استبعدت مصادر طبيَّة سعودية مُطَّلعة عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن؛ وذلك بسبب عدم قدرته على مغادرة المستشفى الذي يقيم بِه، نظراً لتلقيه عقاقير مثبطة للمناعَة، بالإضافة إلى تخوف بعض الأطباء من فشل بعض عمليات زراعة الجلد والأنسجة اللحمية التي قيل إنَّها تحتاج لبعض الوقت للتأكد فيما إذا كانت ستنجح أم لا، ناهيك عن عدم قدرته على الانفصال عن الأجهزة الطبية بشكل مستمر.
ونقلت صحيفة " حديث المدينة " اليمنية عن الطاقم الطبي للرئيس صالح قولها إنه لا يتمكن من العودة قريبا بسبب عدم قدرته على تحمَّل أيَّ عارض مهما كان صغيراً؛ نظراً لانخفاض المناعة في جسمه إثر تلقيه أدوية مثبطة للمنَاعة، بعد إجراء عمليات زرع الجلد واللحم في وجهه الذي أصيب بحروق بالغة أدت إلى زوال أجزاء من لحم الوجه.
وقالت المصادر: إن صالح ظلَّ ممدداً لما يقرب من 20 ساعة منذ انفجار مسجد دار الرئاسة في وحدة عناية طبية صغيرة داخل القصر الرئاسي دون أي عناية طبية تُذكر، باستثناء لف جسمه كاملاً بالشاش لتغطية الحروق، وذلك بعد رفضه القاطع ورفض نجله أحمد قيام أيّ من الأطباء اليمنيين أو حتى الأجانب بمن فيهم الطبيب الشخصي للرئيس (ألماني الجنسية) بعمل أيّ إسعافات أو حتى ضرب الإبر المهدِّئة أو المغذيات، وهو الأمر الذي أثار استغراب الأطباء السعوديين الذين جاؤوا لمعاينته كلَّ هذا الوقت بدون أي إسعافات.
وأكدت المصادر أنه تم نقل صالح إلى وحدة عناية طبية صغيرة داخل القصر الجمهوري، وأنَّه ظل فيها حتى مجيء الفريق الطبي السعودي؛ نافية صحة ما تناقلته وسائل الإعلام من نقل الرئيس إلى مستشفى 48 النموذجي والذي يرأس مجلس إدارته نجله أحمد.
تكليف ملكي:
وتحدَّث المصادر أنَّ رئيس الفريق الطبي في المستشفى العسكري بجدَّة اللواء سعود قد تلقى اتصالاً من الملك عبد الله كلفه بموجبه بالتوجه مباشرةً مع الفريق الطبي الخاص بالمهام الطارئة إلى طائرة الكوارث التي تم تجهيزها لنقل الفريق الطبي السعودي إلى صنعاء، حيث قام اللواء سعود باستدعاء كافة الأطباء والأخصائيين الذين يشكلون فريق الطوارئ، مصطحباً في كلّ تخصص من التخصصات طبيبين اثنين، فيما انطلقت طائرة الكوارث في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من مطار الرياض لتصل إلى مطار صنعاء في تمام الساعة الـ 3.30 فجراً، وتعرض الفريق إلى عمليات تفتيش في الطريق ما بين المطار والقصر من قبل حواجز أمنية قبلية وحكومية، وبعد ساعة ونصف وصل الفريق الطبي إلى القصر الرئاسي، حيث استقبلهم أحد موظفي القصر ومعه كشف بأسماء الفريق الطبي للتحقق من هوياتهم، ثم استقبلهم أحمد علي عبد الله صالح طالباً منهم الانتظار لبعض الوقت، وبعد ثلاث ساعات تم نقلهم للمكان الذي تواجد فيه الرئيس، حيث تعرضوا قبل دخولهم لإجراءات تفتيش دقيقة، وسط حراسة مشددة.. ووصفت المصادر حالة صالح حينها بالعجز التامٍ عن الحركة باستثناء عينيه اللتين تمكَّن من تحريكهما مع حروق في وجهه وجبهته وجنبه الأيمن، إضافة إلى أنه بدا منتبهاً لما حَولُه، ولايزال في ملابسه التي كانت عليه أثناء الحادثة.
