الرئيسية / تقارير وحوارات / المذاق الجديد الذي ستحمله الأخبار "بعيون فرنسية"
المذاق الجديد الذي ستحمله الأخبار "بعيون فرنسية"

المذاق الجديد الذي ستحمله الأخبار "بعيون فرنسية"

09 ديسمبر 2006 05:01 مساء (يمن برس)
تطلق فرنسا أحدث مسعى لها لدعم نفوذها على الساحة الدولية، وذلك ببث صوتها الإعلامي عبر الإنترنت، وعبر موجات الفضاء بأول قناة تلفزيونية إخبارية دولية، تحت عنوان فرانس24. وتبث المحطة عبر الأقمار الصناعية وعبر الكابل. وربما من سخرية القدر أنه من أجل أن تصل فرنسا صوتها إلى العالم ورؤيتها لأحداثه، سيتعين عليها أن تبحث بالإنجليزية، على الأقل إلى جانب بثها الفرنسي، والعربي لاحقا. لقد ولدت فرانس24 من خيبة أمل الرئيس الفرنسي جاك شيراك العميقة من أن صوت فرنسا لم يكن مسموعا بما يكفي في واشنطن أو لندن في الفترة التي سبقت الحرب على العراق عام 2003. وشعرت فرنسا أن منظورها المختلف غاب وسط خضم الهيمنة الآنجلو-أمريكية على الأنباء العالمية عبر قنوات سي إن إن الدولية وبي بي سي وورلد، فضلا عن فوكس نيوز وسكاي. كما أصبح للعالم العربي "صوته" في الخارج، بالعربية وبالإنجليزية، متمثلا في الجزيرة والجزيرة الإنجليزية. مزيج غير معتاد لقد شكلت القناة حلم شيراك، والتي يطلق عليها في فرنسا "سي إن إن الفرنسية"، عبر مشروع مشترك بين مؤسسةTF1 أكبر شبكة مستقلة، ومؤسسة France Televisions هيئة البث التلفزيونية التابعة للدولة. وسيكون لدى فرانس24 نحو 170 صحفيا عاملين لديها، فضلا عن استفادتها من موارد شبكتي البث الفرنسيتين الرئيسيتين إضافة إلى شركائها مثل تلفزيون وكالة الأنباء الفرنسية. وسيكون لدى المحطة ميزانية سنوية خاصة بها توفرها الدولة الفرنسية وتناهز 80 مليون يورو أو 54 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي تكون مزيجا غير معتاد بين القطاعين العام والخاص. كما ستبدأ في البث بالعربية في منتصف عام 2007. "عكس واشنطن" وسوف تبث نفس نشرة الأخبار في نفس الوقت بالفرنسية والإنجليزية على موجتي بث حيث يقدمهما مذيعا أخبار على جانبين متقابلين لمكتب أبيض على طرفي الصالة الإخبارية. وسوف تتحول غرف التحكم المنفصلة إلى ساحة تراشق لغوي حيث يصيح مخرجو القسم الإنجليزي بالعد التنازلي "خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنين، واحد.." بينما يصيح نظراؤهم الفرنسيون بالعد العكسي بالفرنسية من غرفة ملاصقة. البث بالفرنسية والإنجليزية ولاحقا بالعربية . ورغم أن البث الإنجليزي سيأتي على الأرجح بلكنة بريطانية، إلا أن هدف فرانس24 هو "إضفاء منظور فرنسي على العالم"، بحسب المدير التنفيذي لها، آلان دوبوزيلاك. إذ يعتقد دو بوزيلاك أن فرانس24 ستضفي "مذاقا فرنسيا" مميزا على قائمة الأخبار الدولية. ويقول من المقر الجديد بمنطقة إيسي لي مولينو جنوب غربي باريس: "نعتقد أن فرانس24 ستحمل وجهة نظر مختلفة، ورأيا مختلفا، هو رأي يدرك تنوع العالم". ويضيف "إن هذا عكس ما تفعله الولايات المتحدة، فالرؤية التي تبث من واشنطن تسعى لإظهار العالم وكأنه موحد، بينما سنسعى نحن لإظهار عكس ذلك، أن العالم به الكثير من التعدد، تعدد للثقافة وتعدد للدين وتعدد للآراء". لمسات أخيرة وهكذا تنضم فرنسا إلى ما يصفه الرئيس شيراك بـ"المعركة المرئية الدولية" لتلحق بركب أمريكا وبريطانيا وحتى روسيا. لقد بدأت سي إن إن منذ أكثر من ربع قرن مضى، عام 1980، فيما وصلت بي بي سي وورلد للتنافس على اقتناص المشاهدين في العالم عام 1991، بينما أضافت الجزيرة الإنجليزية صوتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. ولكن حيث أن الدولة الفرنسية ستقدم أغلب التمويل للمحطة، يتساءل البعض - حتى في فرنسا - عما إذا كان صحفيو المحطة سيسيرون على الخط الحكومي أم على الخط الرئاسي. ويصر المقدم مارك أوين، 43 عاما، الذي انتقل للعمل بفرانس24 بعد أن كان يعمل في قناة ITN البريطانية، على أن الوضع لن يكون كذلك. ويقول "فكرة أن تلك القناة قناة لشيراك وناطقة بلسان الحكومة الفرنسية فكرة غير صحيحة". ويتابع "نحن صحفيون مستقلون، ولن نقبل أبدا بتأثير خارجي. سنتعامل مع الأنباء بحياد، ونقدم الأمر كما هو ونأمل أن نقدم منتجا جيدا يرغب الناس في مشاهدته". أما الآن فإن فرانس24 تضع لمساتها النهائية على المقر الجديد وعلى موجات الأثير أيضا. وفي الوقت الذي ربما لم يجف الطلاء بعد في بعض جوانب الحجرة الإخبارية، تأمل فرنسا أن يفتح داوننج ستريت والبيت الأبيض شاشاتهم التلفزيونية لمتابعة المذاق الجديد الذي ستحمله الأخبار بعيون فرنسية.
شارك الخبر