الرئيسية / شؤون دولية / تقرير يكشف المؤامرة على «سوريا» ودور النظام وحقائق تكشفها الصحافة الإسرائيلية وسيناريوهات الهجوم
تقرير يكشف المؤامرة على «سوريا» ودور النظام وحقائق تكشفها الصحافة الإسرائيلية وسيناريوهات الهجوم

تقرير يكشف المؤامرة على «سوريا» ودور النظام وحقائق تكشفها الصحافة الإسرائيلية وسيناريوهات الهجوم

30 أغسطس 2013 07:01 صباحا (يمن برس)
يتأكد يوم بعد يوم أن هدف الضربة الأمريكية المرتقبة لسوريا ليس إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, وإنما فقط تجريد هذا البلد العربي المنكوب من قدراته العسكرية, خاصة «الكيماوي» منها, لصالح إسرائيل.

ولعل ما يدعم صحة ما سبق, أن آلاف المدنيين السوريين قتلوا قبل ذلك بصواريخ سكود, وبالبراميل المتفجرة تلقى على بيوتهم من السماء، كما قتلوا إعداماً وذبحا على يد نظام الأسد, ولم يحرك الغرب ساكنا, إلا بعد المجزرة الكيماوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 أغسطس, والتي أسفرت عن مقتل 1400 شخص على الأقل, ووضعت واشنطن والغرب في حرج بالغ, ليس حزنا على الضحايا, وإنما لأن النظام السوري تجاوز فيما يبدو «الخطوط الحمراء», التي رسمت له فيما يتعلق بالتعامل مع مقاتلي المعارضة السورية.

كما أن إسرائيل, التي تدعم هي الأخرى بقاء النظام السوري, الذي طالما حافظ على الهدوء في الجولان السوري المحتل, تخشى أن تقع أسلحة كيماوية في أيدي «متشددين» في سوريا ويتم استخدامها ضدها, ولذا وجدت في مجزرة الغوطة الشرقية فرصة سانحة لتدمير «الكيماوي» السوري أو السيطرة عليه, مع الإبقاء في الوقت ذاته على الأسد.

وأمام ما سبق, لم يكن مستغربا, أن يستبعد معظم المعلقين في إسرائيل قيام سوريا بتوجيه ضربة انتقامية لإسرائيل إذا هاجمها الغرب، مرجحين أن نظام الأسد سيمتص الضربة الأمريكية المحدودة ضده, وسيكتفي بالتنديد وبالخطابات فقط, حفاظا على بقائه.

 وقال معلق الشئون الأمنية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل في 28 أغسطس إن كل شيء متوقع في منطقة الشرق الأوسط وإنها قابلة للاشتعال بسرعة، لكنه استبعد مبادرة سوريا لتوجيه ضربة لإسرائيل ردا على هجوم غربي ضدها، لافتا لعدم وجود مصلحة غربية بسقوط نظام حكم الأسد, خوفا من البدائل.

وأضاف هارئيل أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقلل من احتمالات رد سوري ضد إسرائيل من منطلق وعي الأسد بخطورة ذلك على أهم مسألة بالنسبة له, وهي "استمرار حكمه".

وبدوره, رجح الباحث الإسرائيلي في الشئون الإستراتيجية بوعاز جانور أن تبادر سوريا للاعتداء على الأردن بعد الضربة الأمريكية المرتقبة، لكونه هدفا أكثر سهولة من إسرائيل. كما أكد معلق الشئون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية رون بن يشاي أن الأسد يدرك تماما أن إقحام إسرائيل بالمعركة يعني الحكم على نظامه بالإعدام.

وبدورها, ذكرت قناة «الجزيرة» في تقرير لها في 29 أغسطس أن المهمة التي كلف بها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل هي التخلص من الأسلحة الكيمياوية السورية، بقصف مواقعها، وبتوجيه ضربات «جراحية» لأماكن حساسة تجعل نظام الأسد يخاف على رأسه, فيسرع إلى التوقيع على اتفاق بالتخلص من كل الأسلحة الكيمياوية, ويستمر بعد ذلك في ذبح معارضيه بالسكاكين فقط, فيما تطلب روسيا ثمناً بخساً مقابل التزامها الصمت إزاء الضربة الأمريكية، وقد تنال إيران رفعاً للعقوبات الدولية عليها, مقابل تجميد التخصيب بدرجة معينة.

