أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر قلقًاً واضحاً من الوضع في البلاد، وأكد أنه وصل إلى طريق مسدود، وأنه لا يوجد أي اقتراحات من الأمين العام للأمم المتحدة، كما إنه لا تعديلات على المبادرة الخليجية، والحل لا يمكن إلا أن يكون يمنيًا.
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في حديث للصحافيين "لا أروّج لأي مبادرة خليجية، فالخليجيون هم أدرى بشؤونهم، ولا يمكن أن أنوب عنهم في سياقها، وليس لي علم بأي مبادرة ثانية".
وفي رد على سؤال لـ إيلاف حول ماذا دار مع الأطراف في اليمن خلال زيارته الرابعة قال: "ليست لدينا أية حلول جاهزة، وليست لدينا أي مبادرة موازية للمبادرة الخليجية، وليس هناك أي اقتراح من طرفنا، كل ما هنالك هو التعرف إلى التطورات الحادثة في اليمن، وكل ما هنالك هو حثّ لجميع الأطراف للخروج من هذه الأزمة".
وأضاف: "ليست هناك أي اقتراحات محددة من الأمين العام للأمم المتحدة، نحن دائما نوهنا بكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حل الأزمة، ولم نقدم أي مبادرة جديدة أو أي حل جاهز، بالعكس نحن نعتقد أن الحل لا يمكن إلا أن يكون يمنيًا، ولا يمكن إلا أن يأتي من اليمنيين، وهذا يتطلب إرادة سياسية من طرف القادة اليمنيين نفسهم".
وأكد أن العملية السياسية "وصلت إلى طريق مسدود، لكن لا يمكن إلا أن نبقى متفائلين، هناك إرادة سياسية لدى كثير من الأطراف، هم كلهم على علم بمعاناة الشعب، وهذا هو الحافز لدى الجميع للبحث عن حلول لهذه الأزمة".
وأشار إلى أن "الصعوبات حقيقية، ولا يمكن الاستهانة بها، لكن مع ذلك أنا ألمس إرادة عند قطاعات واسعة تريد العمل على الدخول في مرحلة انتقالية في أقرب وقت".
وقال بن عمر "لمست أن اليمنيين رغم التشرذم السياسي الحاصل، لكن هناك إجماعًا على الخروج من هذه الأزمة".
وأوضح أن الجميع مقتنع بفكرة المرحلة الانتقالية، لكنه أشار إلى أن هناك "قضايا عالقة مازالت تعرقل الدخول في عملية سياسية تفضي إلى فترة انتقالية، وليست لدينا مقترحات محددة للخروج من هذا المأزق السياسي". ونفى أن يكون هناك فكرة نقل الحوار إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبر المبعوث الأممي أن "حركة الشباب لها مطالب مشروعة، وما سمعته منهم هو تطلع للكرامة والحرية وتطلع لبناء الدولة المدنية، وهذه كلها أفكار منسجمة مع أعراف الأمم المتحدة المتعلقة بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا يمكن إلا أن نؤيدها".
وحول الوضع الحالي في اليمن، قال إن اليمن "تعاني من انهيار الدولة، وهناك حروب في عدد من المناطق، هناك مناطق خارجة عن سيطرة الدولة، وهذا وضع خطر جدًا، أصبح في اعتقاد عدد من الدول يهدد الأمن والسلم على المستوى الإقليمي والدولي".
وحول زياراته الثلاث السابقة قال: "قدمت تقرير إلى مجلس الأمن بعد رجوعي في الزيارات الثلاث الفائتة، وطرحت إشكالات الصراع الحالي والأزمة السياسية والوضع الإنساني، وسأقدم تقريرًا آخر بعد رجوعي، وقد التقيت مع عدد كبير... جميع الأطراف من حزب حاكم وحكومة ومعارضة وشباب، والأطراف كثيرة هنا".
وأوضح المبعوث الأممي جمال بن عمر أن "الاتصالات جارية ومستمرة، ومهمتي في إطار المساعي الحميدة التي يقوم بها عادة الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك استجابة لآخر بيان صدر من مجلس الأمن، وهذه المشاورات مستمرة لكيفية خروج اليمن من هذه الأزمة". وعبر عن أسفه لتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني، "ولكون الشعب يعاني خصوصًا الفقراء الذين دفعوا ثمن هذه الأزمة".
شهر من الأوهام
وحول حديث بن عمر قال المحلل السياسي راجح بادي لـ إيلاف إن "التعتيم المتعمد على الناس من قبل السلطة والتكاسل أو الزهد من المعارضة، جعل الناس يقتاتون على تحليلات وتأويلات بشأن مبادرة أممية وتعديل على المبادرة الخليجية وحديث بن عمر يكشف اليوم إن الشارع في اليمن يعيش على سراب وعلى أوهام".
وأضاف: "فعلا الوضع ينذر بخطر كبير، السلطة مصرّة على عدم الحديث حول نقل السلطة من الرئيس إلى النائب، وأن ما يمكن التفاوض معها حوله هو سقف الانتخابات المبكرة، والمعارضة مصرة، وأبلغت جمال عمر عن رفضها أي عملية حوارية إلا بعد تسليم الرئيس سلطاته إلى نائبه".
وأشار بادي إلى أنه: "أمام التشبث من جميع الأطراف بمواقفهم ربما هذا ما دفع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن يعلنها صراحة بأن الحل هو لن يكون إلا بأياد يمنية، وأن الجوار والمجتمع الدولي لن يستطيع أن يقدم لليمن شيئًا، وهذا الكلام يجعل الباب مفتوحًا أمام كل الاحتمالات خصوصًا السيئة منها".
وأعرب عن مخاوفه من أن "كلام المبعوث الأممي قد يجعل من كل الأطراف تقوم بالتصعيد خلال الأيام المقبلة، طالما وأن أعلى هيئة أممية أعلنت ما يشبه رفع اليد عما يدور في اليمن، وهذا محبط جدا، فالدور الخارجي هو الذي كان يمتلك فرصًا كبيرة لإخراج اليمن من هذه الأزمة خاصة في ظل عدم وجود أي طرف داخلي يجمع عليه جميع الأطراف ويحظى بثقتها".
تعز وبوادر حال الأزمة
في سياق ثان، قال مصدر في لجنة الوساطة بين طرفي المواجهات في تعز لـ إيلاف إن اللجنة توصلت إلى اتفاق قد يعلن عنه خلال الساعات المقبلة. وأضاف المصدر إن اللجنة التي يرأسها الوزير السابق عبد القادر هلال توصلت إلى حل الأزمة عن طريق إخراج قوات الحرس الجمهوري من المدينة إضافة إلى إخراج المسلحين وعودتهم إلى مناطقهم.
وأكد المصدر أن حماية المنشآت أسندت إلى طلاب من الكلية البحرية المرابطين في مدينة الحديدة إضافة إلى انتشار محدود لعناصر من جنود الأمن المركزي.
ونفى المصدر أن تكون هناك 200 قناصة كما تحدثت بعض المصادر، لكنه قال إن المئتي شخص هم من جنود الأمن المركزي وسينتشرون بشكل اعتيادي في المدينة.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |