أفرزت اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم الأخيرة معطيات لا يغفلها المتابعون لشؤون كرة القدم. هذه أبرزها:
السياسة أكبر من الرياضة
انتهى الزمن الذي كان يقال فيه إنّ الرياضة تصلح ما تفسده الرياضة. وبعد أن نجحت الرياضة في جمع منتخبات دول أعداء وكذلك في القضاء على نظام الميز العنصري بجنوب أفريقيا، تحول النقاش في الفيفا من تغيير موعد نهائيات قطر 2022 إلى كيفية إنقاذ حياة الآلاف من البشر بسبب انتهاك حقوقهم. لم يكن ذلك ممكنا لولا تدخل كبريات النقابات والمنظمات الحقوقية، ورغم أنه من الممكن لدورة رياضية كبيرة أن تكون قاطرة تغيير في الدول، لعبت وسائل الإعلام دورا مهما في توجيه مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى أن الأمر يتعلق بمسائل إنسانية لا سبيل للتغاضي عنها.
الحوكمة الرشيدة تتعلق بالاتصال الجيد
بين قرار منح قطر تنظيم النهائيات عام 2010 والآن تغيرت أمور كثيرة. غادرت أسماء الاتحاد الدولي وتغيرت بعض اللوائح بما يدفع الفيف إلى الاتصال بجميع الاتحادات الوطنية بدلا من حصر القرارات المهمة في مكتبها التنفيذي ومع قرارها التشاور مع بقية الأطراف التي هي على علاقة بالحدث، تكون الفيفا قد فتحت عهدا جديدا في الاتصال يفضي لاحقا إلى أن تكون محل محاسبة عللا خلاف الحصانة المطلقة التي كانت تتمتع بها.
بلاتيني وحب الظهور
عندما كانت الوفود الإعلامية تكافح للحصول على معلومة واحدة في اليوم الأول من اجتماعات الاتحاد الدولي، وبعد نهايته، وبدلا من الخروج السري من الباب الخلفي على غرار الجميع، فاجأ رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الصحافيين بالظهور في الباب الرئيسي. ورغم أنه لم يعلق على أي شيء إلا أنه ابتسم للجميع في علامة على حبه للظهور. ومع ذلك لم يرغب في التعليق على خططه النهائية بشأن رئاسة الاتحاد الدولي.
الفيفا لا تساعد نفسها
تبدو الفيفا سعيدة إزاء حضور الإعلام لاجتماعات مكتبها التنفيذي وهي توفر أفضل ما لديها لذلك، ولكن انعدام الاتصالات بين أعضائها والوفود الإعلامية تفضي إلى الإشاعات. ورفضها للخضوع على إملاءات تغير من جدول أعمالها من قبل الإعلام يبدو أنه هذه المرة قوبل بالكثير من السخرية. فلا معنى للتركيز على كرة القدم الشاطئية وعدم تناول موضوع انتهاك حقوق الناس.
بلاتر الناجي الوحيد الأوحد
تذكروا عدة أسماء من ضمنها جاك وارنر ومحمد بن همام وريماردو تيشيرا وشاك بلازر، وهم كانوا من كبار قادة الاتحاد. أين هم؟ لقد عوقبوا وأقصوا من الفيفا والدور لاحق ربما على آخرين. لكن الرئيس سيب بلاتر مازال صامدا وبل وهو الرجل الأقوى. بل إن الابتسامة علت محياه أثناء مؤتمر صحفي لم يعلن ولم يتمخض عن شيء باستثناء أن الأمر مستمر لعام آخر تقريبا أو على الأقل. وأقل خلاصة لذلك هو أنّ بلاتر عزز من التكهنات التي تشير إلى أنه سيعلن نيته الترشح للاستمرار رئيسا للفيفا في انتخابات عام 2015.