الرئيسية / تقارير وحوارات / 144 انتهاك للحوثيين ضد معلمي صعدة على يد مليشيات الحوثي
144 انتهاك للحوثيين ضد معلمي صعدة على يد مليشيات الحوثي

144 انتهاك للحوثيين ضد معلمي صعدة على يد مليشيات الحوثي

29 يناير 2014 05:30 مساء (يمن برس)
مع إشراقة كل فترة ثمة اعتداءات وانتهاكات صارخة بحق التعليم وعناصره المختلفة في محافظة صعدة وأجزاء من حجة وعمران على يد جماعة الحوثي التي ما فتأت تستهدف المعلم والمدرسة والطالب والمنهج والوسيلة والشعار والقيم والرموز الوطنية.

ولم تتورع الجماعة المسلحة في حربها على التعليم في هذه المناطق عن استخدام كل وسائل التنكيل المتاحة، حتى تلك النازية، من قتل وتعذيب وإخفاء قسري وسجن، وتهجير، فضلا عن تحويل المدارس إلى متاريس ومخازن للأسلحة ومعتقلات سرية وغير سرية.

ووفقاً لآخر إحصائية فإن حالات الانتهاكات المسجلة ضد معلمي صعدة بلغت 144 انتهاك، تنوعت بين القتل والتعذيب والتهجير.. وغيرها.

وكانت إحصائية سابقة نشرت قبل خمسة شهور أوضحت أن إجمالي المعلمين الذين قتلتهم مليشيات الحوثي منذ سيطرتها على المحافظة وفي حروبها الهمجية التي شنتها خارج الحروب الست بلغ 20 معلماً، بينهم مدير المركز التعليمي بمديرية باقم " علي عبد الله المعاذي"، بالإضافة إلى عشرات المصابين والمهجرين من منازلهم، فضلاً عن ترحيل أكثر من 500 معلم من المعلمين القادمين من خارج المحافظة.

وكانت حالات الانتهاك بلغت في العامين 2011م و 2012م بحق المعلمين في صعدة وحجة قرابة 46 حالة مسجلة ما بين حالات قتل وخطف وتعذيب، علماً بأن هناك العشرات من الحالات لم يتم الإبلاغ عنها خشية تعرض المبلغين عنها للأذى من قبل مليشيات الحوثي.

أما بالنسبة للإخفاء القسري فله ضحايا أيضاً، حيث بلغ إجمالي عدد لمعلمين المخفيين قسرياً على يد جماعة الحوثي 6 معلمين منذ 2009م، وإلى الآن لا يزال مصيرهم مجهول.

في حين قامت الحركة بتهجير المئات من المعلمين مع أسرهم من صعدة وبعض مناطق حجة وعمران، وبالتحديد من أولئك الوافدين للتدريس إلى مناطق متفرقة، فضلاً عن المئات من حالات التعسف المالية الإدارية التي تعرض لها المعلمين على يد المليشيات.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل تلك الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة إنما ارتكبتها لأن ضحاياها هم من المخالفين للحركة في الرأي أو المذهب.

* إلغاء مكتب التربية
يستطيع المراقب من خلال بعض الأرقام أن يكون صورة أولية لما يمكن أن تكون عليه محافظة صعدة بعد 10 سنوات من اليوم، خصوصاً إذا ما علمنا أن هناك قرابة 120 ألف طالب يدرسون في أكثر من 700 مدرسة في عموم محافظة صعدة، هؤلاء يتم حرمانهم من التعليم الوطني من قبل مليشيات الحوثي.

وفي إطار سعيها لطمس أي أثر للدولة اليمنية ألغت جماعة الحوثي مكتب التربية والتعليم كإدارة حكومية، مستبدلةً إياه بقسم جديد سمته القسم التربوي التابع للحوثيين؛ كان ذلك خلال إقامة الجماعة حفل تكريم للطلاب المتفوقين في 21 سبتمبر 2013م، والذي تبناه الحوثيين كما هو مبين في الصورة.

