الرئيسية / تقارير وحوارات / خلية الانقلاب تُدشن مخطط إسقاط المحافظات انطلاقاً من حضرموت
خلية الانقلاب تُدشن مخطط إسقاط المحافظات انطلاقاً من حضرموت

خلية الانقلاب تُدشن مخطط إسقاط المحافظات انطلاقاً من حضرموت

20 ديسمبر 2013 04:26 مساء (يمن برس)
يجمع الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن اليمني على أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون ذات بُعدٍ فارق في حياة اليمن واليمنيين، كون المفترض أن تنفذ اليمن  خلالها من عنق الزجاجة نحو فضاء التغيير الشامل.

فكما أن الفترة القادمة ستكون فارقة ومفصلية بالنسبة لمن ينشدون مستقبلاً واعداً ودولة مدنية تضمن المساواة والعدالة، يرى البعض الآخر وهم المتضررون من مشروع التغيير بأن هذه الفترة تمثل آخر فرصة لاستعادة ما خسروه منذ اندلاع شرارة الثورة الشعبية السلمية.

لذلك يركزون كل طاقاتهم وأوقاتهم من أجل وأد مولود الوطن الجديد القادم من رحم مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي صار قاب قوسين أو أدنى من الولادة، والتي كان من المفترض أن تكون طبيعية في سبتمبر الماضي، إلا أن السعي الدائب لقوى التعطيل أو ما يسمى " قوى الثورة المضادة" قد أدى إلى تأخيره لأكثر من شهرين عن موعده النهائي، وحتى اليوم لا تزال الخلافات قائمة، وهو ما قد يدفع الرئيس هادي إلى التدخل من خلال إجراء عملية قيصرية لإخراج مولود اليمن الجديد إلى الحياة وتجنيبه مخاطر الإجهاض المتأخر.

لذلك كله لا بد من الإشادة بحكمة رئيس الجمهورية والتي لا شك يشاركه فيها مستشاريه، والتي تجلت من خلال الطريقة التي تعاطا بها مع الأحداث وبالتحديد في الفترة الأخيرة.

فبالأمس سمعنا عن مبادرته بالاتصال بأسرة الشيخ بن حبريش، وموافقته على كل مطالب أبناء حضرموت وعلى رأسها إخراج المعسكرات "من المدن" وليس من حضرموت كما يدعي البعض.

وقبلها بيوم أو يومين، بعث الرئيس هادي وفداً رئاسياً إلى أهالي ضحايا الغارة الأمريكية الخاطئة في أبين، ونجح أيضاً في امتصاص الغضبة، علماً بأن مصدر حكومي أكد بأن الطائرة أخطأت هدفها بسبب الإحداثيات الخاطئة التي قدمها جهاز الأمن القومي للأمريكيين.

وقبل هذه وتلك أجاد الرئيس هادي إدارة عملية الدفاع عن النفس وعن عملية الانتقال السلمي بكل حنكة، حاملاً مشروع التغيير الذي جعل الكثيرين يضعونه في مرمى الاستهداف ابتداءً باستهداف مرحلة حكمه بالتخريب ونشر الفوضى وتعمد إثارة الخلاف في مؤتمر الحوار، وإضعاف المؤسستين الأمنية والعسكرية، وانتهاءً باستهداف حياته من خلال محاولة اغتياله من خلال الهجوم على مجمع الدفاع قبل أسبوعين، ومن ثم الانقضاض على السلطة في أخطر محاولة انقلابية نفذتها القوى المناوئة لمشروع التغيير في الداخل والخارج خلال المرحلة الإنتقالية، ألا وهي حادثة

إضافة إلى ذلك فإن الرئيس هادي قد تمكن من إنجاز الكثير من الخطوات على الأرض فيما يتعلق بأهم القضايا التي يعاني منها اليمن كالقضية الجنوبية وغيرها، حيث بادر إلى إنشاء لجان لمعالجة قضايا المبعدين والأراضي، وفعلاً تم إنشاء صندوق لتعويض هؤلاء المتضررين في المحافظات الجنوبية، إلى جانب تقديم الاعتذار من الحكومة عما حدث في 94م، وإعادة المئات وربما الآلاف إلى وظائفهم.

لكن رفقة كل هذا كان خصوم هادي يصعدون من عداءهم وتربصهم بالرئيس واليمن عموما، وذلك من خلال وضع عدة استراتيجيات دقيقة يفضي تنفيذها إلى إضعاف هادي، وتسهيل عملية الإنقلاب على مشروع التغيير.

ففي أواخر الشهر الماضي تحدثت مصادر عن وجود مخطط لدى المخلوع ومن جمعتهم به تضرر المصالح من مشروع التغيير يتضمن إسقاط المحافظات في مدة زمنية حُددت بـ80 يوما، كمرحلة تالية لاستراتيجية الإنقلاب المباشر التي تم إفشالها رغم دقة التخطيط وجدارة التنفيذ، حيث لم يُصب الرئيس هادي بأذى رغم أنها كانت تستهدف حياته.