وأضافت أن صالح رفض محاولات الفريق الطبي السعودي لإعطائه أي عقاقير مهدئة أو مغذية، فيما لجأ اللواء سعود - رئيس الفريق, لإقناع نجل الرئيس أحمد بضرورة ذلك، فيما أقنع الأخير والده الذي تلقى إبرَة منومة، على إثرها تم إبعاد الشاش عن جسده بينما مازالت الدماء تسيل من آثار الشظيَّة التي كانت لاتزال في صدره والتي أصابت جدار القلب الخارجي على بُعد مليلترات قليلة من التسبب بثقب في القلب.
وتقول المعلومات التي حصلت عليها “حديث المدينة”: إنَّ رئيس الفريق الطبي المنتدب قد اتصل بالعاهل السعودي لاطلاعه على حالة صالح الصحية واحتياجه لإجراء عمليات جراحية لا يمكن إجراؤها في صنعاء، ويستدعي إجراؤها نقله، وهو ما جعل الملك عبد الله يتقدَّم بعروض علاجيَّة للرئيس صالح في السعودية أو في أوروبا أو استضافته في حاملة طائرات عسكرية أميركية فيها أرقى المستشفيات العسكرية المتنقلة والمُجهَّزة تجهيزاً عالياً (وهي عادةً ما تستخدم لعلاج الحالات الخطيرة للمصابين من الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان)، لكنَّ العاهل السعودي اشترط على اللواء السعودي أخذ موافقة العميد أحمد علي عب دالله صالح على إحدى هذه الخيارات التي رفضها الأخير قبل أن يتراجع عن ذلك ويطلب مهلة للرَّد وافق بعدها على نقل والده للعلاج في السعودية..
وتحدثت المصادر عن حالة من الهلع الشديد اعترت نجل الرئيس، وأشارت إلى أنه كان يسأل بقلق عن كل إبرة أو عقار يعطيه الأطباء لوالده، فيما سُمح لنساء القصر بزيارة الأخير أثناء نومِه بعد أن تم منعهن من زيارته في وقت سابق.
نقل السفارة اليمنية إلى المستشفى:
وقالت مصادر : إنَّ صالح قد تم اقتياده وهو نائم بنقالة طبية على متن مروحيَّة هيلوكبتر، نافيَة صحة المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن نزول صالح من الطائرة على قدميه، وقد استقبل الوفد اليمني أمير منطقة الرياض، فيما تم تفريغ وحدة العناية المركَّزة الجراحيَّة بالمستشفى العسكري السعودي بجدَّة (ذو السعة السريرية العالية) للرئيس، واصفةً المستشفى المذكور بأنه قد تحول إلى ثكنة عسكريَّة، وتمَّ نقل السفارة اليمنية في الرياض إلى جناحين خاصين داخل المستشفى لتصبح على إشراف مباشر على حالة الرئيس الصحية، فيما وجه الملك عبد الله بنقل المسئولية للسفارة اليمنية فيما يخصّ صحة الرئيس والكيفية التي يتم علاجه بها واعتبارها الجهة المخوَّلة في إصدار التعليمات فيما يخص نقله أو بقائه أو إعادته إلى اليمن، مانعاً في نفس الوقت أيَّ مسئول حكومي سعودي من زيارة صالح ، ومعطياً السفارة اليمنية الصلاحيات الكاملة بالسماح لأي مسئول أو مواطن يمني بالزيارة وفقاً لإرادتها.
قلب الرئيس ظلّ خارج جسده لـ 24 ساعة
وفيما يخص العمليات الجراحيَّة التي أجريت للرئيس صالح ، قالت المصادر إنَّه قد تعرَّض لعدد من العمليات بينها عملية قلب مفتوح بدأت مساء الأحد (بعد يومين من الحادث) واستمرَّت لمدة 24 ساعة متواصلة، حيث اضطرَّ الأطباء لإخراج القلب لاستئصال الشظيَّة التي كادت أن تثقبه (القلب) وتم استخدام الأجهزة الطبية لضخّ الدماء إلى الجسم، فيما أجريت له عمليات زراعة جلد وأنسجة لحمية في الوجه من الفريق الطبي الألماني الذي استقدمته الحكومة السعودية خصيصاً لهذا الغرض، وهو ما استرعى إعطاءه مثبطات المناعة حتى يتمكَّن الجسم من تقبَّل الأنسجة اللحمية.
وقد ظلَّ صالح لأربعة أيام يخضع لعملية تنفس اصطناعي، بينما احترقت الأنسجة اللحمية لليدين مع العظام، وتفيد المعلومات أنّ “صالح” لن يتمكن من تحريك أصابعه في المستقبل.
