الرئيسية / شؤون محلية / الرجل الذي أوجع فلول الحرس الجمهوري في تعز وقض مضاجعهم
الرجل الذي أوجع فلول الحرس الجمهوري في تعز وقض مضاجعهم

الرجل الذي أوجع فلول الحرس الجمهوري في تعز وقض مضاجعهم

15 يوليو 2011 04:01 مساء (يمن برس)
في تعز المحافظة الأكثر مدنية يتقزز المواطن " الذي يرتدي البنطال الجينز بعيداً عن الجعب وحياة القبيلة " من سماع كلمة " شيخ " لارتباطها السلبي في أذهان الناس كعنوان للتسلط والهيمنة والظلم والاضطهاد والسلب والتشريد ، كما هي الذهنية العائمة عن أغلب اليمنيين . تغيرت هذه النظرية وأصبحت تعز تردد كلمة شيخ بفخر واعتزاز ، هكذا ينطقونها " شيخ " نكرة لكنها معرفة عند الجميع بأن الشيخ هو حمود سعيد المخلافي الذي ظهر منذ سنوات نصير للحق ، ورمزاً للعدل ، وخصماً لدوداً للمتسلطين والعابثين ، وناهبي الأراضي الذين يعتبرون تعز منطقة صيد وفير يمارسون هواياتهم المفضلة ، يستندون لقانون القوة في ظل غياب قوة القانون . يحضى باحترام الكثير ممن يختلفون معه في توجهاته ، حتى قيادة المحافظة السابقين كالحجري وأبو رأس ومدراء الأمن كانت تربطهم به علاقة جيدة ، وكان متعاون معهم في حل إشكاليات مستعصية في المحافظة . تبنى المخلافي قضايا المظلومين والمنهوبين ، وانحاز لصف العدل والحق ، وواجه عتاولة المفسدين الذين لم يتجرأ أحد على رفع صوته أمامهم طيلة عقود ، حاولوا تركيعه ونبهوه إلى أن الانتصار للمظلوم خط أحمر وأن عليه أن يتحمل تكاليف الفاتورة الباهضة إذا ما استمر على ذلك . وبالفعل . بدأت محاولات تركيع من أمثال هؤلاء ، حاولوا اغتياله مرات كثيرة في تعز وصنعاء ونصبوا له الكمائن أمام منزله في حي الروضة ، قتل العديد من مرافقيه والعديد من خصومه ، لكن الرجل كان يعود أشد صلابة وقوة ، وأكثر قرباً وتمسكاً بقضايا الحق. كانت تتردد على الأذهان في المدينة والقرى بأن الشيخ حمود لايترك أحداً من المظلومين الذين يلجأون إليه ، تحول منزله الكائن في حي الروضة بتعز إلى محكمة تفصل مئات القضايا المستعصية ، والتي كانت منظورة أمام المحاكم لسنوات ، قال ذات مرة : لا أملك سجن ولا قوة راغمة للأطراف ، أمتلك الاحترام واستمد العون من الله. كنت استمع إليه بإعجاب ذات مقيل جمعني به قبل إندلاع الثورة الشبابية ، كانت أفكاره وأطروحاته عن " جدوى النضال السلمي للمشترك " تنمُ عن ثقافة عالية وإطلاع غزير ، اكتسبها من مسيرته التعليمية والحياتية ، بالإضافة إلى منزله الذي غدا قبلةً للمفكرين والسياسيين الذين تكتنزهم محافظة تعز . في العام 2006م أقحم الرجل لخوض غمار انتخابات المجالس المحلية مرشحاً للمشترك عن مديرية شرعب السلام بالرغم من عدم رغبته في ذلك ، وشهدت مرحلة الانتخابات طرفه الآخر حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية حينذاك ، كان الرجل حريصاً على عدم الانجرار للعنف الذي حاولوا مراراً جره إليه.. وكعادة الجندي أعلن النتيجة قبل غروب شمس يوم الاقتراع بفوز مرشح المؤتمر الشعبي العام . انطلقت الثورة الشبابية الشعبية. تخلى حمود سعيد عن سلاحه ومرافقيه وأظهر مدنية بامتياز ، أثبت أن السلم نهجه وأن العنف وسيلة يمقتها . وظل يرتاد ساحة الحرية كمواطن يخضع للتفتيش مثل بقية الوافدين إلى أن حدثت محرقة ساحة الحرية. انتشر "أرباع المشائخ " مع بلاطجة المؤتمر يمارسون عملية سطو وسلب ونهب للمنازل والمنشآت ، ظهر الرجل بعد دقائق برجاله وعملوا على مطاردتهم وحماية المدينة والمنشآت والحفاظ عليها ، شهد بذلك عبدالجبار هائل والذي قاد وساطة بين النظام والمسلحين التابعين للشيخ. أبناء تعز يعتبرون الشيخ حمود من أشجع الرجال وأنه لا يهاب ولا يخاف الموت .. تقدم الصفوف في جمعة رفض الوصاية بساحة الحرية بتعز غير مكترث بالقصف الذي تمارسه بقايا النظام ، بينما قيران حبيس قصر الرئاسة بالمحافظة ، وحمود الصوفي يتجول بالمصفحات وعربات عسكرية يملاوءها الرعب . يخوض حمود سعيد مع أنصار الثورة حرباً ضروس غير متكافئة مع قوات الحرس الجمهوري المزودة بترسانة عسكرية ضخمة ، لكن الأيام التي مضت أثبتت أن أنصار الثورة بقيادة حمود المخلافي هم من يلقنون فلول الحرس الجمهوري أصعب الدروس والتي لن تنمحي من ذاكرتهم. * يمن نيشن- كتب/ خليل العمري
شارك الخبر