تداولت الكثير من وسائل الإعلام موضوع الطفلة كسا والتي ظهرت في منطقة النشمة بتعز كمعالجة بالأعشاب، حيث يتوافد إليها الناس للعلاج بكثافة، وقد أثارت جدلاً واسعاً بعد أن أصبحت قبلة للكثير من المرضى .
وكثرت حولها الشائعات التي تتحدث عن استعانتها بالجن، وعن زيارات لكبار المسئولين إليها بغرض العلاج، ولتسليط الضوء على موضوع هذه الطفلة كان للجمهورية زيارة مضنية وشاقة إلى منطقة العدوف التابعة لمديرية المعافر بالنشمة، والالتقاء بها ووالدها وعدد من أفراد أسرتها وعدد من المرضى المترددين عليها..
نافذة صغيرة
رأيتها تستقبل المرضى من خلال نافذة صغيرة في منزلها بقرية العارضة بالنشمة وتستمع إلى شكواهم، ولا تتكلم كثيراً بل تمد يدها إلى أكياس صغيرة خلفها مليئة بأعشاب تقوم بإعطائها للمريض وتحيله في ثوان معدودة إلى أحد أقربائها لتقرير العلاج وشرح طريقة استخدام هذه الأعشاب.
بصعوبة بالغة استطاع عمها إقناعها بالحديث فخرجت على استحياء وخجل إلى حوش المنزل لتتحدث بكلمات بسيطة عن أحوالها، وقد سألتها سؤالا بسيطا عن اسمها وعمرها فأجابت: اسمي السيدة كسا محمد سعيد بجاش صالح، وعمري عشر سنوات، وأضافت: قبل ثلاث سنوات كنت أتجول مع أبي وإخواني في الوادي وألاحظ وجود أنواع من الأعشاب وكنت أقول لهم هذا العشب ينفع لعلاج مرض كذا وكذا ويقومون بتجريب هذا العشب وبإذن الله ينفع في العلاج.
وعندما كررت سؤالي لها عن كيفية تعلمها فوائد هذه الأعشاب قالت: جاءني نبأ من الله سبحانه وتعالى وسكتت!!.
>> هل هناك سبب لنقل مكان إقامتك وعملك من وادي محجر إلى قرية العارضة؟
- نعم كان هناك مشاكل ومضايقات، كان هناك ناس يضايقوننا ويعتدون علينا يريدون أن نعطيهم أموالا ويقومون بمضايقة الأمراض المساكين ويطلبون منهم مبالغ كبيرة بدون وجه حق ويعتدون على من لا يعطيهم فلوسا واعتدوا على أبي وإخواني أكثر من مرة.
>> سمعنا أن المحافظ شوقي هائل زارك ووجه بتوفير الحماية الأمنية لك، هل هذا النبأ صحيح؟
- لا لم يزرنا مطلقاً هذه إشاعات.
>> هل توجهين رسالة إلى المحافظ والناس الزائرين؟
- أطلب التعاون منهم وتوفير الحماية للمنطقة فهناك أشخاص يقطعون طريق المرضى ويستغلونهم ولم نلاق أي حماية من الجهات الأمنية.
>> هل تحلمين باللعب في الحديقة كالأطفال الآخرين؟
- أوه أحب أن أعيش هذه الحياة.
>> هل تدرسين؟
- لا كنت في الصف الثاني ومع المشاكل والأمراض بطلت.
>> هل تنوين مواصلة الدراسة في المستقبل؟
- أيوه.
تلعب وتضحك
وبعد هذه الإجابات المقتضبة من الطفلة كسا، والتي كانت تشعر بالخجل من أسئلتي ولا تجيب إلا على قدر يسير منها؛ التقينا بالأخ محمد سعيد أب الطفلة أو السيدة كسا والذي يعاني من إصابات وجروح في الصدر والكتفين نتيجة اعتداء بعض البلاطجة عليه هو وأسرته في الخط الرئيس المؤدي إلى قرية العارضة التي تسكن فيها ابنته، وقد قال لنا: بعد أن ذاع خبر ابنته فإذا بالناس من الجيران يتوافدون عليها ويطلبون تجريب هذه الأعشاب وفعلا جربوها (وبعضهم) استفاد، وبعض الأعشاب موجودة في الوديان والبعض الآخر أشتريه من بسوق الشنيني بتعز كـ”عود السوس، وعود القصب والعلب وغيرها”.
