تحت عنوان "طوني خليفة اجتاز الامتحان المصري" ، كتب محمد عبد الرحمن في صحيفة الأخبار اللبنانية عن نجاح مقدم البرامج اللبناني طوني خليفة في جعل ضيوفه يجيبون على أسئلته كافة.
وتأزم الموقف مرتين في حلقة يسري فودة، عندما حاصره خليفة بتصريحه المرحِّب بخطاب مبارك الثاني ليلة «موقعة الجمل». غير أنّ الإعلامي المصري ردّ بأنه رحب بالخطاب؛ «لأن الصيغة العاطفية التي استخدمها مبارك فرضت ذلك». لكنه في الوقت نفسه لم يطلب من أحد مغادرة ميدان التحرير.
وطلب فودة من خليفة أن يضع التصريحات في سياقها الزمني. وفيما أفلت الضيف من توجيه أي اتهامات مباشرة لقناة «الجزيرة»، لم يجد غضاضة في التأكيد أن صلة العاملين في القناة بـ«تنظيم القاعدة»، «أمر مشرّف؛ لأنه يعني الحصول على الخبر من المصدر مباشرة في مرحلة كان هذا التنظيم محط أنظار العالم».
جاء ذلك بعد أكثر من عشرة أيام على انطلاق شهر رمضان، حيث بدا واضحاً أن طوني خليفة نجح في الاستفادة من «ثورة 25 يناير». الإعلامي اللبناني الذي نجح في إثبات وجوده في القاهرة خلال السنتَين السابقتَين، يعود هذا العام في برنامج «الشعب يريد» الذي يبدو حتى اللحظة من أنجح برامج الـ«توك شو» في مصر.
وفي وقت فشل فيه أغلب الإعلاميين المصريين في تلبية تطلعات المصريين لبرامج ما بعد الثورة، جاء طوني خليفة من لبنان ليقدّم البرنامج الأكثر سخونة وإثارة في الموسم الحالي.
ولعل ما ساعد خليفة أنّه لبناني، أي لا يمكن تصنيفه في خانة الداعم للثورة أو المناهض لها. في الحلقات العشر الأُول من برنامج «الشعب يريد» («القاهرة والناس» 20:30)، بدا أداء طوني خليفة مختلفاً عن السنتَين السابقتَين، حتى قيل إنه أخذ بالانتقادات العنيفة التي واجهته في برنامجَيه السابقَين «لماذا»، و«بلسان معارضيك».
هكذا ظهر في كل حلقة ملمّاً بتفاصيل حياة الضيف ومواقفه، سواء كان محسوباً على نظام حسني مبارك أو قادماً من ميدان التحرير. وكان الإعلامي اللبناني ذكياً عندما احتفظ باكراً بـ«الشعب يريد» عنواناً لبرنامجه. تلك العبارة السحرية التي حرّكت الثوار المصريين، استغلها خليفة ليحصل من ضيوفه على تصريحات وأسرار جديدة، عكس ما كان يحدث في العامين الماضيين. وقتها، كان خليفة يعمل على نبش ذكريات الماضي، وإشعال الخلافات بين الفنانين.
ولا شكّ في أن بعض الضيوف أسهموا في نجاح البرنامج. هؤلاء يعلمون أنّ إطلالتهم مع خليفة ستزيد من نجوميتهم، إلى جانب حصولهم على مقابل مادي كبير. هكذا كانت مستغربة إطلالة مفيد فوزي مرة جديدة مع خليفة بعدما شنّ عليه العام الماضي حملة منظّمة، اتهمه فيها بمهاجمة الفنانين المصريين لمصلحة نجوم الغناء اللبنانيين! باختصار، نجح خليفة في إجبار ضيوفه على الإجابة عن كل أسئلته، وخصوصاً هؤلاء المحسوبين على النظام البائد.