لكن فشل هذا المخطط جعل الإنقلابيين والقوى الخارجية الداعمة لهم ينتقلون إلى الخطوة التالية والمتمثلة في التوجه لإسقاط العديد من المحافظات الجنوبية، مستفيدةً من الحضور القوي لرجال المخلوع وعناصره في الإدارات الحكومية والمؤسسات في هذه المحافظات، كما هو حال حضرموت التي أكد أحد نوابها في البرلمان "أن المخلوع لا يزال يدير حضرموت بالتلفون من منزله" في إشارةٍ منه إلى أن المحافظ قيادات المكاتب التنفيذية لا يزالون من أتباع الرئيس السابق.

وكانت حضرموت هي المحافظة الأولى التي قررت القوى الرجعية وحلفائها الإقليميين المصابين بفوبيا التغيير تدشين مخططهم فيها، وبدأت الخطة باستهداف أحد شيوخ قبائل حضرموت من قبل جندي أمن، ليعقب ذلك الإعلان عن الهبة الحضرمية يوم غدٍ الجمعة، والتي دشنها عناصر الحراك المسلح بارتكاب العديد من الممارسات العنصرية ضد أبناء المحافظات الشمالية الأربعاء الماضي، حيث اعتدوا على بعض المحلات التجارية المملوكة لعدد من أبناء المحافظات الشمالية، ومع أن الكثير من أبناء حضرموت قد أيدوا الحراك الحضرمي وما سمي بالهبة السلمية، إلا أن هناك عناصر مدسوسة تحضر لتنفيذ مخطط إجرامي خلال فعاليات الهبة التي ستبدأ يوم غد، ووفقاً لمصادر مطلعة فإن هذه العناصر تتبع التيار الانفصالي المسلح بقيادة علي سالم البيض والمسنود من إيران، وكذا للنظام السابق المسنودين من السعودية والتي كما يبدو أنها وقعت على الخيار الأكثر ملائمةً للضغط على الرئيس هادي من أجل تقديم مزيد من التنازلات التي تمس جوهر السيادة الوطنية، ألا وهو خيار إثارة الفوضى في الجنوب انطلاقاً من حضرموت، فوفقاَ لمصادر ذات اطلاع، فإن معظم المحركين لما يسمى " الهبة الحضرمية" هم تجار مغتربون في المملكة السعودية.

وبعد إعلان قبائل حضرموت عن هبتهم الشعبية، سرعان ما انتشرت العدوى لتصل سريعاً إلى شبوه، حيث أعلنت عدد من قبائلها عن خطوة مماثلة لما أعلنته قبائل حضرموت وتبنت نفس البنود والشروط، مثل إخراج المعسكرات الشمالية، وإٍسقاط المحافظة.

وبعد يوم واحد فقط من إعلان شبوه، خرجت قبائل لحج أيضاً بنفس المشروع، في حين يهمس الحراك في عدن بنفس الخطوة همساً، ومن خلال المنشورات التي وصلت بكميات كبيرة إلى أيدي أبناء المحافظات الشمالية.

وقبل هذه الهبة المراد لها الإشتعال بطريقة قد تلتهم الجميع كان ثمة نفخ وصب للزيت على النار على غرار الشرارة التي حدثت في حضرموت بمقتل الشيخ بن حبريش في إحدى النقاط الأمنية.

فقبل أيام كان هناك محاولة اغتيال جدية لمحافظ محافظة المحويت أحمد علي محسن، الذي هو من محافظة شبوه الجنوبية، حيث أصيب في العملية بعض مرافقيه، جاءت هذه المحاولة في نفس اليوم الذي أُعلن فيه عن هبة شبوه.

وأمس الأربعاء تعرض منزل القيادي الجنوبي وعضو مؤتمر الحوار في الجنوب لإطلاق نار كثيف في صنعاء، إضافة إلى محاولة بعض أنصار النظام السابق توتير الوضع من خلال التحريض على بعض القيادات الجنوبية كالأمين العام للحزب الاشتراكي د/ياسين سعيد نعمان وغيره.

إذن هناك مخطط شيطاني لإدخال عدد من المحافظات الجنوبية في مرحلة الفوضى التي قد لا يتوقف أثرها عند حد، من خلال التصعيد الميداني بتبني عمليات قتل وعنف هنا وهناك بمرجعية مناطقية، ومن خلال استهداف عدد من الشخصيات السياسية الجنوبية ذات الثقل، بهدف إخلاء منطقة العقل والحكمة من الأشخاص والقيادات الحكيمة التي قد تقوم بدور رجال الإطفاء فيما لو نحت الأمور منحاً مناطقياً عنيفا.
شارك الخبر