>> لماذا تكثر الشائعات حولكم؟
- لا أعلم وللأسف هناك بعض الصحفيين قاموا قبل فترة بأخذ صورتي من قناة السعيدة ودبلجوها؛ وادعوا أنهم يقابلوني وجها لوجه في مناظرة تلفزيونية وهذا لم يحدث أبدا ولا أدري لماذا بعض الصحفيين لا يحترمون مهنتهم ويقومون بنشر الأكاذيب.
>> هل تعتقد أن العمل الذي تعمل فيه الطفلة كسا لم يقتل طفولتها؟
- هناك أوقات كالخميس والجمعة تلعب وتضحك مع الأولاد، وفي وقت عملها ترفض الخروج لأي مكان وتنهمك في علاج المرضى.
>> لماذا تم حرمانها من حقها في التعليم كباقي الأطفال؟
- حاولنا جعلها تدرس لكنها رفضت الدراسة وسأحاول تسجيلها مرة أخرى في قريتنا بإذن الله
>> هل تعتقد بجدوى الأعشاب التي تقدمها كسا للناس؟
تقطع
الأخ وديع سعيد بجاش عم الطفلة كسا تحدث عن أهم المشاكل التي تعانيها الأسرة بقوله: نعاني من وجود مجموعة من البلاطجة يقعدون على أطراف الطريق ويقومون بالتقطع على المرضى وعلينا أيضاً، وقبل فترة قاموا بتصويب والد السيدة الوالد محمد سعيد واطلاق النار عليه وإصابته و الجهات الأمنية لم تقم بأي شيء لحمايته أو القبض على الجناة، وابلغنا الجهات المختصة لكن دون جدوى وقد تم انتقالنا من منطقة وادي محجر إلى هذه المنطقة (العارضة) بسبب البلاطجة الذين التقينا معهم أيضاً قبل أيام وقاموا بتكويني أنا واخي وحاولوا أن يفرضوا القوة علينا ويبتزوا الأمراض ويأخذوا منهم أموالا دون وجه حق.
تساؤل أخير
مهيوب الهتار من أبناء محافظة إب و مغترب في المملكة العربية السعودية رأيناه في منزل الطفلة كسا بغرض العلاج وسألناه عن أهم الملاحظات التي لاحظها في هذه المنطقة النائية فأجاب بقوله: أولاً لاحظنا أن الطريق سيئة وهذه البنت أزورها لأول مرة بعد أن سمعت عن قدرتها في علاج الأمراض وسمعتها هي التي جلبت الناس ومن المفترض أن تكون منطقة العدوف قرية العارضة بالنشمة منطقة سياحية ويفتحوا المجال أمام المستثمرين للاستثمار في هذه المنطقة حتى تستفيد البلاد من الزوار القادمين إليها والمفروض أن مدير الناحية يوفر الحماية لهذه البنت ويؤمّن الخط.
>> كيف رأيت علاج الطفلة كسا؟
- والله لا أعلم فأنا لم أجرب العلاج وهذه زيارتي الأولى لها لكن الناس يقولون عليها كلاما طيبا وأتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحا.
وفي ختام هذا الاستطلاع يبقى السؤل: ما مدى حقيقة استفادة الناس من الطب الشعبي وهل اتجاههم إلى هذا النوع من العلاج بسبب حالة القصور القصوى التي يعيشها قطاع الصحة في اليمن؛ وانعدام أدنى الخدمات الصحية التي يحتاجها المرضى ليبحثوا عن أي بارقة أمل تشفي أسقامهم!؟ وهل يا ترى هذا النوع من العلاج سيحقق آمالهم، أم أن الأمل الوحيد أمامهم هو التوجه للخارج..؟!!.
