على جدران مقبرة الصياح التي تقع في شرق العاصمة صنعاء وتبعد حوالي 2 كيلو متر عن فندق موفمبيك الذي ما زال يحتضن سياسيي البلد ورجالها من القادة والمثقفين والعسكر وبقية رجال الدولة.
ما ان ينتهي المتحاورون جلساتهم حتى تكون سياراتهم على مواجهة مع هذا العنف الديني الذي يملأ جدراننا، ثمانية اشهر من عمر الحوار الوطني وهذه المقبرة لا تجد احداً يأبه إليها او يواسيها، حتى من اصحاب المرجعيات الدينية او من يمثلها، هي تدرك ان المسألة انتهت بالنسبة لها .
في زمن اقحام الدين بالسياسة نجد مثل هذه الافكار تتصدر الواجهة، ونجد شعار الموت لأمريكا ولإسرائيل يتصدر واجهات المقابر، فهل سكان امريكا وإسرائيل يسكنون مقابرنا؟ ام أن امواتنا امريكيون وإسرائيليون ونحن لا نعلم؟ مثل هذه القضايا بحاجة إلى التفكير والتمعن ،ويجب وضع حد لها.
تنافس حزبي
يقول حارس مقبرة الصياح هاشم الجرموزي ان ‘الاحزاب تتنافس على جدران المقبرة وكل واحد يريد ان يقهر الاخر بشعاراته، كل واحد يريد ان يبعد شعار الاخر’.
واضاف الجرموزي 42 عاماً ‘للمقابر حرمة لا أحد يكتب فيها ولا أي شيء لكن الاحزاب هذه خربت البلاد، اينما حصلوا جدارا كتبوا فيه.’ يضيف ‘انا ابيت للعشي (العشاء) في المقبرة، وهؤلاء يأتون في الساعات الاخيرة من الليل، ما نبكر (نصحو) الصباح إلا والشعارات مطبوعة على الجدران، وفي يوم اخر نبكر والشعارات ممسوحة’
هي لعبة القط والفأر اذا تتم على جدران هذه المقبرة باستمرار، فيما عيون الاخرين تشاهد دون ان تبدي حتى مجرد استياء من هذه الافعال، الجهات المسؤولة ممثلة بوزارة الاوقاف، لا تعطي هي الاخرى الموضوع أي اهتمام، ‘ما حد يتكلم ، الأوقاف لم تتكلم، تمر ولا تسأل’ قال الجرموزي .
ويضيف حارس المقبرة ‘جدران المقابر ليست واجهات سياسية، على من يريد ان يتحزب أن يتحزب ببقعته (مكانه)، وان يفعل له لوحة في الشوارع يكتب فيها ما يريد، لا داعي للأحقاد نحن كلنا مسلمون ،كلنا عرب’.
شعار الحوثيين تسبب في القتل
يقول استاذ علم الاجتماع مجيب شمسان ‘الشعارات الدينية هي الاكثر تأثيرا والأكثر خطورة من بين كافة الشعارات المتعلقة، لأنها تمس مباشرة صراعا يمارس على ارض الواقع، وشعوراً يحفز العداء وبالتالي كان تأثيراتها اكبر كلما وجدت رسومات او شعارات تخدم الحوثيين او السلفيين او غيرهم، وتعبر بأن المجتمع وصل إلى حالة من التعبير عن الطائفية يمكن ان تتفجر فيما بعد بشكل اكبر. وبالتالي هي مؤشر تدل على خطورة المجتمع الى اين يتجه’.
ويضيف شمسان : ‘ليس علينا ان نتقبل مثل هذه الاشياء ولا بد من وجود جهة رقابية تقوم على ضبط مثل هذه الامور حتى تبقى الجدران جميلة تعبر عن كل ما هو جميل، وألا تكون وسيلة للتعبير عن كل ما هو سيىء.’
ويرى الدكتور عبد الرحمن الشامي، عميد كلية الإعلام في جامعة صنعاء، أن هذه الشعارات كانت موجودة في أعماقهم – في اشارة إلى الصراع الطائفي – ولكن كانت مخبأة تحت الطاولة، جاءت الفرصة الان لتنفس الحرية وسط عداء، فاختلطت الحرية المسؤولة بالحرية غير المسؤولة.
