في واحدة من المباريات غريبة الأطوار .. نجح برشلونة في العودة من ملعب المستايا بفوز ثمين على فالنسيا بنتيجة 3-2 في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء الأحد ضمن لقاءات الجولة الثالثة للدوري الأسباني .
أحرز ميسي ثلاثية برشلونة "هاتريك " في الدقائق 11و39 و41 ،ورد بوستيجا بثنائية لفالنسيا في الدقيقتين 45 و45+3.
الفوز رفع رصيد برشلونة إلى 9 بعدما نجح في إنهاء سلسلة تعادلاته في المستايا على مدار المواسم الثلاثة السابقة ،بينما توقف رصيد فالنسيا عند 3 نقاط.
بدأ برشلونة اللقاء بقوة ونجح في إحراز 3 أهداف وسط شلل تام لكل خطوط فالنسيا ،لكن أصحاب الأرض ثاروا لكبريائهم مع نهاية الشوط الأول وسجلوا هدفين بعد تحول أداءهم 180 درجة وبشكل غريب .
تقاسم الفريقان الشوط الثاني وحاول فالنسيا إدراك التعادل لكن دون جدوى رغم الفرص التي أتيحت لهم ،في وقت أهدر فيه ميسي ورفاقه عدة فرص مؤكدة كانت كفيلة بزيادة الفارق.
إعتمد دجوكيتش مدرب فالنسيا على طريقة 4-2-3-1 ،حيث دفع بالرباعي بيريرا وعادل رامي وكوستا وجواردادو في الدفاع ،أمامهم الثنائي ميتشيل وفويجو محوري إرتكاز ،ودفع في الوسط بكاناليس وبانيجا وبابون أمامهم بوستيجا كرأس حربة وحيد.
لعب تاتا بطريقة برشلونة المعهودة 4-3-3 ،حيث أوكل المهام الدفاعية لألفيش وماسكيرانو وبيكيه وألبا ،وفي الوسط فابريجاس وبوسكيتس وإنييستا ،ودفع بالثلاثي نيمار وميسي وبيدرو في الهجوم.
دخل فالنسيا المواجهة بحذر شديد رغم أن المباراة مقامه على ملعبه،ولم يمنع هذا الحذر من وجود الكثير من الأخطاء في دفاع الفريق الذي حاول إفساد خطورة الهجمات الكتالونية بنصب مصيدة التسلل.
برشلونة بدأ اللقاء بهدوء ،لكن سرعان ما إستغل نجومه حالة خفافيش فالنسيا ،وتحرك ميسي ونيمار في العمق بشكل أفضل مما كانا عليه في اللقاء السابق ،ونجحا في تشكيل خطورة واضحة على مرمى دييجو ألفيس حارس مرمى أصحاب الأرض ومن خلفهما فابريجاس وإنييستا.
وضح منذ بداية اللقاء وجود تكليفات واضحة لنيمار بالدخول لوسط الملعب والإختراق من العمق وعدم الإكتفاء بالتحرك فقط في الجناح الأيسر،وكاد أن يفتتح النجم البرازيلي في الدقيقة 8 من إحدى الإختراقات لولا تدخل الدفاع.
في الدقيقة 11 نجح فابريجاس في ضرب مصيدة تسلل فالنسيا بتمريرة لميسي المنطلق في العمق لينجح في المرور من الحارس ألفيس ويضع الكرة في المرمى الخالي رغم محاولات كوستا اللحاق به.
الحال لم يتغير كثيراً عقب الهدف في ظل إستمرار الفكر الدفاعي دجوكيتش ،وإكتفى لاعبوه بالتواجد في منتصف ملعبهم دون وجود أي رغبة في التقدم للهجوم رغم التأخر بهدف،ونجح الدفاع الكتالوني في القضاء على هجمات الخفافيش قبل حتى أن تصل منتصف ملعبهم.
هدأ إيقاع برشلونة بعدما شعر بسهولة المباراة وبدأ نجومه في التعامل مع اللقاء بأقل مجهود خاصة مع الظهور المتواضع للغاية لفالنسيا.