*المصدر : صحيفة الجمهورية
وكثرت حولها الشائعات التي تتحدث عن استعانتها بالجن، وعن زيارات لكبار المسئولين إليها بغرض العلاج، ولتسليط الضوء على موضوع هذه الطفلة كان للجمهورية زيارة مضنية وشاقة إلى منطقة العدوف التابعة لمديرية المعافر بالنشمة، والالتقاء بها ووالدها وعدد من أفراد أسرتها وعدد من المرضى المترددين عليها..
نافذة صغيرة
رأيتها تستقبل المرضى من خلال نافذة صغيرة في منزلها بقرية العارضة بالنشمة وتستمع إلى شكواهم، ولا تتكلم كثيراً بل تمد يدها إلى أكياس صغيرة خلفها مليئة بأعشاب تقوم بإعطائها للمريض وتحيله في ثوان معدودة إلى أحد أقربائها لتقرير العلاج وشرح طريقة استخدام هذه الأعشاب.
بصعوبة بالغة استطاع عمها إقناعها بالحديث فخرجت على استحياء وخجل إلى حوش المنزل لتتحدث بكلمات بسيطة عن أحوالها، وقد سألتها سؤالا بسيطا عن اسمها وعمرها فأجابت: اسمي السيدة كسا محمد سعيد بجاش صالح، وعمري عشر سنوات، وأضافت: قبل ثلاث سنوات كنت أتجول مع أبي وإخواني في الوادي وألاحظ وجود أنواع من الأعشاب وكنت أقول لهم هذا العشب ينفع لعلاج مرض كذا وكذا ويقومون بتجريب هذا العشب وبإذن الله ينفع في العلاج.
وعندما كررت سؤالي لها عن كيفية تعلمها فوائد هذه الأعشاب قالت: جاءني نبأ من الله سبحانه وتعالى وسكتت!!.
>> هل هناك سبب لنقل مكان إقامتك وعملك من وادي محجر إلى قرية العارضة؟
- نعم كان هناك مشاكل ومضايقات، كان هناك ناس يضايقوننا ويعتدون علينا يريدون أن نعطيهم أموالا ويقومون بمضايقة الأمراض المساكين ويطلبون منهم مبالغ كبيرة بدون وجه حق ويعتدون على من لا يعطيهم فلوسا واعتدوا على أبي وإخواني أكثر من مرة.
>> سمعنا أن المحافظ شوقي هائل زارك ووجه بتوفير الحماية الأمنية لك، هل هذا النبأ صحيح؟
- لا لم يزرنا مطلقاً هذه إشاعات.
>> هل توجهين رسالة إلى المحافظ والناس الزائرين؟
- أطلب التعاون منهم وتوفير الحماية للمنطقة فهناك أشخاص يقطعون طريق المرضى ويستغلونهم ولم نلاق أي حماية من الجهات الأمنية.
>> هل تحلمين باللعب في الحديقة كالأطفال الآخرين؟
- أوه أحب أن أعيش هذه الحياة.
>> هل تدرسين؟
- لا كنت في الصف الثاني ومع المشاكل والأمراض بطلت.
>> هل تنوين مواصلة الدراسة في المستقبل؟
- أيوه.
تلعب وتضحك
وبعد هذه الإجابات المقتضبة من الطفلة كسا، والتي كانت تشعر بالخجل من أسئلتي ولا تجيب إلا على قدر يسير منها؛ التقينا بالأخ محمد سعيد أب الطفلة أو السيدة كسا والذي يعاني من إصابات وجروح في الصدر والكتفين نتيجة اعتداء بعض البلاطجة عليه هو وأسرته في الخط الرئيس المؤدي إلى قرية العارضة التي تسكن فيها ابنته، وقد قال لنا: بعد أن ذاع خبر ابنته فإذا بالناس من الجيران يتوافدون عليها ويطلبون تجريب هذه الأعشاب وفعلا جربوها (وبعضهم) استفاد، وبعض الأعشاب موجودة في الوديان والبعض الآخر أشتريه من بسوق الشنيني بتعز كـ”عود السوس، وعود القصب والعلب وغيرها”.
