ينشر (يمن برس) نص رسالة علي سالم البيض الى مجلس الأمن بشأن اليمن
صاحب السعادة،
الموضوع : الحالة في جنوب اليمن
يسرني أن أعبر لكم عن تطلع شعبنا إلى الدور الذي ينبغي أن يضطلع به مجلس الأمن الدولي وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة التي بموجبها يشكل الاعتراف بالكرامة المتأصلة والحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف لجميع أعضاء الأسرة البشرية هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم والرامية إلى تمكين شعبنا في الجنوب من تجاوز الوضع الذي فرضته عليه حرب عام 1994 بين الشمال والجنوب.
ويسرني أن أبلغكم أيضا بأن شعب الجنوب لا زال يتطلع إلى استئناف المجلس لجهوده التي كان قد بدأها بإصدار القـرار رقم 924 و القـرار رقم 931 لعام 1994 الـرامية إلى استئناف الحوار بين الأطـراف المعنية بما يمــكنه
( وفقا للمادة الأولى من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية) مـن انتزاع حقه في تقرير مصيره وبما يمكنه بمقتضى هذا الحق من تحديد مركزه السياسي بحرية ومن السعي نحو تحقيق التنمية المستدامة.
ومن أجل ذلك أود أن أعيد لفت انتباه المجلس إلى الحقائق التالية:
1ـ إن قراراي مجلس الأمن رقم 924 و 931 لعام 1994، قد أكدا على ما نصه «يكرر تأكيد أن الخلافات السياسية لا يمكن حلها من خلال استخدام القوة ، ويأسف بشدة لفشل جميع الأطراف المعنية لاستئناف الحوار ويحثها على القيام بذلك فورا ودون شروط مسبقة ، مما يتيح التوصل إلى حل سلمي لخلافاتها واستعادة السلم والاستقرار ، ويطلب إلى الأمين العام ومبعوثه الخاص دراسة السبل المناسبة لتيسير تحقيق هذه الأهداف » ويطلب « الأمين العام لإرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن لتقييم احتمالات لتجدد الحوار بين جميع الأطراف المعنية وبذل مزيد من الجهود من جانبهم لحل الخلافات بينهما »، وقرر المجلس في قراريه ما نصه \" أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي\".
2ـ إن النظر في انتهاكات حقوق الإنسان الواردة في التقرير مثار البحث قد ازدادت حدتها منذ حرب 1994 ليصبح الجنوب بوضعه الكارثي الحالي أكثر خطورة من أي وقت مضى، الأمر الذي يـتطلب من المجلس تدارس لب المشكلة للخروج بالبلاد من مستنقع الفوضى وانعدم الاستقرار الذي يشكل بيئه حاضنة للإرهاب تهدد بدورها الأمن والاستقرار المحلي،الإقليمي والعالمي.
3 ـ أن العداء بين القاعدة والشعب الجنوبي له جذوره منذ حرب 1994 عندما تحالف الرئيس صالح مع القاعدة لاحتلال الجنوب تحت ذريعة القضاء على الشيوعيين، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه بعد احتلال الجنوب وسمح للمقاتلين المتطرفين للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد ونهب الأراضي وفرض صيغة الأحكام الإسلامية المتطرفة في الجنوب العلماني.
بما أن قراري مجلس الأمن الدولي رقم 924 و 931 لعام 1994 أعلاه لا يزالان قيد نظره الفعلي ولم يدخلا حيز التنفيذ بعد، فقد حان الوقت لأن يتولى مجلس الأمن معالجة هذه المسألة وفقا لهذين القرارين،علما بأننا ومعنا شعب الجنوب طرفا أصيلا في حل الأزمة المتراكمة فأني أتقدم إلى المجلس بما يلي:
1ـ أن يصدر المجلس قراره الذي يقضي بالدعوة إلى حوار بين الأطراف تأكيدا لمضامين االقرارين السابقين رقم 924 و 931 لعام 1994وبما يفضي إلى حل الأزمة المستفحلة منذ حرب 1994.
2 ـ أعلن انضمام الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ، وأدين باسمه كل أعمال العنف واللجوء إلى الحرب باسم الدين ، ونلتزم ببذل كل جهد يمكننا من القضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب.
3 ـ أؤكد على بذل كل الجهود الرامية إلى نبذ الكراهية والعنف ونشر قيم التسامح واستخلاص العبر من الماضي سيرا نحو تحقيق العدالة الانتقالية في مرحلة بناء السلام.
فـي الوقت الذي أتطلع فيه إلى الاستماع إلى قراركم بهذا الشأن، فإنني أغتنم هذه الفرصة لأعبر لكم عن خالص الشكر والتقدير لتعاونكم.
عـلي سـالم البـيـض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية
* التغيير نت
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |