الرئيسية / محليات / اليمنيون يواجهون البرد القارس بنوع من «العسل»
اليمنيون يواجهون البرد القارس بنوع من «العسل»

اليمنيون يواجهون البرد القارس بنوع من «العسل»

30 أكتوبر 2013 02:15 مساء (يمن برس)
باغت البرد عددا من المحافظات اليمنية، مبكرا هذا العام، إلا أنه في بلد مثل اليمن، منازله غير مجهزه بتدفئة كهربائية أو حتى يدوية، يحضر العسل اليمني، كسلاح رئيسي لمواجهة ضربات الصقيع.

ورغم أسعاره الباهظة، إلا أن غالبية الأسر اليمنية تحرص على تواجد العسل في منازلها، وتقوم بادخاره منذ فصل الصيف، الذي يشهد انخفاضاً لأسعار العسل اليمني في السوق المحلي، وذلك بسبب سقوط الأمطار الغزيرة، الأمر الذي يؤدي إلى نمو الإنتاج لطوائف النحل اليمنية.

وانخفضت درجة الحرارة في العاصمة صنعاء، خلال الأيام الفائتة إلى 13 درجة مئوية في ساعات المساء والصباح الباكر، مصحوبة برياح باردة جافة، لا يعتاد الناس هبوبها سوى في أشهر تشرين ثاني، و كانون أول، وكانون ثاني، ما يوحي أن فصل الشتاء بدأ مبكرا هذا العام.

وبدأ الناس في المحافظات اليمنية الباردة، وخصوصاً العاصمة صنعاء، اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لوقاية الأطفال وكبار السن من نزلات البرد التي يمكن أن يُصابوا بها، وتدشين الطقوس الخاصة بفصل الشتاء، وفي مقدمتها مشروب الزنجبيل الساخن بالعسل.

ويقول محمد الأشول، من سكان مدينة ذمار، أكثر مدن اليمن برودة في الشتاء :" لكل فصل طقوس وترتيبات خاصة، والعسل المخلوط مع الزنجبيل مشروب مناعي يحفظ الجسم ساخناً ويطرد البرد".

ويضيف في حديث لمراسل الأناضول "ليس بمقدور المواطن اليمني البسيط توفير العسل يومياً لأطفاله، لكنه يضطر إلى التفكير بكمية الأدوية التي سيقوم بشراءها، فيجد أن سعر العسل أرخص من الأدوية، ويقي من أمراض مختلفة، البرد على رأسها، فيفضل شراءه".

ويعد مغلي الزنجبيل المخلوط بالعسل المشروب الشتوي الأبرز للرجال في جميع المناطق اليمنية ذات المرتفعات الجبلية والباردة، نظراً للطاقة التي يمنحها للجسم، فيما ينتشر الحليب الدافئ مخلوطا بالعسل بين النساء والأطفال وكبار السن.

ويؤكد أطباء، أن العسل اليمني علاج فعّال للالتهابات الرئوية، وأمراض الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والسل الرئوي، وغيرها.

وفي مدينة تعز اليمنية , يحتفظ أحد بائعي العسل في شارع جمال عبدالناصر، بمجلة طبية معروضة للزبائن تشرح فوائد العسل في فصل الشتاء، يعلن فيها ويليام بيترسون أخصائي أمراض الحساسية بجامعة (أيوا) الأمريكية أنه قام بمعالجة (22) ألفَ مريضٍ بالحساسية بمقدار ملعقة يوميًّا من عسل النحل الخام، وأكد العسل فاعليته في (90%) من الحالات، بحسب ما جاء في المجلة.

الحاج أحمد يحي، عجوز يمني، يتحدث عن فوائد العسل قائلا "العسل رفيقي في كل الفصول والسنوات، وعلاج لأمراض لا يستطيع الطب الحديث وقايتنا منها، فالأنفلونزا تقتل عشرات البشر في بلدان متقدمة، أما نحن فنواجهها بالعسل".

ويشرح في سياق حديثه لمراسل الاناضول "إذا كنت تعاني من التهاب الغشاء المخاطي، أو الجهاز العلوي التنفسي بشكل كامل، فما عليك سوى استنشاق، العسل المخلوط بالمياة الدافئة لمدة دقائق، وشرب العسل المخلوط بالزنجبيل، وستشاهد الفرق" .

ويؤكد خبراء النحل وأطباء متخصصون، أنه ليس كل أنواع العسل اليمني مفيدة لمواجهة البرد، و وقاية الجسم من نزلات الزكام، وإنما أنواع محددة على رأسها "عسل السُمر"، ويطلق عليه أيضا اسم "الطلح".

وعسل "السُمر" يستخرج من أشجار شوكية، تدعى شجر الـ"طلح"، تنتشر بكثافة في كل أنحاء اليمن، وخصوصا في محافظة حضرموت الجنوبية، وبعض المناطق الجبلية في شمال البلد، مثل محافظات؛ آب، وذمار، وصنعاء، وتعز.

وعلاوة على فوائده في مواجهة أمراض البرد، يمتاز هذا النوع من العسل اليمني، بفوائد كثيرة لمرضى السكري، كونه يخلو تماماً من السكر، ويحتوي على أنسولين نباتي، ينشط في البنكرياس ويتحول إلى أنسولين بشري، يخفض معدل السكر في الدم، بحسب متخصصين.

ويمتاز "عسل السُمر " بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة، وهو ذو لون أحمر يميل إلى السواد، وتزهر أشجاره في شهر أبريل/ نيسان من كل عام.
شارك الخبر