>> لماذا تكثر الشائعات حولكم؟
- لا أعلم وللأسف هناك بعض الصحفيين قاموا قبل فترة بأخذ صورتي من قناة السعيدة ودبلجوها؛ وادعوا أنهم يقابلوني وجها لوجه في مناظرة تلفزيونية وهذا لم يحدث أبدا ولا أدري لماذا بعض الصحفيين لا يحترمون مهنتهم ويقومون بنشر الأكاذيب.
>> هل تعتقد أن العمل الذي تعمل فيه الطفلة كسا لم يقتل طفولتها؟
- هناك أوقات كالخميس والجمعة تلعب وتضحك مع الأولاد، وفي وقت عملها ترفض الخروج لأي مكان وتنهمك في علاج المرضى.
>> لماذا تم حرمانها من حقها في التعليم كباقي الأطفال؟
- حاولنا جعلها تدرس لكنها رفضت الدراسة وسأحاول تسجيلها مرة أخرى في قريتنا بإذن الله
>> هل تعتقد بجدوى الأعشاب التي تقدمها كسا للناس؟
تقطع
الأخ وديع سعيد بجاش عم الطفلة كسا تحدث عن أهم المشاكل التي تعانيها الأسرة بقوله: نعاني من وجود مجموعة من البلاطجة يقعدون على أطراف الطريق ويقومون بالتقطع على المرضى وعلينا أيضاً، وقبل فترة قاموا بتصويب والد السيدة الوالد محمد سعيد واطلاق النار عليه وإصابته و الجهات الأمنية لم تقم بأي شيء لحمايته أو القبض على الجناة، وابلغنا الجهات المختصة لكن دون جدوى وقد تم انتقالنا من منطقة وادي محجر إلى هذه المنطقة (العارضة) بسبب البلاطجة الذين التقينا معهم أيضاً قبل أيام وقاموا بتكويني أنا واخي وحاولوا أن يفرضوا القوة علينا ويبتزوا الأمراض ويأخذوا منهم أموالا دون وجه حق.
تساؤل أخير
مهيوب الهتار من أبناء محافظة إب و مغترب في المملكة العربية السعودية رأيناه في منزل الطفلة كسا بغرض العلاج وسألناه عن أهم الملاحظات التي لاحظها في هذه المنطقة النائية فأجاب بقوله: أولاً لاحظنا أن الطريق سيئة وهذه البنت أزورها لأول مرة بعد أن سمعت عن قدرتها في علاج الأمراض وسمعتها هي التي جلبت الناس ومن المفترض أن تكون منطقة العدوف قرية العارضة بالنشمة منطقة سياحية ويفتحوا المجال أمام المستثمرين للاستثمار في هذه المنطقة حتى تستفيد البلاد من الزوار القادمين إليها والمفروض أن مدير الناحية يوفر الحماية لهذه البنت ويؤمّن الخط.
>> كيف رأيت علاج الطفلة كسا؟
- والله لا أعلم فأنا لم أجرب العلاج وهذه زيارتي الأولى لها لكن الناس يقولون عليها كلاما طيبا وأتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحا.
وفي ختام هذا الاستطلاع يبقى السؤل: ما مدى حقيقة استفادة الناس من الطب الشعبي وهل اتجاههم إلى هذا النوع من العلاج بسبب حالة القصور القصوى التي يعيشها قطاع الصحة في اليمن؛ وانعدام أدنى الخدمات الصحية التي يحتاجها المرضى ليبحثوا عن أي بارقة أمل تشفي أسقامهم!؟ وهل يا ترى هذا النوع من العلاج سيحقق آمالهم، أم أن الأمل الوحيد أمامهم هو التوجه للخارج..؟!!.
*المصدر : صحيفة الجمهورية