيرة نت- إن أطرافا عملت تحت مظلة الوحدة على إعادة إنتاج النظام القبلي والعسكري العائلي في أسوأ حالاته، بل وأضافت إليه روح التنافر والكراهية بين أبناء الشعب، وأصبحت مظلة للاستبداد والظلم.
وعن استقلالية الاتحاد ورفضه التبعية السياسية أكد سالمين أنه منذ أن كانت اليمن بدولتين والاتحاد كيان ثقافي بالمعنى العام، ينتصر للحق والخير والكرامة الإنسانية ولم يكن في ريادته تابعا لسلطة أو حزب ما، وكان ماردا حقيقيا في وجه السلطتين الشطريتين حينذاك، ولو لم يستمر بهذه القوة لما كان حال أعضائه، كما تعرفون: يحتاج بعضهم لحبة الدواء ويموت دونها، مؤكدا أن تاريخ الاتحاد هو تاريخ الانتصار للإنسان اليمني وقضاياه، ولن يكون في قادم أيامه إلاّ كذلك.
وعن الخطوات العملية التي ستتبناها القيادة الجديدة لإخراج الاتحاد من وضعه الحالي قال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب نحن على أعتاب مؤتمر عام للاتحاد للنظر في مسيرته التاريخية الطويلة التي تجاوزت عقوداً أربعة، وفي هذا المؤتمر سينظر الأعضاء في هيكلية الاتحاد، ونظامه الأساس وهم سيقررون وحدهم مصير هذه المنظمة الإبداعية الثقافية ومستقبل عملها.
وبموازة التحضير لهذا المؤتمر يأمل سالمين أن تستجيب الدولة للمشاريع الثقافية للاتحاد فيما يتصل بنشر إبداعات الأدباء والكتاب في عموم اليمن، وإقامة المهرجانات والنشاطات الثقافية الهادفة لرفعة مجتمعنا وتقدمّه دونما وصاية من أحد.
على المشهد الثقافي أن ينهض بثورة ثقافية أخلاقية تركز على الانتصار للإنسان، واحترام القانون وسيادته من خلال ما يّقدم من إنتاج أدبي وفكري يهدف إلى بناء مجتمع سليم معافى من أمراض الماضي وآفاته |
الخصوصية الإبداعية
وبشأن طبيعة وجوده على رأس اتحاد الأدباء، من جهة واتحاد أدباء الجنوب -الذي أُعلن عنه العام الماضي في عدن- من جهة أخرى أكد سالمين أن اتحاد أدباء الجنوب ليس بديلا لاتحاد الأدباء والكتاب، ولكنه يمثل الخصوصية الإبداعية للجنوب، ويصب في مسألة التنوع الثقافي، وقد أُسسَ لمواجهة الإقصاء والتهميش الذي تعرض له الإنسان والتاريخ والأدب في تلك الجهة.
ويؤكد أنه ليس ثمة ما يمنع وجوده في الاتحادين، فليس أحدهما ضدا للآخر، بدليل أن الجنوبيين -وهم الأكثر عددا في الأمانة العامة والمجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء- معظمهم في قوام اللجنة التأسيسية لاتحاد كتاب الجنوب، ولم يُقرِنوا إعلان اتحاد أدباء الجنوب بانفصالهم عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وفي قراءته المشهد الثقافي والفكري اليمني يقول سالمين إن أكثر من نصف قرن من الثورة اليمنية الأولى ولم ينجز شيئا يُذكر في جانب بناء الإنسان "لم ننجز مثلا معلما مثاليا إلا فيما ندر، لم ننجز محاميا أو قاضيا حرا شجاعا فقيها في علمه نبيلا في خصاله إلا فيما ندر، وقس على ذلك جميع المهن المدنية والعسكرية التي مهمتها تحقيق الحرية والتقدم والأمن".
ويرى أن على المشهد الثقافي أن ينهض بثورة ثقافية أخلاقية تركز على الانتصار للإنسان، واحترام القانون وسيادته من خلال ما يّقدم من إنتاج أدبي وفكري يهدف إلى بناء مجتمع سليم معافى من أمراض الماضي وآفاته، ومن خلال توسيع رقعة القراءة وبناء المكتبات ودعمها في الحضر والريف ومحو الأمية ورعاية الفنون والآداب كمورد هام من موارد بناء الإنسان، وما لم يتم ذلك فإن ظلالا قاتمة ستظل مهيمنة على المشهد حتى إشعار آخر.