طرائف ومواقف:
وتحدَّثت المصادر عن بعض الصعوبات التي واجهها الأطباء في التعامل مع صالح أثناء يقضته، حيث وضعت ممرضة أيرلندية قطعة قماشيَّة تحتوي على مادّة خاصة في وجهه فرماها الأخير على الأرض، وهو يصرخ “وجه علي عبد الله صالح ما يتغطاش”، الأمر الذي استرعى تدخل اللواء سعود الذي قال له : سيدي الرئيس.. هل تريد أن نعاملك كرئيس دولة.. أم كمريض يحتاج للعلاج؟! هذا الأمر ضروري لعلاجك.. فاقتنع الرئيس وتم تغطية وجهه.
ومن الطرائف التي تتداول بين الأطباء السعوديين أن جميع المسئولين اليمنيين الذين يتلقون العلاج في المستشفى يخضعون للتنفس الصناعي، بمن فيهم الرئيس صالح الذي نصحه مدير المستشفى بأن يتنفس صناعيَّاً؛ نظراً للمشاكل الصحيَّة التي تعانيها رئتاه، وهو ما يتطلب عدم إنهاكها بالعمل، الأمر الذي جعل الأطباء السعوديين يعلقون بالقول: (الحكومة اليمنية تحت التنفس الصناعي!).
إلى ذلك تتحدث المعلومات عن طلب صالح من معاونيه كشفاً بأسماء كافة الأطباء والأخصائيين وحتى الممرضين الذين عملوا على خدمته وخدمة طاقمه خلال الفترة الماضيَة، وذلك ليقوم – بحسب ما يتردد – بإعطائهم مكرمة جزاء ما قاموا به تجاهه ومن معه، وقد تردد أنَّه ينوي إعطاءهم أراضي في العاصمة صنعاء، وهو ما جعل بعض هؤلاء يتساءلون عن الجدوى من حصولهم على أراض خارج بلادهم، فيما يمكنه إعطاؤهم بدلاً عن هذه الأراضي أموالاً منقودة، على حد تعبير المصدر.. كما يتحدَّث الأطباء السعوديون عن السؤال المتكرر للرئيس عن حالة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال علي محمد مجوَّر، ورُغم سؤاله عن أحوال الباقين إلا أنَّ صالح – بحسب المصدر – قد كرر سؤاله حول صحة رئيس وزرائه، فيما يستغرب الأطباء عبر أحاديثهم الجانبية الفروق الكبيرة في الإصابات التي تعرض لها الرئيس من جهة، وقادة نظامه من جهة أخرى، حيث يتكهن هؤلاء أنَّه ونظراً لحالة صالح الصحية التي تعتبر أقلّ خطورة من قادة نظامه الباقين فإنّ احتمالية إصابتهم في ذات المكان تبدو مستبعدة – بحسب المعلومات الواردة على لسان هؤلاء الأطباء.
صالح لا يريد العودة، والملك يعرض عليه البقاء:
وتتحدَّث المصادر عن بعض المواقف الغريبة، حيث تحدثت عن بعض الخروقات الأمنية في المستشفى الذي يقيم فيه الرئيس رُغم الحراسة المشددة، حيث قام شخصان مجهولا الهوية بالتنكر في زي طبيبين محاولين الدخول للمستشفى، وقد تمكنا من اجتياز بعض الحواجز التفتيشية وصولاً إلى بهو المستشفى، وقبل أن يتمكنا من الوصول إلى الجناح الخاص بالرئيس تم القبض عليهما واختفيا بعد ذلك ولم يكشف الستار عن مصيرها.
كما تداول بعض الأطباء السعوديين كلاماً منسوباً لـصالح حيثُ تحدَّث بعضهم عن عدم نية الأخير العودة إلى اليمن “لا رئيس ولا أي شيء” بحسب المصدر الذي روى ذلك على لسان الرئيس، متحدَّثين في الوقت نفسه عن بعض المعوقات الطبية التي تمنع عودة صالح حيث يتحدَّث الأطباء الألمان الذين أجروا عمليات زراعة الجلد واللحم عن احتمالية فشل هذه العمليات، واحتمال وقوع مضاعفات؛ نظراً لأخذه مثبطات المناعة، كما أنّ الأطباء لم يتمكنوا بعد من الحُكم على نجاح هذه العمليات إلا بعد مُضي فترة.
