الرئيسية / شؤون محلية / مخاوف من نفاد صبر المجتمع الدولي من عدم تنحي صالح وأركان نظامه عن السلطة
مخاوف من نفاد صبر المجتمع الدولي من عدم تنحي صالح وأركان نظامه عن السلطة

مخاوف من نفاد صبر المجتمع الدولي من عدم تنحي صالح وأركان نظامه عن السلطة

24 يوليو 2011 07:38 صباحا (يمن برس)
يصعب على اليمنيين التكهن بما ستؤول إليه الأزمة في البلاد في حال نفد صبر الوسطاء الإقليميين والدوليين، الذين واصلوا بذل جهودهم الرامية لإقناع الرئيس علي عبدالله صالح وأركان نظامه بالتنحي عن السلطة والتوقيع على المبادرة الخليجية، وسط عراقيل نتيجة رفض الرئيس صالح مقترحات التسوية السلمية لأزمة نقل السلطة، وتمسك صنعاء بإدارة حوار وطني للخروج من الأزمة الراهنة مع بقاء صالح في الحكم إلى حين انتهاء ولايته الرئاسية الأخيرة في عام 2013 . ورغم المخاوف التي عبرت عنها دائرة سياسية يمنية من نتائج كارثية جراء نفاد صبر المجتمع الدولي إلا أن نذر التصعيد الدولي بدت بقرار واشنطن وقف الدعم المالي الذي كانت تقدمه لصنعاء، والمقدر بنحو 150 مليون دولار معظمه مخصص لدعم قدرات الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب، فيما اعتبر مؤشراً على أن واشنطن بدأت مراجعة علاقتها مع نظام الرئيس صالح الذي تحاول واشنطن إقناعه بالتنحي وتنفيذ المبادرة الخليجية . وكانت التقارير تحدثت عن إخفاق قوات مكافحة الإرهاب اليمنية التي تلقت تدريبات ودعماً لوجستياً من واشنطن طوال السنوات الماضية، في حسم المعارك الدائرة مع مسلحي القاعدة، والتي حققت أخيراً تقدماً نوعياً مع شن المئات من رجال القبائل المسلحين هجمات على معاقل مسلحي التنظيم في هذه المحافظة وطهرت العديد من المناطق منهم في غضون أيام قليلة . وكانت صنعاء على مدى الأيام الماضية مسرحاً لتحركات دولية سعت إلى حل أزمة نقل السلطة سلميا وبدأها مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان، والذي زار الرئيس صالح في مشفاه في الرياض، معلناً تأييد واشنطن لخطة لنقل سلطات الرئيس صالح إلى نائبه وفقاً للمبادرة الخليجية وأعلن تالياً من صنعاء رفض الرئيس صالح تنفيذ المبادرة الخليجية . وبالمثل أنهى نائب مستشار الأمن القومي البريطاني أوليفر روبنز ومسؤول إدارة الأزمات في الخارجية الألمانية مايكل جوزيف برشتولد كلور زيارة إلى اليمن أخفقا فيها إلى حد كبير في إقناع الرئيس صالح التنحي والتوقيع على المبادرة الخليجية التي تقترح تنحيه عن الحكم خلال 30 يوماً وتنظيم انتخابات خلال 60 يوماً . وقال المبعوث الألماني الذي قام بجولة شملت صنعاء والرياض حيث التقى الرئيس صالح بالتنسيق مع الحكومتين الأمريكية والسعودية وشركاء في أوروبا، أنه أبلغ صالح أن برلين تتابع بقلق شديد تطورات الوضع في اليمن، مشيراً إلى أن مباحثاته مع صالح تناولت المبادرة الخليجية والتوافق الدستوري لحل الأزمة وآليات البحث عن مخارج سريعة للأزمة في اليمن بصورة سلمية، غير أن صنعاء تجاهلت الطلب الألماني وكررت دعوتها إلى حوار يشمل سائر أطياف العملية السياسية للخروج بتوافق حيال الأزمة . لكن الجهود الدولية استمرت على وتيرتها إذ عاود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر مباحثاته في صنعاء في إطار جهود المنظمة