قبل أن يقع الاختيار على العاصمة اليابانية طوكيو،لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 2020حبس مئات الملايين أنفاسهم ترقبا لتكليف مدينة اسطنبول التركية بذلك لتصبح أول مدينة ذات أغلبية مسلمة تحظى بهذا الشرف.
ونجحت اسطنبول في بلوغ الجولة الحاسمة من التصويت، بعد أن أطاحت العاصمة الإسبانية مدريد في الجولة الأولى التي حصلت على 45 صوتا مقابل 49 للمدينة التركية. لكن في الجولة الحاسمة حصلت طوكيو على 60 صوتا مقابل 36 فقط للمدينة العثمانية.
لذلك فإنّ طوكيو ستنظم الدورة للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 1964 و1972، دون احتساب أنها نظمت أيضا الألعاب الشتوية عام 1998، في الوقت الذي لم تحظ فيه اسطنبول بهذا الشرف رغم طلبها المتكرر خمس مرات.
ومادام 57 من 193 دولة في منظمة الأمم المتحدة، أي نحو الثلث تقريبا، هي دول مسلمة فإنّ عدم منح أي منها مهمة التنظيم يعدّ أمرا مثيرا ليس للتساؤل فقط وإنما أيضا للحنق.
وفي حوار سابق أجراه في يوليو/تموز 2012، تساءل رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بكل عنف "لماذا لم تنظم أي دولة ذات أغلبية مسلمة دورة الألعاب الأولمبية؟ ما الذي ينقص تلك الدول؟ طوكيو نظمت الدورة ثلاث مرات واسطنبول تقدمت خمس مرات. الأمر ليس عادلا بالمرة."
ويعتقد الكثيرون أنّ اللجنة الأولمبية الدولية اختارت طوكيو لما تمثله من خيار ضامن "للسلامة" رغم أنّ تسرب فوكوشيما مازال يتصدر العناوين الأولى لوسائل الإعلام الدولية وسيستمر في ذلك لسنوات مقبلة.
لكن وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإنّ "هذه المخاوف البيئية في اليابان تبدو أقل وطأة من الحرب السورية على الحدود مع تركيا وكذلك حملة القمع التي استهدفت معارضين ومازالت مستمرة بشكل متقطع في اسطنبول نفسها وكذلك الوضع الاقتصادي والمالي في إسبانيا وتزايد معدل البطالة."
والآن ها هي دولة قطر المايكروسكوبية على الخريطة نجحت في الفوز بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 على حساب الولايات المتحدة بعد أن اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم "جلب كأس العالم لدولة مسلمة للمرة الأولى على أمل صنع التاريخ." ووعدت قطر بإنفاق أربعة مليارات دولار لبناء ملاعب و50 مليارا أخرى للبنية التحتية.
وسيبقى احتمال تنظيم اسطنبول للأولمبياد قائما وهي التي تتقاسم نفس القيم مع ثلث دول العالم كما أنها تمثّل أمل 1.7 مليار إنسان عبر مختلف أنحاء الأرض. وحتى يحصل ذلك، يبقى السؤال قائم الذات: لماذا يستغرق حلم المسلمين كل هذا الوقت؟
*أرسلان افتخار هو محام ناشط في ميدان حقوق الإنسان، ومؤسس موقع TheMuslimGuy.com ومؤلف كتاب "تسامح إسلامي: مسلمون كونيون ما بعد عصر أوباما