الرئيسية / تقارير وحوارات / اشتعال المنافسة بين الزبيب "الصيني" واليمني باليمن مع موسم العيد
اشتعال المنافسة بين الزبيب \"الصيني\" واليمني باليمن مع موسم العيد

اشتعال المنافسة بين الزبيب "الصيني" واليمني باليمن مع موسم العيد

12 أغسطس 2013 08:01 صباحا (يمن برس)
ازدهرت خلال عيد الفطر المبارك تجارة المكسرات وعلى رأسها الزبيب، الذي يشهد إقبالا كبيرا خلال عيدي الفطر والأضحى على وجه الخصوص .. مما يكون سببا لرفع أسعاره إلى مستويات أعلى قد تصل إلى الضعف عما هو عليه في الأيام العادية.

ويتسابق اليمنيون خصوصا من سكان العاصمة على شراء الزبيب تحديدا خلال أيام العيد نظرا لقيام كثير من المزارعين بإخراج مخزونهم من هذا المنتج لبيعه خلال هذه الفترة باعتباره موسما مربحا لهم، كما أنهم يقومون بإخراج أفضل ماعندهم من الزبيب.

وأمام الارتفاع الكبير لأسعار الزبيب المحلي مع قدوم العيد لجأ كثير من التجار لاستيراد الزبيب الصيني، ما أحدث نوعا من المنافسة مع المنتج المحلي، وكسر أسعار المنتج المحلي المرتفع وذو الجودة العالية.

ورغم الشكل الجذاب الذي يبدو عليه الزبيب الصيني، إلا أن كثيرا من الأسر اليمنية ترفض الإقبال عليه، وترى أن تقديم الزبيب الصيني لضيوف العيد الذين غالبا مايكونون من الأقارب والأعزاء نوعا من "العيب" .. ويرون فيه انتقاصا من حق الضيف الزائر.

هذا مالمسناه من خلال لقاءاتنا ببائعي الزبيب والمكسرات، الذين غالبا ما ينصبون لهم أماكن جديدة في أماكن عامة ومفتوحة لبيع مكسرات العيد تستمر لأيام وتنتهي مع ثاني أيام عيد الفطر المبارك.

منافس
يقول علي يحيى الشيخ – بائع زبيب في باب اليمن : "الحمد لله أنا آتي من المحويت إلى صنعاء من 10 رمضان وأبيع الزبيب، كما ترى والحمد لله أحصل مصروفي".

ويضيف مجيبا على تساؤل حول مدى الإقبال على الزبيب المحلي والزبيب الصيني "الزبيب المحلي أكيد الإقبال عليه أكثر من الصيني، لكن الصيني أيضا بينافس واحنا نحصل فيه أرباح أكثر".

مستطرداً: "أنا بالنسبة لي ما استصيغ الزبيب الصيني .. فيه طعم أشبه بالربل، والشيء الثاني عيب أني أقدم للضيوف زبيباً صينياً".

وعندما سألناه لماذا قال: "الناس يعرفون أن الزبيب الصيني أي كلام، وجودته لاتقارنها بجودة اليمني .. اليمني طعم ونكهة وفائدته أكثر".

ويضيف: " نحن كبائعين للزبيب نخلي الصيني هو البارز لأن شكله جذاب ومغري، لكن الزبيب اليمني الجيد نقدمه بشكل خاص للزبائن الذين هم مستعدون يدفعون ثمنه".

ويواصل: أسعار الزبيب اليمني الجيدة من 2000 ريال للكيلو والبعض بـ3000 آلاف، أما الصيني فأعلى سعر للنوع الجيد نبيعه بـ1300 ريال.

عيطرحوه
"العيب" من تقديم الزبيب الصيني في أوساط المجتمع اليمني خصوصا في صنعاء لايقتصر على بائع الزبيب علي يحيى الشيخ، فأم باسل – إحدى المتسوقات التي كانت تقف إلى جانبنا أثناء الحديث – تقول: "الزبيب الصيني بصراحة جيد، لكن إحنا ما نشتي إلا يمني لأننا نستحي أن نقدم للضيوف زبيباً صينيأً".

وعن سؤال حول اعتبار تقديم الزبيب الصيني عيبا تضيف أم باسل "لا موش عيب، لكن عندنا ضيوف، يجوا عزيزين علينا .. بالله عليك نقدم لهم زبيباً صينياً .. عيطرحوه والله مايرضوش يأكلوه".

وتستطرد: "والله مابش فرق بين الصيني واليمني، وأنا أفضل الصيني على اليمني، لكن ما نفعل .. عندنا مايعجبهم إلا الغالي".

وعن جودة الزبيب اليمني تقول أم باسل: " صحيح أن الزبيب اليمني أجود حسب ما يقولون – لكن أنا أشوف أن الزبيب الصيني بالنسبة لي مخارج أكثر، رغم أن أسرتنا ما تشتريش إلا بلدي".

ليست وحدها أم باسل، من ترى أن تقديم الزبيب الصيني لضيوف العيد "عيبا"، فكثير من الأسر الصنعانية تتحدث بأن تقديم الزبيب الصيني لايليق بالضيوف القادمين للعيد.

فمحمد العمقي – مدرس – يقول: إن العيد يتكرر مرتين في السنة، وما فيش مشكلة أنك تزود خمسة أو ستة آلاف كي تشتري زبيباً محلياً وتقدمه للضيوف.

لكن العمقي يرى أن الزبيب الصيني كسر جنون أسعار الزبيب المحلي .. مشيرا إلى أن الزبيب الصيني حافظ على أسعار الزبيب عند مستواها منذ خمس سنوات.

مضيفا: "كنا نشتري الزبيب الممتاز بـ2500 واليوم ارتفع إلى 3000 آلاف أي أن الفارق بسيط وليس مرتفعاً".

عشرات السنين
ويعد الزبيب وإلى جانبه بعض المكسرات من الهدايا التي تقدم للضيوف في العيد، وهي عادة سنوية اعتاد أبناء صنعاء على تقديمها منذ عشرات السنين – بحسب الوالد – علي جار الله من سكان مدينة الروضة – حيث يؤكد أنهم في صنعاء اعتادوا على تقديم الزبيب كهدية عيدية للزائرين، وأنه يعرف نفسه منذ 70 سنة وهم يقدمون الزبيب للضيوف.

ويرى جار الله أن عادة "جعالة العيد" في صنعاء أصبحت مكلفة، وتكلف الأسر مبالغاً باهظة لا تستطيع الأسر الفقيرة دفعها.

وأضاف: "كنا لانحتاج لكل هذه المطالب قبل عشرين سنة، لكن اليوم أصبحت الأسر تتفاخر في العيد بالجعالة، واللي ما فيش معاه جعالة يعتبروه بخيلاً أو يقولون إنه فقير".

وننوه هنا إلى أن وزارة الزراعة أكدت في أعوام سابقة أن الزبيب الصيني المنتشر في الأسواق اليمنية يدخل اليمن عبر التهريب وليس بصفة رسمية.وقالت إنها تمنع دخول " الزبيب المستورد " صيني أو إيراني وغيرها من الأنواع حماية للمنتج اليمني، مشيرة إلى أنها تواصلت مع مكاتبها القريبة من المنافذ بهذا الخصوص وأنهم أكدوا عدم سماحهم لأي زبيب صيني للدخول إلى اليمن.
شارك الخبر