الجدير بالذكر أن حركة الحوثي منذ أن بسطت سيطرتها على المحافظة سعت بكل قوة إلى طمس كل ما له علاقة بالوطن والجمهورية، حيث قامت بإلغاء السلام الجمهوري، ومنعت الشعارات الوطنية، كما منعت رفع العلم الوطني على مدارس صعدة، بالإضافة إلى اتخاذ زي مدرسي جديد غير الزي الموحد والمعتمد في كل محافظات الجمهورية.

* نماذج من الانتهاكات
كثيرةٌ هي صور الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الحوثي بحق المعلمين والتربويين وحتى الطلاب، إذ لا يكاد تمر فترة حتى تشهد في مدرسة من مدارس صعدة حالة انتهاك يكون ضحيتها إما مدير مدرسة أو معلم.

من هؤلاء مدير مجمع السعيد التربوي (المدرسة النموذجية) في محافظة صعدة والذي تعرض للتهديد من قبل أحد المعلمين الحوثيين في المدرسة جراء رفضه ترديد شعار الحوثيين في طابور الصباح..وفي أكتوبر الماضي أقدمت مليشيات الحوثي على محاصرة منازل ثلاثة معلمين في منطقة بني بحر بصعدة بتهمة الخيانة والتخابر مع جهات أجنبية، وقبل هذا  قامت المليشيات الحوثية بخطف المعلم عبدالله ماطر جراد أحد مدرسي مدرسة الفتح بمديرية رازح أواخر شهر سبتمبر الماضي، ولم تفرج عنه إلا بعد خمسة أيام من التعذيب والإرهاب النفسي والجسدي، حيث أوضح جراد أنه تم حبسه في حمام مدرسة السلام في رازح.

من ناحيةً أخرى تعرض نقيب المعلمين اليمنيين بمديرية حيدان "شائب الكلي" للتعذيب الوحشي في أحد السجون على يد مليشيات جماعة الحوثي المسلحة مما أدى إلى كسر يده، وبحسب المصادر فإن تعذيب الكلّي جاء بسبب مخالفته لتوجيهات الحركة فيما يتعلق بالنشاط التعليمي..وقد سجن معه نبيل هادي أحمد حبجة.

معلم آخر تعرض للخطف على يد مليشيات الحوثي المسلحة، وهو وليد البعداني أحد مدرسي مدرسة السلام بالحشوة، والذي تم اختطافه أثناء أدائه لواجبه في المدرسة، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة، علماً بأن المعلم البعداني هو من أبناء محافظة إب.

وفي محافظة ذمار أقدم حوثيون على قتل اثنين من المعلمين بمنطقة ضوران، وهما المعلم عبدالسلام علي غيلان والمعلم جميل محمد يحيى غيلان.

ولحظة كتابة هذا التقرير قام مسلحون حوثيون باختطاف المعلم قاسم قاسم السحاري الذي يعمل بمديرية حيدان، واختطفت مجموعة مسلحة أيضا في محافظة صعدة المعلم عبد العظيم عوض الكحيل الموظف بمديرية حيدان.

* مصادرة مرتبات المعلمين
أظهرت كشوفات وبيانات حصلت عليها مجلة المعلم حجم الأموال التي صادرتها ولا تزال حركة الحوثي من حقوق المعلمين والتربويين لصالح أنشطة الحركة الفكرية والحربية.

فمنذ سيطرة الحوثي على مكتب التربية بمحافظة صعدة وفروع المكتب في المديريات لم تتوقف تعسفات الجماعة بحق المعلمين والتربويين العاملين في صعدة، البعض منهم من خلال طرده من المحافظة، ومصادرة مرتباتهم لحساب الجماعة، وآخرين تم استبدالهم بالقوة بمعلمين موالين للحركة، بالإضافة إلى الاستقطاعات المستمرة من مرتبات الجميع.