وحسب تقرير «الجزيرة», فإن واشنطن لا تريد إسقاط الأسد, فهو يشغل «الجهاديين»، ويضعهم في بوتقة واحدة في سوريا, بعيداً عن حلفاء أمريكا، خاصة إسرائيل. وفيما يتعلق بملابسات شن الهجوم الكيمياوي في ريف دمشق، وتوقيته الغريب، رجح تقرير «الجزيرة» أن يكون بشار الأسد قد عارض شن الهجوم، وأن شقيقه الأصغر ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري والمعروف بتهوره ودمويته، هو من ارتكبه, للانتقام من تقدم مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية, معقل آل الأسد وطائفتهم العلوية, في غرب سوريا, بالإضافة إلى عرقلة تقدم الثوار في العاصمة دمشق.

فمعروف أن الغوطة الشرقية بقراها الكثيرة تشكل معقلا لمقاتلي المعارضة يفيض على دمشق وضواحيها بين الحين والحين.

ويبدو أن ضربة «الكيمياوي»استهدفت إبادة عدد كبير من سكان الغوطة, لإجبار الجيش الحر على الخروج منها, وبالتالي تأمين دمشق. ومن جانبها, ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها أيضا في 29 أغسطس أن الضربات الجوية الغربية على سوريا ستستهدف أهدافا للجيش النظامي السوري وأجهزة الاستخبارات، كما قد تطال مواقع رمزية لنظام الأسد، إلا أنها لن تغير موازين القوى في البلاد.

 وأضافت الوكالة أن تلك الضربات ستُشن بواسطة صواريخ توماهوك موضوعة على سفن في البحر المتوسط, أو مقاتلات قاذفات قنابل تحلق خارج المجال الجوي السوري.

 وتهدف هذه الضربات - حسب الوكالة - إلى «معاقبة» نظام الأسد وتوجيه رسالة له، وليس للقضاء على قدراته الجوية أو إعطاء تقدم استراتيجي للمعارضة السورية.

 ونقلت الوكالة عن جيفري وايت من مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله :«إن الأهداف من المتوقع أن تشمل المقار العامة في منطقة دمشق وثكنات الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري، وهما وحدتان مشاركتان بقوة في قصف المناطق المدنية».

 ويعتبر الحرس الجمهوري من أكثر الوحدات تسليحا وتدريبا في سوريا, وهو مكلف خصوصا بالدفاع عن العاصمة دمشق. كما أكد الجنرال الفرنسي فنسان ديبورت المدير السابق للمدرسة الحربية في باريس لوكالة الأنباء الفرنسية أن تلك الضربات ستكون رمزية أكثر منها عسكرية، والهدف منها إعادة الصدقية الغربية من خلال القيام بتحرك ما، وإلا فإن المصداقية الأمريكية برمتها ستُفقد.

 وتابع ديبورت« يجب عدم المبالغة، لأنه إذا ما قتل الأسد أو انهار نظامه، فإننا ذاهبون في اتجاه حمام دم مروع، إلى فوضى على مستوى البلاد، وسيكون ذلك فشلا استراتيجيا، على نحو ما حصل في ليبيا».

 واستطرد«سيتم توجيه ضربة خاطفة على أهداف رمزية: مبان للسلطة، القصر الرئاسي في حال تم التأكد أن الأسد ليس في داخله، وزارة الدفاع، عدد من الأهداف ذات الطابع العسكري، مراكز قيادة وقواعد جوية، لأن الجميع لديه مصلحة في أن يكون ذلك محدودا».

 أما محلل الشئون البحرية في معهد الدراسات الحربية في واشنطن كريستوفر هارمر، فقد رجح أن تصيب صواريخ توماهوك الأمريكية مواقع عسكرية في سوريا تم إخلاؤها قبل أيام عدة، ومراكز قيادة خالية من قادتها, أو مدارج طيران يمكن إصلاحها بسرعة.

وتملك البحرية الأمريكية حاليا زهاء مائتي صاروخ توماهوك محملة على أربع مدمرات في البحر المتوسط، وهو عدد كاف لشن سلسلة غارات بوتيرة متوسطة على أهداف مختلفة، وفق هارمر.

 وأضاف هارمر لوكالة الأنباء الفرنسية أن الضربات لن تصيب سوى «أهداف منتقاة فقط لمعاقبة نظام الأسد»، مشيرا إلى أنها «لن يكون لها سوى القليل من التأثير على مستوى التحديات الإستراتيجية في سوريا».

وكانت قوات الأسد أخلت في 28 أغسطس مقرات قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق من أغلب الأفراد، استعدادا للضربة العسكرية الغربية الوشيكة بقيادة واشنطن.

وذكرت وكالة الأنباء الأوروبية أن نظام الأسد أخلى جزئيا مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين، ومبنى قيادة القوات الجوية، والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة الغربي.

والخلاصة, أن الضربة العسكرية, التي تؤكد تسريبات واردة من العواصم الغربية أنها ستكون محدودة في الزمان والمكان, لا تستهدف إسقاط نظام الأسد, وإنما تدمير »كيماوي سوريا« فقط.
شارك الخبر