إنتظر فالديس للظهور في الصورة حتى الدقيقة 30 من خلال بعض التسديدات اليائسة ،لكن تبقى الفرصة الأخطر في الدقيقة 37 من إختراق رائع لبابون إثر تمريرة سحرية من بانيجا ،لكن حارس البلوجرانا تألق وأنقذ الموقف.
هجمة بابون أيقظت العملاق الكتالوني من جديد ، وعاد فابريجاس المتألق في الوسط وأهدى هدية جديدة لميسي الذي فتح شارعاً بإسمه في دفاع فالنسيا المترنح ،ليخترق ليو ويسدد الكرة بيمناه على يسار حارس الخفافيش معلناً عن الهدف الثاني في الدقيقة 39.
وفي أول تعاون بين النجمين ميسي ونيمار ، إنطلق النجم البرازيلي في الجبهة اليسرى ومرر الكرة لميسي داخل المنطقة الذي سددها مباشرة في المرمى معلناً عن هدفه الثالث " هاتريك " في الدقيقة 41.
تحول المشهد تماماً ودون أية مقدمات عقب الهدف الثالث،ففي وقت ظن فيه الجميع أن برشلونة سيحقق إنتصاراً تاريخياً ، إنتفض فالنسيا بشكل غريب وكأن الفريق غير كل لاعبيه مرة واحدة لنفاجأ بأداء هجومي على طراز عالي لدرجة يمكن القول معها أننا بدأنا نشاهد مباراة أخرى.
فمع الدقيقة 43 تخلى فالنسيا عن حذره وتراجعه الدفاعي وإنطلق بكل صفوفه للأمام بشكل مفاجئ،وفي الدقيقة 45 إنطلق بيريرا في الجبهة اليمنى وأرسل كرة عرضية قابلها الخطير بوستيجا بضربة خلفية إكتفى فالديس وهي تسكن مرماه معلنة عن الهدف الأول.
لم يتوقف فالنسيا عند هذا الحد وأطلق بانيجا تسديدة قوية حولها الدفاع الكتالوني لركنية ،وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عاد بوستيجا ليتصدر المشهد من جديد بعدما إرتقى فوق الجميع وحول ركنية بانيجا برأسه لمرمى فالديس معلناً عن هدف فالنسيا الثاني ليشعل المواجهة قبل الشوط الثاني .
ساهم هدفي بوستيجا في دخول فالنسيا الشوط الثاني بمعنويات في السماء وشكل مغاير عما كان عليه في ال 40 دقيقة الأولى من اللقاء ،وتحرك بانيجا وبابون بشكل أفضل رغم إختفاء كاناليس ،كما بذل ميتشيل وفويجو مجهوداً كبيراً في وسط الملعب.
التحسن الكبير في أداء فالنسيا لم يمنع برشلونة من مواصلة أداءه المتزن رغم إختفاء شبه تام لنيمار في الشوط الثاني ،وتمكن ميسي وبيدرو من تهديد مرمى الخفافيش في أكثر من مناسبة.
تدخل دجوكيتش وأجرى تغييرين بإشراك الجزائري فيجولي والبرازيلي جوناس بدلا من بانيجا وكاناليس في محاولة لبث دماء جديدة في وسط الفريق، ورد تاتا بتغييرين بإشراك تيو ودوس سانتوس محل بيدرو وفابريجاس.ثم عاد دجوكيتش وأشرك باريخو بدلاً من ميتشيل.
مع إقتراب اللقاء من نهايته هبط أداء فالنسيا من جديد رغم التغييرات ،في وقت واصل فيه برشلونة هجماته ،وأهدر ميسي فرصتين مؤكدتين من صناعة نيمار الذي عاد للظهور قبل النهاية .
ومثلما حدث مع نهاية الشوط الأول كاد أن يتكرر المشهد من جديد ،ففي الدقيقة 86 كاد جوناس أن يفجر الملعب بإحراز التعادل من تسديدة تصدى لها القائم الأيسر لفالديس ،وبعدها بدقيقة أنقذ حارس فالنسيا هدفين من ألبا وميسي في هجمة مزدوجة.
حاول تاتا إستهلاك بعض الوقت فقام بسحب نيمار وأشرك سيرخي روبرتو ،ومرت اللحظات الاخيرة مثيرة حتى أعلن حكم المباراة صافرة النهاية.