إلى جانب صرف موازنة المكتب وبالأخص ما يتعلق بالمشاريع وغيرها بحسب ما يتناسب مع فكر الجماعة ومصالحها؛ علماً بأن حركة الحوثي المسلحة استغلت صمت وزارة التربية وتواطؤ السلطة المحلية لترتكب مثل هذه المخالفات الكارثية بحق المعلم والبيئة التعليمية عموماً.

* المدارس.. متارس
على مرأى ومسمع من العالم والحكومة والمنظمات الحقوقية حولت جماعة الحوثي المسلحة عدد كبير من مدارس محافظة صعدة إلى سجون ومعتقلات سرية وغير سرية، فضلاً عن اتخاذ بعضها كمقرات وغرف عمليات للمليشيات المسلحة، وكذا أماكن للتحقيق وتعذيب الخصوم وفي مقدمتهم المعلمين.

كما ذكرنا سابقاً فإن إجمالي عدد المدارس الموجودة في صعدة 725 مدرسة أساسية وثانوية تتوزع على مختلف المديريات، وقد حولت جماعة الحوثي عدد كبير من تلك المدارس إلى مقرات مسلحة ونقاط تخزين للسلاح وسجون خاصة، وخاصةً في حيدان وساقين ورازح وغيرها.

* الدولة تتفرج
تقوم جماعة الحوثي ولا تزال بفصل الجهاز التعليمي في صعدة عن البيئة التعليمية في عموم الجمهورية، من خلال التحكم بكل شؤون التعليم الإدارية والمالية والوظيفية والدراسية.

وقد قامت الجماعة بتغيير كل المسئولين التربويين، واستبدالهم بآخرين موالين لها، ابتداءً من مدير مكتب التربية بالمحافظة وانتهاءً بالمعلمين في الميدان؛ ولم تبد الحكومة أي اعتراض على سياسة الحوثي الاستحواذية في صعدة وبالتحديد في مجال التربية والتعليم، رغم الشكاوى الكثيرة التي تم رفعها إليها من قبل معلمين وتربويين وأولياء أمور.

الأهالي يشكون من التلاعب بالتعليم
* علي بشيش
اشتكى أهالي محافظة صعدة من التلاعب الموجود وبشكل مستمر بالعملية التربوية والتعليمية بالمحافظة من قبل مسلحي الحوثي بالمحافظة، وقال آباء الطلاب إن نظام التعليم بمحافظة صعدة ليس كبقية الجمهورية وإنما يخضع لأهواء ومناسبات تلك المليشيات المسلحة بحيث يتم تعطيل المدارس بحسب أهوائهم وتقديم وتأخير الاختبارات بحسب مناسباتهم، ما انعكس سلباً على مستوى التحصيل العلمي لأبنائهم .

وأكد آباء الطلاب بالمحافظة أن أبناءهم بدأوا الاختبارات للفصل الأول للعام الجاري قبل موعدها المحدد بحسب لوائح وزارة التربية والتعليم وبحسب أهواء تلك المليشيات بمختلف مدارس المحافظة وبشكل مفاجئ للطلاب في أغلب مدارس المحافظة والتي منها من قد أكملت عملية الامتحانات ومنها من لا يزال متبقٍ له مادة أو مادتين فقط.

بعض مدراء المدارس ومعلميها أرجعوا تلك الربكة التي حصلت في مواعيد الاختبارات إلى احتياج المحافظة لكم هائل من الطلاب للتدريب والاستعداد لمناسبة المولد النبوي بالإضافة إلى تكليف عدد كبير من المعلمين كنقاط تابعة للحوثي بالمحافظة ولجان تنظيم وغيرها .

وأكد مدراء بعض المدارس ومعلميها بأنهم تلقوا توجيهات بتقديم الاختبارات وتأخير بعض المواد إلى ما بعد المولد النبوي، تلقوها مباشرة من مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة عبدالله القاسمي وألزموا بتنفيذها من قبل لجان الحوثي بالمحافظة.

وناشد أولياء أمور الطلاب بمحافظة صعدة كلاً من وزير التربية والتعليم وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة بوضع حد لتلك المهزلة بالعملية التعليمية والتلاعب بمستقبل أبنائهم.
شارك الخبر