مثلاً، تمكّن خليفة من «سحب» تصريحات من مفيد فوزي الذي أظهر كراهيته الكبيرة للثورة المصرية، فهاجم بعنف المحتجين في ميدان التحرير. وعندما سأله الإعلامي اللبناني عن رأيه في رجالي النظام السابق صفوت الشريف وأنس الفقي قال: «لن أتكلم عليهما لأنهما في السجن ولا يملكان حق الدفاع عن نفسيهما»! أما خالد يوسف، فرغم أنه وصف أسئلة خليفة بالـ«سخيفة»، والـ«قليلة الأدب»، إلا أن الأخير نجح في امتصاص ردّ فعل المخرج المصري المثير للجدل، وحصل منه على أول تصريح بشأن زواجه بالفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي. من جهته، كشف ممدوح حمزة (أحد الوجوه البارزة في الثورة المصرية) أنّ المرشح الإسلامي في سباق الرئاسة محمد سليم العوا كان أول من طلب منه الخروج (مع الثوار) من الميدان حتى قبل أن يعلن مبارك تنحيه. وقد شهدت الحلقة مواجهة من نوع آخر بين الضيف وطوني خليفة؛ إذ قال حمزة لمقدم البرنامج: «اقرأ جيداً عن مصر قبل أن تأتي لتحاور أبناءها». لكن سرعان ما رد خليفة على ضيفه، فعندما سأله عن رأيه في مرشد «الإخوان المسلمين»، رفض حمزة الإجابة قائلاً: «لم أقابله ولم أقرأ له»، فرد خليفة بسرعة: «أنت تقيم في مصر، ومع ذلك لا تعرف شيئاً عن رمز سياسي بارز مثل مرشد «الإخوان»».
وفي حلقة جيهان فاضل، نجح خليفة في الحصول على تصريحات من الممثلة المصرية ضدّ الضيف الذي يطل الليلة وغداً، وهو مرتضى منصور. في الإعلان الترويجي لحلقَتَي منصور، يمرّ مشهد يُظهر هذا الأخير وهو يقول «أنا رئيس مصر القادم إن شاء الله». وردّت فاضل على هذا الإعلان الترويجي بعبارة عنيفة قائلةً: «سأعتصم في الميدان لو وصل منصور إلى رئاسة الجمهورية».
إذاً نجح خليفة في جمع الأضداد لتقديم حلقات ساخنة في الأيام العشرة الأولى من شهر الصوم. لكن هل يستمر على المنوال نفسه؟ أم ستواجهه حملات الانتقاد المتوقعة التي سيكون من بينها على ما يبدو تدخله كإعلامي لبناني في الشأن المصري؟
رابط حلقة فودة على يوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=e7B6ThPCHiY
وتأزم الموقف مرتين في حلقة يسري فودة، عندما حاصره خليفة بتصريحه المرحِّب بخطاب مبارك الثاني ليلة «موقعة الجمل». غير أنّ الإعلامي المصري ردّ بأنه رحب بالخطاب؛ «لأن الصيغة العاطفية التي استخدمها مبارك فرضت ذلك». لكنه في الوقت نفسه لم يطلب من أحد مغادرة ميدان التحرير.
وطلب فودة من خليفة أن يضع التصريحات في سياقها الزمني. وفيما أفلت الضيف من توجيه أي اتهامات مباشرة لقناة «الجزيرة»، لم يجد غضاضة في التأكيد أن صلة العاملين في القناة بـ«تنظيم القاعدة»، «أمر مشرّف؛ لأنه يعني الحصول على الخبر من المصدر مباشرة في مرحلة كان هذا التنظيم محط أنظار العالم».
جاء ذلك بعد أكثر من عشرة أيام على انطلاق شهر رمضان، حيث بدا واضحاً أن طوني خليفة نجح في الاستفادة من «ثورة 25 يناير». الإعلامي اللبناني الذي نجح في إثبات وجوده في القاهرة خلال السنتَين السابقتَين، يعود هذا العام في برنامج «الشعب يريد» الذي يبدو حتى اللحظة من أنجح برامج الـ«توك شو» في مصر.
وفي وقت فشل فيه أغلب الإعلاميين المصريين في تلبية تطلعات المصريين لبرامج ما بعد الثورة، جاء طوني خليفة من لبنان ليقدّم البرنامج الأكثر سخونة وإثارة في الموسم الحالي.
ولعل ما ساعد خليفة أنّه لبناني، أي لا يمكن تصنيفه في خانة الداعم للثورة أو المناهض لها. في الحلقات العشر الأُول من برنامج «الشعب يريد» («القاهرة والناس» 20:30)، بدا أداء طوني خليفة مختلفاً عن السنتَين السابقتَين، حتى قيل إنه أخذ بالانتقادات العنيفة التي واجهته في برنامجَيه السابقَين «لماذا»، و«بلسان معارضيك».
