نشرت صحيفة "الحياة" في طبعتها السعودية أمس الثلاثاء رسماً كاريكاتيرياً لنموذج سيارة تقودها شريحة من الشباب السعودي تعرف باسم "الدرباوية".
ويحمل الرسم اسم "محتويات سيارة الدرباوي" بريشة الفنان السعودي ناصر خميس.
والدرباوية؛ ظاهرة جديدة على المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، إلا أنها برزت مؤخراً وبدأ الإعلام السعودي بالإشارة إليها، وقد يكون الرسم الكاريكاتيري قريباً من واقع هذه الشريحة التي بدأت تظهر في المجتمع السعودي.
وكتب "علي الجحلي" في صحيفة "الاقتصادية" مطلع العام الجاري إن "الدرباوي" هو شاب يبتعد عن أسرته ويعيش في الغالب مع مجموعة من أقرانه الذين يؤمنون ويسلكون نفس السلوك. هم في الغالب من غير الموظفين وأعمارهم تراوح بين الخامسة عشرة والثلاثين. يتركون مقاعد الدراسة لينضموا إلى "شلة درباوية".
ويؤكد "الجحلي" أن الدرباوية تشبه ظاهرة الهيبيين أو الهبييز التي انتشرت في الولايات المتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كنوع من التمرد والاحتجاج على قيادة الكبار ومظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك في المجتمعات الرأسمالية الغربية.
وبالعودة إلى كاتبنا السعودي يقول إن "الدرباوي" بدأ بممارسة ما يسمى "الهياط" والتعنصر للقبيلة، ثم انتقل تدريجياً ليؤثر على الملابس التي يميزها عدم النظافة والإهمال. لا يهتم الدرباوي بقص شعره، بل يفتخر كلما كان شعره أطول ولفت انتباه الآخرين. ممارسة التفحيط وتدمير ما تبقى من السيارات التي يستخدمونها هي أحد العناصر التي يلاحظها الجميع. يعاني هؤلاء الشعور السلبي تجاه ذواتهم، وهذا يدفعهم -في نظري- لسلوك تلك الممارسات المسيئة لهم ولأسرهم.
ويوضح الكاتب أن المجتمع السعودي يرفض الدرباويين، و"يزيد الطين بلة فيستمرئ هؤلاء سلوكيات جنسية غير سوية، واستخدام المواد المخدرة والممنوعة. هذا التدرج الخطير سببه عدم التعامل مع هذه الحالة الخطيرة في الوقت المناسب سواء من المدرسة أو البيت أو المجتمع. فقدان الإحساس بالأمان الاجتماعي يجعلهم يستخدمون أسماء غريبة ليست مما تعوده المجتمع كمثال على التمرد على قيم المجتمع".
ويقول إن هذه السلوكيات والأفكار تعيد للذاكرة العلاقات المشبوهة عند ممارسي التفحيط و"الدرفت" وغيرها مما تعاون المجتمع على التخلص منه. لكن مشجعي اللعب بالسيارات لا يميلون للتعامل مع الدرباوية. إذاً هذه فئة جديدة لها من الصفات ما يمكن اعتباره أكثر غرابة.
ويضيف "يمكن أن نطلق على هؤلاء هيبيز الخليج، لأنهم ينتشرون في عدة دول ويتنقلون بينها مؤثرين على المراهقين ومساهمين في إضافة مزيد من الإشكالات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية لكل المجتمع. هذه السلوكيات وصلت لمستوى خطير وهي تنذر بأن ثمة مشاكل يمكن أن تتضخم لتصل إلى التأثير في أمن وسلامة الدول التي يعيشون فيها".
ويطالب الكاتب الجهات الأمنية والتربوية والاجتماعية "التعامل" مع هذه الفئة التي ينبذها جميع فئات الشباب لأنهم عرضة لأن يكونوا ضمن من تستهدفهم جماعات الإخلال بأمن الوطن وسبب هذا أنه تنطبق عليهم مواصفات مهمة هي، وفقاً للكاتب:
- الفراغ: فهؤلاء لا ينتمون إلى سلك التعليم ولم يحصلوا على وظائف تسمح لهم بحياة كريمة وشخصية متزنة.
- الحاجة: فأغلب هؤلاء أبناء أسر في المستوى الأدنى من فئات الدخل، وهذا يجعلهم في حاجة مستمرة "لتدبير" ما يحتاجون إليه. إن ارتفاع سقف الحاجات يدفع بالشخص لسلوك طرق أكثر خطراً في سبيل الحصول على ما يريد.
- الرفض: هذه الحالة التي بدأتها الأسرة وضخمتها مكونات المجتمع الأخرى يمكن أن تجعل المرء لا يعبأ بأسلوب الحصول على المال أو نوعية السلوك التي يتبناها ما دام مرفوضاً في الأساس.
- حداثة السن: من أهم مواصفات صغار السن أنهم يميلون إلى تجربة الجديد ويمكن أن يفعلوا ذلك دون التنبه لأثره في حياتهم في المستقبل. هذا يجعلهم عرضة للاستغلال وتدمير حياتهم وحياة الآخرين.
وختم الكاتب قائلاً "يجب أن يكون الجهد المبذول منسقاً بحيث يضمن أن نحمي الدرباوية من المخاطر التي تنتظرهم في عالم مليء بالخطر والمؤامرات والفساد الذي يتجاوز تغيير الشكليات أو عدم العناية بالذات أو اللعب بالسيارات والإحساس الجارف بالفردية والتميز".
