شهدت ساحة التغيير الأسبوع قبل الماضي العديد من الأحداث البارزة والمثيرة للجدل لعل من أبرزها ما حدث يوم الثلاثاء من اعتداء على شباب من الساحة ينتمون لأحد الائتلافات والتكوينات الفاعلة داخل الساحة.
الاعتداء بحسب رواية العديد من الشهود والإخوان الذين تم الاعتداء عليهم أنه جاء على خلفية احتجاج الشباب على الصمت والتعتيم من قبل تنظيمية الاعتصام والمنصة على كل ما يدور خارج الساحة وعلى طبيعة المواقف التي يجب الإعلان عنها بشأن التدخلات الخارجية في مصير اليمن وشباب الثورة اليمنية وخصوصاً بعد التغاضي على الاعتداء المتواصل والمستمر على ثوار محافظة تعز الأمر الذي أثار الشباب واستنهضهم للتعبير عن آرائهم بطريقة سلمية وحضارية.
ويضيف الشباب أنهم قرروا أن يقفوا وقفة احتجاجية أمام المنصة بسبب الاعتداء الذي تعرضوا له في مسيرة الثلاثاء.
محمد حيدرة – منسق شباب الصمود تحدث في اجتماع ضم قيادة الشباب المستقلين داخل الساحة من ضمنهم شباب تنوع والعديد من الكيانات المستقلة الذين سبق وأن تعرضوا للمضايقات والاعتداءات من قبل بعض الأشخاص في لجنة النظام حيث قال: "عندما وقفنا أمام المنصة اعترضنا من كانوا واقفين عليها بعدها شهدنا خروج مجاميع منظمة من المنصة وقام بعضهم بكسر جزء من الشِباك المحيط بالمنصة وكانوا يحملون "صُمّل وحديد وعصي كهربائية" وكانوا يصيحون بالحرف الواحد "اضربوا كل من يفتح فمه" بعدها تم سحبنا إلى الزنزانة وفي الطريق اعتدي علينا باللكم والركض في البطن والرأس والوجه والظهر، كما تم ضرب أحد الأشخاص داخل الزنزانة وتم دسعه بالأقدام ومن ضمنهم أحد المصورين الذين كانوا يقومون بتوثيق الوقفة الاحتجاجية.
أما داخل الزنزانة فقد رفض الشباب أن يتم التحقيق معهم وكانوا يقولون "من أنتم حتى تحققوا معنا" ففوجئنا بدخول الأخ/ نبيل الجرباني بطريقة غريبة وهمجية وأثناء حوار الشباب معه كان من ضمن ما قاله "لن أخرج من هنا هذا بيتي".
الجدير بالذكر أن الاعتداءات على الشباب المعتصمين من قبل لجنة النظام ازدادت في الآونة الأخيرة، ففي الأسبوع الماضي تم الاعتداء على أحد الزميل المصور فراص شمسان حينما كان يقوم بتصوير مسيرة صامتة تندد بانتهاكات اللجنة الأمنية ضد المعتصمين ويقول فراس بأنه كان يقوم بالتصوير من فوق منصة التصوير أمام بوابة المستشفى الميداني فلحقه ثلاثة أشخاص وبدؤوا بمنعه من التصوير وحاول أحدهم الاعتداء عليه بالضرب والشتم ويؤكد فراس بأن هناك تصوير فيديو يثبت هذه الواقعة، وتلا ذلك الاعتداء اعتداء آخر يوم الأحد أثناء عودته من شارع الستين بجوار جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع البنات حين وصل في مؤخرة المسيرة النسائية التي كان يقوم بتصويرها والتي خرجت في إطار شباب حسم الثورة وكان يقوم بتصوير أحد الأشخاص من اللجنة الأمنية عند الحاجز حينما قام بالاعتداء على النساء الواصلات من المسيرة بسبب عدم خضوعهن للتفتيش والسبب كان تعمد اللجنة الأمنية وضع مرأة واحدة فقط للتفتيش بالرغم من معرفتهم بخروج المسيرة النسائية الهائلة، وأثناء تصوير الواقعة قام أحد الشباب التابعين للجنة الأمنية بمهاجمته هو ومجموعة من الناس وبحسب قول فراص أنهم حاولوا ضربه وبعضهم قام بكسر كيمرته الخاصة به وأحدهم أرد سلب تلفونه عوضاً على جنود الفرقة الذين قدموا لاقتياده إلى الفرقة الأولى مدرع حينما سمعوا شباب اللجنة الأمنية وهم يصيحون "بلطجي" إلا أن أحد زملاء فراص ويدعى عدنان الكبسي قام بالدفاع عنه أمام الجميع الأمر الذي أدى إلى إصابته بطعنات في يده، ويرى البعض أن هذه التصرفات من قبل لجنة النظام إنما تنم عن سياسة أشبه بسياسة التطفيش في خطوة أولى لبدء إخلاء الساحات من المعتصمين وخصوصاً المستقلون منهم.
وسرعان ما تتوالى الأحداث يوماً بعد آخر ويؤثر كلٌ منها على الآخر فحول ما حدث عند المنصة من أحداث واعتاداءات سبق توضيحها تم توسيع المنصة وبناء سور من البلك والأسمنت بدلاً من الشباك الحديدي المحيط بها وقد أخذ ها شكل نصف الدائرة دُعّم من الداخل بالحديد الصلب من أجل إمكانية الوقوف عليه ليُتاح للجميع إمكانية مشاهدة من على المنصة من جميع الجوانب وسواء جاءت هذه الخطوة – تحديث المنصة وتدعيمها – من أجل حمايتها أكثر وحماية القائمين عليها أو جاءت من أجل إظهارها بمظهر أفضل بما يتيح بإقامة فعاليات أوسع عليها – كتسجيل البرامج التلفزيونية – إلا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع إذا ما قرناها بخطوات التصعيد التي بادر بها الشباب دون انتظار أوامر المنصة أو اللجنة التنظيمية والتي كان آخرها خروج المسيرات الشبه يومية المطالبة بتشكيل المجلس الانتقالي والمؤكدة على رفض الوصاية الأمريكية والسعودية على الثورة اليمنية.
أما على خلفية أحداث الاعتداءات على عدد من الشباب الثوار المستقلين والذي سبق الحديث عنه فقد قامت اللجنة التنظيمية بخطوة أعادت الاعتبار لهؤلاء الثوار حيث قامت بتغيير رئيس اللجنة الأمنية نبيل الجرباني الأمر الذي أدى إلى تهدئة الثوار وإيقاف ثورة أخرى داخل الساحة كانت ستتحمل نتائجها اللجنة التنظيمية ساعدها في ذلك الإفراج على عشرات المعتقلين والذين كانت قد اعتقلتهم الفرقة الأولى مدرع بحجة أنهم مندسون وأفراد من الأمن القومي – بحسب البلاغات التي كانت تتلقاها الفرقة من اللجنة الأمنية – إلا أنه في واقع الحال لم يكن ذلك صحيحاً فبحسب مصادر مطلعة في الفرقة الأولى مدرع ونتائج التحقيقات أن أفراداً من اللجنة الأمنية كانوا يشعرون بأن وجود مثل هؤلاء الثوار داخل الساحة سيذكون الروح الثورية لدى الشباب وهو ما لا تريده تنظيمية الاعتصام ولعل الدليل على ذلك هو ميلاد عهد جديد للثورة الشبابية الذي بدأ بميلاد ما يعرف بـ(شباب حسم الثورة).
* نقلاً عن السفير برس