إلى ذلك تناقلت المصادر مؤخراً عن عرض تقدَّم به العاهل السعودي للرئيس علي عبد الله صالح وأسرته باستضافته في المملكة العربية السعودية ونقل أسرته للعيش فيها أسوةً بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ومع ضمان عدم تسليمه للملاحقة القضائية دولية كانت أم محلية.
ونقلت صحيفة " حديث المدينة " اليمنية عن الطاقم الطبي للرئيس صالح قولها إنه لا يتمكن من العودة قريبا بسبب عدم قدرته على تحمَّل أيَّ عارض مهما كان صغيراً؛ نظراً لانخفاض المناعة في جسمه إثر تلقيه أدوية مثبطة للمنَاعة، بعد إجراء عمليات زرع الجلد واللحم في وجهه الذي أصيب بحروق بالغة أدت إلى زوال أجزاء من لحم الوجه.
وقالت المصادر: إن صالح ظلَّ ممدداً لما يقرب من 20 ساعة منذ انفجار مسجد دار الرئاسة في وحدة عناية طبية صغيرة داخل القصر الرئاسي دون أي عناية طبية تُذكر، باستثناء لف جسمه كاملاً بالشاش لتغطية الحروق، وذلك بعد رفضه القاطع ورفض نجله أحمد قيام أيّ من الأطباء اليمنيين أو حتى الأجانب بمن فيهم الطبيب الشخصي للرئيس (ألماني الجنسية) بعمل أيّ إسعافات أو حتى ضرب الإبر المهدِّئة أو المغذيات، وهو الأمر الذي أثار استغراب الأطباء السعوديين الذين جاؤوا لمعاينته كلَّ هذا الوقت بدون أي إسعافات.
وأكدت المصادر أنه تم نقل صالح إلى وحدة عناية طبية صغيرة داخل القصر الجمهوري، وأنَّه ظل فيها حتى مجيء الفريق الطبي السعودي؛ نافية صحة ما تناقلته وسائل الإعلام من نقل الرئيس إلى مستشفى 48 النموذجي والذي يرأس مجلس إدارته نجله أحمد.
تكليف ملكي:
وتحدَّث المصادر أنَّ رئيس الفريق الطبي في المستشفى العسكري بجدَّة اللواء سعود قد تلقى اتصالاً من الملك عبد الله كلفه بموجبه بالتوجه مباشرةً مع الفريق الطبي الخاص بالمهام الطارئة إلى طائرة الكوارث التي تم تجهيزها لنقل الفريق الطبي السعودي إلى صنعاء، حيث قام اللواء سعود باستدعاء كافة الأطباء والأخصائيين الذين يشكلون فريق الطوارئ، مصطحباً في كلّ تخصص من التخصصات طبيبين اثنين، فيما انطلقت طائرة الكوارث في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من مطار الرياض لتصل إلى مطار صنعاء في تمام الساعة الـ 3.30 فجراً، وتعرض الفريق إلى عمليات تفتيش في الطريق ما بين المطار والقصر من قبل حواجز أمنية قبلية وحكومية، وبعد ساعة ونصف وصل الفريق الطبي إلى القصر الرئاسي، حيث استقبلهم أحد موظفي القصر ومعه كشف بأسماء الفريق الطبي للتحقق من هوياتهم، ثم استقبلهم أحمد علي عبد الله صالح طالباً منهم الانتظار لبعض الوقت، وبعد ثلاث ساعات تم نقلهم للمكان الذي تواجد فيه الرئيس، حيث تعرضوا قبل دخولهم لإجراءات تفتيش دقيقة، وسط حراسة مشددة.. ووصفت المصادر حالة صالح حينها بالعجز التامٍ عن الحركة باستثناء عينيه اللتين تمكَّن من تحريكهما مع حروق في وجهه وجبهته وجنبه الأيمن، إضافة إلى أنه بدا منتبهاً لما حَولُه، ولايزال في ملابسه التي كانت عليه أثناء الحادثة.
وأضافت أن صالح رفض محاولات الفريق الطبي السعودي لإعطائه أي عقاقير مهدئة أو مغذية، فيما لجأ اللواء سعود - رئيس الفريق, لإقناع نجل الرئيس أحمد بضرورة ذلك، فيما أقنع الأخير والده الذي تلقى إبرَة منومة، على إثرها تم إبعاد الشاش عن جسده بينما مازالت الدماء تسيل من آثار الشظيَّة التي كانت لاتزال في صدره والتي أصابت جدار القلب الخارجي على بُعد مليلترات قليلة من التسبب بثقب في القلب.