ويحمل الرسم اسم "محتويات سيارة الدرباوي" بريشة الفنان السعودي ناصر خميس.
والدرباوية؛ ظاهرة جديدة على المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، إلا أنها برزت مؤخراً وبدأ الإعلام السعودي بالإشارة إليها، وقد يكون الرسم الكاريكاتيري قريباً من واقع هذه الشريحة التي بدأت تظهر في المجتمع السعودي.
وكتب "علي الجحلي" في صحيفة "الاقتصادية" مطلع العام الجاري إن "الدرباوي" هو شاب يبتعد عن أسرته ويعيش في الغالب مع مجموعة من أقرانه الذين يؤمنون ويسلكون نفس السلوك. هم في الغالب من غير الموظفين وأعمارهم تراوح بين الخامسة عشرة والثلاثين. يتركون مقاعد الدراسة لينضموا إلى "شلة درباوية".
ويؤكد "الجحلي" أن الدرباوية تشبه ظاهرة الهيبيين أو الهبييز التي انتشرت في الولايات المتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كنوع من التمرد والاحتجاج على قيادة الكبار ومظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك في المجتمعات الرأسمالية الغربية.
وبالعودة إلى كاتبنا السعودي يقول إن "الدرباوي" بدأ بممارسة ما يسمى "الهياط" والتعنصر للقبيلة، ثم انتقل تدريجياً ليؤثر على الملابس التي يميزها عدم النظافة والإهمال. لا يهتم الدرباوي بقص شعره، بل يفتخر كلما كان شعره أطول ولفت انتباه الآخرين. ممارسة التفحيط وتدمير ما تبقى من السيارات التي يستخدمونها هي أحد العناصر التي يلاحظها الجميع. يعاني هؤلاء الشعور السلبي تجاه ذواتهم، وهذا يدفعهم -في نظري- لسلوك تلك الممارسات المسيئة لهم ولأسرهم.
ويوضح الكاتب أن المجتمع السعودي يرفض الدرباويين، و"يزيد الطين بلة فيستمرئ هؤلاء سلوكيات جنسية غير سوية، واستخدام المواد المخدرة والممنوعة. هذا التدرج الخطير سببه عدم التعامل مع هذه الحالة الخطيرة في الوقت المناسب سواء من المدرسة أو البيت أو المجتمع. فقدان الإحساس بالأمان الاجتماعي يجعلهم يستخدمون أسماء غريبة ليست مما تعوده المجتمع كمثال على التمرد على قيم المجتمع".
ويقول إن هذه السلوكيات والأفكار تعيد للذاكرة العلاقات المشبوهة عند ممارسي التفحيط و"الدرفت" وغيرها مما تعاون المجتمع على التخلص منه. لكن مشجعي اللعب بالسيارات لا يميلون للتعامل مع الدرباوية. إذاً هذه فئة جديدة لها من الصفات ما يمكن اعتباره أكثر غرابة.
ويضيف "يمكن أن نطلق على هؤلاء هيبيز الخليج، لأنهم ينتشرون في عدة دول ويتنقلون بينها مؤثرين على المراهقين ومساهمين في إضافة مزيد من الإشكالات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية لكل المجتمع. هذه السلوكيات وصلت لمستوى خطير وهي تنذر بأن ثمة مشاكل يمكن أن تتضخم لتصل إلى التأثير في أمن وسلامة الدول التي يعيشون فيها".
ويطالب الكاتب الجهات الأمنية والتربوية والاجتماعية "التعامل" مع هذه الفئة التي ينبذها جميع فئات الشباب لأنهم عرضة لأن يكونوا ضمن من تستهدفهم جماعات الإخلال بأمن الوطن وسبب هذا أنه تنطبق عليهم مواصفات مهمة هي، وفقاً للكاتب:
- الفراغ: فهؤلاء لا ينتمون إلى سلك التعليم ولم يحصلوا على وظائف تسمح لهم بحياة كريمة وشخصية متزنة.
- الحاجة: فأغلب هؤلاء أبناء أسر في المستوى الأدنى من فئات الدخل، وهذا يجعلهم في حاجة مستمرة "لتدبير" ما يحتاجون إليه. إن ارتفاع سقف الحاجات يدفع بالشخص لسلوك طرق أكثر خطراً في سبيل الحصول على ما يريد.
- الرفض: هذه الحالة التي بدأتها الأسرة وضخمتها مكونات المجتمع الأخرى يمكن أن تجعل المرء لا يعبأ بأسلوب الحصول على المال أو نوعية السلوك التي يتبناها ما دام مرفوضاً في الأساس.
- حداثة السن: من أهم مواصفات صغار السن أنهم يميلون إلى تجربة الجديد ويمكن أن يفعلوا ذلك دون التنبه لأثره في حياتهم في المستقبل. هذا يجعلهم عرضة للاستغلال وتدمير حياتهم وحياة الآخرين.
وختم الكاتب قائلاً "يجب أن يكون الجهد المبذول منسقاً بحيث يضمن أن نحمي الدرباوية من المخاطر التي تنتظرهم في عالم مليء بالخطر والمؤامرات والفساد الذي يتجاوز تغيير الشكليات أو عدم العناية بالذات أو اللعب بالسيارات والإحساس الجارف بالفردية والتميز".