هكذا ظهر في كل حلقة ملمّاً بتفاصيل حياة الضيف ومواقفه، سواء كان محسوباً على نظام حسني مبارك أو قادماً من ميدان التحرير. وكان الإعلامي اللبناني ذكياً عندما احتفظ باكراً بـ«الشعب يريد» عنواناً لبرنامجه. تلك العبارة السحرية التي حرّكت الثوار المصريين، استغلها خليفة ليحصل من ضيوفه على تصريحات وأسرار جديدة، عكس ما كان يحدث في العامين الماضيين. وقتها، كان خليفة يعمل على نبش ذكريات الماضي، وإشعال الخلافات بين الفنانين.
ولا شكّ في أن بعض الضيوف أسهموا في نجاح البرنامج. هؤلاء يعلمون أنّ إطلالتهم مع خليفة ستزيد من نجوميتهم، إلى جانب حصولهم على مقابل مادي كبير. هكذا كانت مستغربة إطلالة مفيد فوزي مرة جديدة مع خليفة بعدما شنّ عليه العام الماضي حملة منظّمة، اتهمه فيها بمهاجمة الفنانين المصريين لمصلحة نجوم الغناء اللبنانيين! باختصار، نجح خليفة في إجبار ضيوفه على الإجابة عن كل أسئلته، وخصوصاً هؤلاء المحسوبين على النظام البائد.
مثلاً، تمكّن خليفة من «سحب» تصريحات من مفيد فوزي الذي أظهر كراهيته الكبيرة للثورة المصرية، فهاجم بعنف المحتجين في ميدان التحرير. وعندما سأله الإعلامي اللبناني عن رأيه في رجالي النظام السابق صفوت الشريف وأنس الفقي قال: «لن أتكلم عليهما لأنهما في السجن ولا يملكان حق الدفاع عن نفسيهما»! أما خالد يوسف، فرغم أنه وصف أسئلة خليفة بالـ«سخيفة»، والـ«قليلة الأدب»، إلا أن الأخير نجح في امتصاص ردّ فعل المخرج المصري المثير للجدل، وحصل منه على أول تصريح بشأن زواجه بالفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي. من جهته، كشف ممدوح حمزة (أحد الوجوه البارزة في الثورة المصرية) أنّ المرشح الإسلامي في سباق الرئاسة محمد سليم العوا كان أول من طلب منه الخروج (مع الثوار) من الميدان حتى قبل أن يعلن مبارك تنحيه. وقد شهدت الحلقة مواجهة من نوع آخر بين الضيف وطوني خليفة؛ إذ قال حمزة لمقدم البرنامج: «اقرأ جيداً عن مصر قبل أن تأتي لتحاور أبناءها». لكن سرعان ما رد خليفة على ضيفه، فعندما سأله عن رأيه في مرشد «الإخوان المسلمين»، رفض حمزة الإجابة قائلاً: «لم أقابله ولم أقرأ له»، فرد خليفة بسرعة: «أنت تقيم في مصر، ومع ذلك لا تعرف شيئاً عن رمز سياسي بارز مثل مرشد «الإخوان»».
وفي حلقة جيهان فاضل، نجح خليفة في الحصول على تصريحات من الممثلة المصرية ضدّ الضيف الذي يطل الليلة وغداً، وهو مرتضى منصور. في الإعلان الترويجي لحلقَتَي منصور، يمرّ مشهد يُظهر هذا الأخير وهو يقول «أنا رئيس مصر القادم إن شاء الله». وردّت فاضل على هذا الإعلان الترويجي بعبارة عنيفة قائلةً: «سأعتصم في الميدان لو وصل منصور إلى رئاسة الجمهورية».
إذاً نجح خليفة في جمع الأضداد لتقديم حلقات ساخنة في الأيام العشرة الأولى من شهر الصوم. لكن هل يستمر على المنوال نفسه؟ أم ستواجهه حملات الانتقاد المتوقعة التي سيكون من بينها على ما يبدو تدخله كإعلامي لبناني في الشأن المصري؟
رابط حلقة فودة على يوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=e7B6ThPCHiY