وتقول المعلومات التي حصلت عليها “حديث المدينة”: إنَّ رئيس الفريق الطبي المنتدب قد اتصل بالعاهل السعودي لاطلاعه على حالة صالح الصحية واحتياجه لإجراء عمليات جراحية لا يمكن إجراؤها في صنعاء، ويستدعي إجراؤها نقله، وهو ما جعل الملك عبد الله يتقدَّم بعروض علاجيَّة للرئيس صالح في السعودية أو في أوروبا أو استضافته في حاملة طائرات عسكرية أميركية فيها أرقى المستشفيات العسكرية المتنقلة والمُجهَّزة تجهيزاً عالياً (وهي عادةً ما تستخدم لعلاج الحالات الخطيرة للمصابين من الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان)، لكنَّ العاهل السعودي اشترط على اللواء السعودي أخذ موافقة العميد أحمد علي عب دالله صالح على إحدى هذه الخيارات التي رفضها الأخير قبل أن يتراجع عن ذلك ويطلب مهلة للرَّد وافق بعدها على نقل والده للعلاج في السعودية..
وتحدثت المصادر عن حالة من الهلع الشديد اعترت نجل الرئيس، وأشارت إلى أنه كان يسأل بقلق عن كل إبرة أو عقار يعطيه الأطباء لوالده، فيما سُمح لنساء القصر بزيارة الأخير أثناء نومِه بعد أن تم منعهن من زيارته في وقت سابق.
نقل السفارة اليمنية إلى المستشفى:
وقالت مصادر : إنَّ صالح قد تم اقتياده وهو نائم بنقالة طبية على متن مروحيَّة هيلوكبتر، نافيَة صحة المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن نزول صالح من الطائرة على قدميه، وقد استقبل الوفد اليمني أمير منطقة الرياض، فيما تم تفريغ وحدة العناية المركَّزة الجراحيَّة بالمستشفى العسكري السعودي بجدَّة (ذو السعة السريرية العالية) للرئيس، واصفةً المستشفى المذكور بأنه قد تحول إلى ثكنة عسكريَّة، وتمَّ نقل السفارة اليمنية في الرياض إلى جناحين خاصين داخل المستشفى لتصبح على إشراف مباشر على حالة الرئيس الصحية، فيما وجه الملك عبد الله بنقل المسئولية للسفارة اليمنية فيما يخصّ صحة الرئيس والكيفية التي يتم علاجه بها واعتبارها الجهة المخوَّلة في إصدار التعليمات فيما يخص نقله أو بقائه أو إعادته إلى اليمن، مانعاً في نفس الوقت أيَّ مسئول حكومي سعودي من زيارة صالح ، ومعطياً السفارة اليمنية الصلاحيات الكاملة بالسماح لأي مسئول أو مواطن يمني بالزيارة وفقاً لإرادتها.
قلب الرئيس ظلّ خارج جسده لـ 24 ساعة
وفيما يخص العمليات الجراحيَّة التي أجريت للرئيس صالح ، قالت المصادر إنَّه قد تعرَّض لعدد من العمليات بينها عملية قلب مفتوح بدأت مساء الأحد (بعد يومين من الحادث) واستمرَّت لمدة 24 ساعة متواصلة، حيث اضطرَّ الأطباء لإخراج القلب لاستئصال الشظيَّة التي كادت أن تثقبه (القلب) وتم استخدام الأجهزة الطبية لضخّ الدماء إلى الجسم، فيما أجريت له عمليات زراعة جلد وأنسجة لحمية في الوجه من الفريق الطبي الألماني الذي استقدمته الحكومة السعودية خصيصاً لهذا الغرض، وهو ما استرعى إعطاءه مثبطات المناعة حتى يتمكَّن الجسم من تقبَّل الأنسجة اللحمية.
وقد ظلَّ صالح لأربعة أيام يخضع لعملية تنفس اصطناعي، بينما احترقت الأنسجة اللحمية لليدين مع العظام، وتفيد المعلومات أنّ “صالح” لن يتمكن من تحريك أصابعه في المستقبل.