وأضاف: الشعارات المتبادلة لا تمثل حلولا للمشكلات بقدر ما تعكس الصراع الديني الذي يدور ما بين الفرق والأحزاب والشيع والأطراف المختلفة ،’على هذه الجماعات ان تجسد الوئام وتعمل على نوع من قبول الاخر ،لكنها تعكس اشياء سلبية في المجتمع لا تنبئ عن اشياء لصالح المجتمعات’.
وتؤكد استاذة التصميم والرسم بكلية الهندسة بجامعة صنعاء الدكتورة نادية الكوكباني ‘مع نشوء صراعات جديدة في الشمال بدأ الناس يستخدمون عبارات كبيرة على الجدران ويتم تشويهها ايضا، ‘الموضوع هذا بحاجة إلى قرار سياسي كبير بالذات في امانة العاصمة ،ان تضع شروطها وتعاقب من يقوم بهذا الفعل’
وتضيف ‘شعار الحوثيين تسبب في مرة من المرات في حادثة قتل، وهو اليوم يشوه جدران صنعاء القديمة حتى امين العاصمة لم يستطع ان يمنع هذا الشيء، هناك من يكتب لكن في المقابل هناك من يمارس حقه في الشتم، ويمارس حقه في ان يطبع هذه الشعارات في ابشع الالفاظ ‘.
وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لشؤون الأوقاف الدكتورحميد المطري قال ان هذه الكتابات ظهرت خلال السنوات الخمس الأخيرة وبالذات بعد الانتخابات النيابية والمحلية على شكل ملصقات كثيرة على الشوارع العامة، ومنها على اسوار المقابر،’بحكم حرمتها لا يجوز فيها تلصيق بعض العبارات المنددة او العبارات المغرضة التي تسيء إلى حرمة المقبرة ‘. وأضاف: سنعمل على رفع مذكرة لمكتب النائب العام ومكتب امين العاصمة ليقوموا بإزالتها وتوفير الحماية ان تطلب ذلك في اشارة إلى وجود مقاومة من قبل كاتبيها.
انه الصراع حين يبلغ ذروته لا يفرق بين حرمة لميت أو لحي.
*القدس العربي
ما ان ينتهي المتحاورون جلساتهم حتى تكون سياراتهم على مواجهة مع هذا العنف الديني الذي يملأ جدراننا، ثمانية اشهر من عمر الحوار الوطني وهذه المقبرة لا تجد احداً يأبه إليها او يواسيها، حتى من اصحاب المرجعيات الدينية او من يمثلها، هي تدرك ان المسألة انتهت بالنسبة لها .
في زمن اقحام الدين بالسياسة نجد مثل هذه الافكار تتصدر الواجهة، ونجد شعار الموت لأمريكا ولإسرائيل يتصدر واجهات المقابر، فهل سكان امريكا وإسرائيل يسكنون مقابرنا؟ ام أن امواتنا امريكيون وإسرائيليون ونحن لا نعلم؟ مثل هذه القضايا بحاجة إلى التفكير والتمعن ،ويجب وضع حد لها.
تنافس حزبي
يقول حارس مقبرة الصياح هاشم الجرموزي ان ‘الاحزاب تتنافس على جدران المقبرة وكل واحد يريد ان يقهر الاخر بشعاراته، كل واحد يريد ان يبعد شعار الاخر’.
واضاف الجرموزي 42 عاماً ‘للمقابر حرمة لا أحد يكتب فيها ولا أي شيء لكن الاحزاب هذه خربت البلاد، اينما حصلوا جدارا كتبوا فيه.’ يضيف ‘انا ابيت للعشي (العشاء) في المقبرة، وهؤلاء يأتون في الساعات الاخيرة من الليل، ما نبكر (نصحو) الصباح إلا والشعارات مطبوعة على الجدران، وفي يوم اخر نبكر والشعارات ممسوحة’
هي لعبة القط والفأر اذا تتم على جدران هذه المقبرة باستمرار، فيما عيون الاخرين تشاهد دون ان تبدي حتى مجرد استياء من هذه الافعال، الجهات المسؤولة ممثلة بوزارة الاوقاف، لا تعطي هي الاخرى الموضوع أي اهتمام، ‘ما حد يتكلم ، الأوقاف لم تتكلم، تمر ولا تسأل’ قال الجرموزي .