الدولية الرامية إلى جمع سائر الأفرقاء السياسيين على طاولة الحوار للخروج من نفق الأزمة، وعقد سلسلة مباحثاته جمعته مع نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي، ووزير الخارجية ابوبكر القربي، وبحثت في مقترحات لإدارة حوار سياسي للاتفاق على خريطة طريق للمرحلة المقبلة تبدأ بتنحي صالح عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة . وبدت الرؤية التي أعلنها المبعوث الأممي لحل الأزمة متفقة مع الرؤية الأوروبية والأمريكية إذ أكد ابن عمر عقب لقاء جمعه بنائب الرئيس اليمني اول أمس أن الأمم المتحدة تدعو الأطراف اليمنية كافة والقوى السياسية إلى إجراء حوار وطني بناء لا يستثني أحداً، وخلق المناخات الآمنة لخروج اليمن من هذه الأزمة، مشيراً إلى أن هناك تصورات وأفكاراً قد تم مناقشتها مع مختلف الأطراف وبما يؤدي إلى الولوج إلى مرحلة بناء الثقة والوئام وصنع السلام ورسم خريطة الطريق للانتقال السلس للسلطة . ولفت إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي سيكونون الراعين والمشاركين بالإشراف والمساعدة على ذلك . لكن صنعاء لا تزال ماضية في موقفها إذ أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في حزب المؤتمر الحاكم الشيخ سلطان البركاني أن سقف الحزب في المرحلة المقبلة هو الانتخابات المبكرة وسيصر على استكمال الرئيس صالح لفترة رئاسته الحالية التي تنتهي في سبتمبر/أيلول ،2013 مؤكداً ضرورة الحوار الوطني الشامل أولاً للخروج من الأزمة السياسية الراهنة . وبحسب البركاني فقد بلور حزب المؤتمر الحاكم خلال الفترة الماضية مشروعاً للبدء بتفكيك عناصر الأزمة من خلال إجراء انتخابات مبكرة خلال الشهور المتبقية من هذا العام وفقاً للحاجة القانونية التي يتطلبها إجراء الانتخابات بالتزامن مع حوار وطني جاد يتعلق بقضايا الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب والاختلالات الأمنية وقبل ذلك التمرد العسكري . وأكد نائب وزير الإعلام عبدالجندي تمسك صنعاء بالحوار مشيراً إلى أن مبعوث الأمين العام للأمم للمتحدة دعا لحوار بين سائر القوى السياسية مضيفاً “كل الدول ستضغط باتجاه حل المشكلة اليمنية والحل لن يكون من واشنطن أو بكين أو أي مكان في العالم وإنما سيكون بإرادة وتوافق اليمنيين أنفسهم” . يأتي ذلك فيما تقلصت فرص التسوية الداخلية لأزمة نقل السلطة في اليمن واتجاه الأزمة في منحى تصعيدي مع شروع أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب من اليسار والإسلاميين) إلى تأليف مجلس وطني مرجعي لسائر قوى الثورة المناهضة لنظام الرئيس صالح، وتصاعد نبرة الاتهامات المتبادلة بين الحكم والمعارضة وخصوصاً بعد اتهام الأخيرة نظام الرئيس صالح بتدبير محاولة اغتيال الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض في صنعاء . وتشير دوائر سياسية معارضة إلى أن نظام الرئيس صالح قد يواجه في الفترة المقبلة ضغوطاً دولية متزايدة لحضه على التنحي وتنفيذ المبادرة الخليجية للخروج من أزمة نقل السلطة، فيما أكدت مصادر رسمية أن صنعاء تحاول التعاطي مع كل المبادرات أملاً في كبح التوجهات الرامية إلى بحث القضية اليمنية عبر مجلس الأمن الدولي . * الخليج - صنعاء - أبوبكر عبدالله
شارك الخبر