طرائف ومواقف:
وتحدَّثت المصادر عن بعض الصعوبات التي واجهها الأطباء في التعامل مع صالح أثناء يقضته، حيث وضعت ممرضة أيرلندية قطعة قماشيَّة تحتوي على مادّة خاصة في وجهه فرماها الأخير على الأرض، وهو يصرخ “وجه علي عبد الله صالح ما يتغطاش”، الأمر الذي استرعى تدخل اللواء سعود الذي قال له : سيدي الرئيس.. هل تريد أن نعاملك كرئيس دولة.. أم كمريض يحتاج للعلاج؟! هذا الأمر ضروري لعلاجك.. فاقتنع الرئيس وتم تغطية وجهه.
ومن الطرائف التي تتداول بين الأطباء السعوديين أن جميع المسئولين اليمنيين الذين يتلقون العلاج في المستشفى يخضعون للتنفس الصناعي، بمن فيهم الرئيس صالح الذي نصحه مدير المستشفى بأن يتنفس صناعيَّاً؛ نظراً للمشاكل الصحيَّة التي تعانيها رئتاه، وهو ما يتطلب عدم إنهاكها بالعمل، الأمر الذي جعل الأطباء السعوديين يعلقون بالقول: (الحكومة اليمنية تحت التنفس الصناعي!).
إلى ذلك تتحدث المعلومات عن طلب صالح من معاونيه كشفاً بأسماء كافة الأطباء والأخصائيين وحتى الممرضين الذين عملوا على خدمته وخدمة طاقمه خلال الفترة الماضيَة، وذلك ليقوم – بحسب ما يتردد – بإعطائهم مكرمة جزاء ما قاموا به تجاهه ومن معه، وقد تردد أنَّه ينوي إعطاءهم أراضي في العاصمة صنعاء، وهو ما جعل بعض هؤلاء يتساءلون عن الجدوى من حصولهم على أراض خارج بلادهم، فيما يمكنه إعطاؤهم بدلاً عن هذه الأراضي أموالاً منقودة، على حد تعبير المصدر.. كما يتحدَّث الأطباء السعوديون عن السؤال المتكرر للرئيس عن حالة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال علي محمد مجوَّر، ورُغم سؤاله عن أحوال الباقين إلا أنَّ صالح – بحسب المصدر – قد كرر سؤاله حول صحة رئيس وزرائه، فيما يستغرب الأطباء عبر أحاديثهم الجانبية الفروق الكبيرة في الإصابات التي تعرض لها الرئيس من جهة، وقادة نظامه من جهة أخرى، حيث يتكهن هؤلاء أنَّه ونظراً لحالة صالح الصحية التي تعتبر أقلّ خطورة من قادة نظامه الباقين فإنّ احتمالية إصابتهم في ذات المكان تبدو مستبعدة – بحسب المعلومات الواردة على لسان هؤلاء الأطباء.
صالح لا يريد العودة، والملك يعرض عليه البقاء:
وتتحدَّث المصادر عن بعض المواقف الغريبة، حيث تحدثت عن بعض الخروقات الأمنية في المستشفى الذي يقيم فيه الرئيس رُغم الحراسة المشددة، حيث قام شخصان مجهولا الهوية بالتنكر في زي طبيبين محاولين الدخول للمستشفى، وقد تمكنا من اجتياز بعض الحواجز التفتيشية وصولاً إلى بهو المستشفى، وقبل أن يتمكنا من الوصول إلى الجناح الخاص بالرئيس تم القبض عليهما واختفيا بعد ذلك ولم يكشف الستار عن مصيرها.
كما تداول بعض الأطباء السعوديين كلاماً منسوباً لـصالح حيثُ تحدَّث بعضهم عن عدم نية الأخير العودة إلى اليمن “لا رئيس ولا أي شيء” بحسب المصدر الذي روى ذلك على لسان الرئيس، متحدَّثين في الوقت نفسه عن بعض المعوقات الطبية التي تمنع عودة صالح حيث يتحدَّث الأطباء الألمان الذين أجروا عمليات زراعة الجلد واللحم عن احتمالية فشل هذه العمليات، واحتمال وقوع مضاعفات؛ نظراً لأخذه مثبطات المناعة، كما أنّ الأطباء لم يتمكنوا بعد من الحُكم على نجاح هذه العمليات إلا بعد مُضي فترة.
إلى ذلك تناقلت المصادر مؤخراً عن عرض تقدَّم به العاهل السعودي للرئيس علي عبد الله صالح وأسرته باستضافته في المملكة العربية السعودية ونقل أسرته للعيش فيها أسوةً بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ومع ضمان عدم تسليمه للملاحقة القضائية دولية كانت أم محلية.