ويضيف حارس المقبرة ‘جدران المقابر ليست واجهات سياسية، على من يريد ان يتحزب أن يتحزب ببقعته (مكانه)، وان يفعل له لوحة في الشوارع يكتب فيها ما يريد، لا داعي للأحقاد نحن كلنا مسلمون ،كلنا عرب’.
شعار الحوثيين تسبب في القتل
يقول استاذ علم الاجتماع مجيب شمسان ‘الشعارات الدينية هي الاكثر تأثيرا والأكثر خطورة من بين كافة الشعارات المتعلقة، لأنها تمس مباشرة صراعا يمارس على ارض الواقع، وشعوراً يحفز العداء وبالتالي كان تأثيراتها اكبر كلما وجدت رسومات او شعارات تخدم الحوثيين او السلفيين او غيرهم، وتعبر بأن المجتمع وصل إلى حالة من التعبير عن الطائفية يمكن ان تتفجر فيما بعد بشكل اكبر. وبالتالي هي مؤشر تدل على خطورة المجتمع الى اين يتجه’.
ويضيف شمسان : ‘ليس علينا ان نتقبل مثل هذه الاشياء ولا بد من وجود جهة رقابية تقوم على ضبط مثل هذه الامور حتى تبقى الجدران جميلة تعبر عن كل ما هو جميل، وألا تكون وسيلة للتعبير عن كل ما هو سيىء.’
ويرى الدكتور عبد الرحمن الشامي، عميد كلية الإعلام في جامعة صنعاء، أن هذه الشعارات كانت موجودة في أعماقهم – في اشارة إلى الصراع الطائفي – ولكن كانت مخبأة تحت الطاولة، جاءت الفرصة الان لتنفس الحرية وسط عداء، فاختلطت الحرية المسؤولة بالحرية غير المسؤولة.
وأضاف: الشعارات المتبادلة لا تمثل حلولا للمشكلات بقدر ما تعكس الصراع الديني الذي يدور ما بين الفرق والأحزاب والشيع والأطراف المختلفة ،’على هذه الجماعات ان تجسد الوئام وتعمل على نوع من قبول الاخر ،لكنها تعكس اشياء سلبية في المجتمع لا تنبئ عن اشياء لصالح المجتمعات’.
وتؤكد استاذة التصميم والرسم بكلية الهندسة بجامعة صنعاء الدكتورة نادية الكوكباني ‘مع نشوء صراعات جديدة في الشمال بدأ الناس يستخدمون عبارات كبيرة على الجدران ويتم تشويهها ايضا، ‘الموضوع هذا بحاجة إلى قرار سياسي كبير بالذات في امانة العاصمة ،ان تضع شروطها وتعاقب من يقوم بهذا الفعل’
وتضيف ‘شعار الحوثيين تسبب في مرة من المرات في حادثة قتل، وهو اليوم يشوه جدران صنعاء القديمة حتى امين العاصمة لم يستطع ان يمنع هذا الشيء، هناك من يكتب لكن في المقابل هناك من يمارس حقه في الشتم، ويمارس حقه في ان يطبع هذه الشعارات في ابشع الالفاظ ‘.
وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لشؤون الأوقاف الدكتورحميد المطري قال ان هذه الكتابات ظهرت خلال السنوات الخمس الأخيرة وبالذات بعد الانتخابات النيابية والمحلية على شكل ملصقات كثيرة على الشوارع العامة، ومنها على اسوار المقابر،’بحكم حرمتها لا يجوز فيها تلصيق بعض العبارات المنددة او العبارات المغرضة التي تسيء إلى حرمة المقبرة ‘. وأضاف: سنعمل على رفع مذكرة لمكتب النائب العام ومكتب امين العاصمة ليقوموا بإزالتها وتوفير الحماية ان تطلب ذلك في اشارة إلى وجود مقاومة من قبل كاتبيها.
انه الصراع حين يبلغ ذروته لا يفرق بين حرمة لميت أو لحي.
*القدس العربي