الرئيسية / طب وصحة / السكر البني صحي.. خديعة كبرى
 السكر البني صحي.. خديعة كبرى

السكر البني صحي.. خديعة كبرى

06 يناير 2014 08:25 صباحا (يمن برس)
إن كان للسكر البني أن يرتبط باسم أو وصف آخر لكان "الخديعة"، إذ يتناوله الكثيرون معتقدين أنه صحي أكثر من السكر الأبيض "المضر"، ولذلك فإن البعض قد يتفاخر بأنه لا يشتري إلا السكر البني ولا يحلّي شايه أو قهوته إلا به.

ولكن الحقيقة المرَّة هنا والتي لا يشبه أبدا طعمها السكر أبيضه أو بنِّيه، أن الأمر لا يدعو أبدا إلى الفخر، فالسكر البني ليس صحيا أكثر من الأبيض، بل إن القناعة الخاطئة بأنه مفيد لصحتك قد تدفعك لتناول المزيد منه والحصول على مزيد من أضراره.

وقد تكون من أولئك الذين يعتقدون أن السكر البني هو سكر قصب خام أو غير معالج أو غير مكرر، ولذلك فقد تحسبه أفضل لصحتك مقارنة مع السكر الأبيض، ولكن نظرة سريعة إلى خطوات تصنيع السكر البني ستكشف لك كم أنت مخطئ.

ففي عملية استخراج السكر -أو ما يسمى أيضا سكر المائدة أو السكروز- من قصب السكر، فإن المنتج الخام يكون سكرا بني اللون لاحتوائه على دبس السكر، ثم يعالج ويُكرر للحصول على السكر الأبيض، كما يتم الحصول على دبس السكر كناتج منفصل أيضا.

أما السكر البني الذي نشتريه من الأسواق ونتناوله فهو سكر أبيض معالج تماما أضيف إليه دبس السكر للحصول على منتج ذي قوام متجانس في التركيب واللون، وبالتالي فهو سكر مكرر أضيف إليه الدبس، والسكر الخام غير المعالج لا يكون بهي الشكل وشهي الطعم كالسكر البني المباع في المتاجر.

ومع أن السكر البني يحتوي على كمية ضئيلة من المعادن بسبب احتوائه على دبس السكر، فإن هذا لا يجعله إطلاقا مفيدا أو صحيا، كما لا يحوله إلى غذاء أقل ضررا من السكر الأبيض، مما لا يعطيك الحق أو المبرر لكي تسفَّه سفَّا صباح مساء!

وتشمل الادعاءات غير الصحيحة -والصحية- عن السكر البني الأمور التالية:

    يحتوي على الألياف، فاللون البني ناجم عن دبس السكر لا يعني أبدا احتواءه على النخالة أو الألياف الغذائية. وليس كل ما هو بني أو أسمر مفيدا، فالتبغ أيضا بني اللون!
    خضع لعملية تكرير أقل، فالسكر البني سكر أبيض مكرر أضيف إليه دبس السكر، ولهذا فهو ليس أقل تكريرا أو معالجة.
    لا يرفع السكر في الدم لدى مرضى السكري، إذ إنه لا يختلف بتاتا عن السكر الأبيض.
    مناسب لتخفيف الوزن، ولعل ثبات مؤشر الميزان أو تحركه إلى الأعلى يفسر هذه النقطة تماما.
    يحتوي على سعرات حرارية أقل، فهو سكر أبيض أضيف إليه الدبس، فكيف له أن يحتوي على سعرات أقل؟!

وإلى جانب ذلك فإن السكر البني أيضا:

    لا يحسّن الهضم ولا يزيد إنتاج خلايا الدم.
    لا يساعد في تخفيف آلام الحيض أو اضطراباته.
    ليس مفيدا للجلد ولن يعيدك شابا.
    لا يعالج الزكام ونزلات البرد.

فكل هذه ادعاءات باطلة وقد تكون أيضا مضرة بصحتك، وفي الواقع فإن السكر البني له نفس أضرار السكر الأبيض:

    تسببه في تسوس الأسنان، إذ تهضم البكتيريا في الفم السكر البني وتفرز أحماضا تهاجم سطح السن وتؤدي إلى حدوث تجاويف فيه.
    سوء التغذية وحصول الشخص على سعرات حرارية فارغة، أي طاقة من الغذاء دون مواد مغذية كالفيتامينات والمعادن والألياف.

ولذلك فقد يكون الوقت قد حان للتوقف عن التفاخر بتناولك السكر البني، والبدء بشرب شايك دون سكر بغض النظر عن لونه، مع التركيز بشكل أكبر على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة التي تحتوي -حقيقة لا خديعة- على الألياف، وتعطي جسمك الفيتامينات، وتساعد في وقايتك من العديد من الأمراض.
شارك الخبر