نشرت قناة الجزيرة تفاصيل عن اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي قوات خاصة أميركية عام 2011، والتي جاءت في تقرير خاص أعدته لجنة تحقيق بتكليف حكومي.
وبدأت قصة الاغتيال عند الساعة 11:10 ليلا عندما انطلقت أربع طائرات شبح من طراز بلاك هوك وتشينوكس من قاعدة أميركية في مدينة جلال آباد الأفغانية، لتصل إلى مجمع أبت آباد حيث يقيم بن لادن بعد منتصف الليل بربع ساعة أو نصفها.
ومن فوق المجمع، نزل جنود على الأحبال المتدلية من الطائرة، بعضهم اتجه نحو مباني المجمع، والآخرون شكلوا طوقا عليه لمنع السكان من الوصول إليه.
وبمجرد أن أنزلت جنودها، حصل خلل فني لدى إحدى طائرات البلاك هوك أو أنها واجهت ظروفا من الرياح غير المتوقعة أو ظروفا حرارية، فتحطمت فوق المجمع في حدود الساعة 12:40 بعد منتصف الليل.
في المقابل، كان بن لادن وزوجته اليمنية أمل عبدالفتاح السادة في الدور الثاني عندما سمعا صوتاً اعتقدا في بادئ الأمر أنه عاصفة، فتوجها إلى شرفة المنزل ليتحققا مما يجري، ولكن الأول من مايو/أيار 2011 لم يكن قمريا، فكان حالك الظلمة.
وحاولت أمل السادة -وهي زوجته الثالثة- الوصول إلى مفتاح الضوء، غير أن زوجها قال لها «لا»، واستدعى ابنه خالد في غرفته بالدور الأول، وذهبت السداح للاطمئنان على أطفالها الخمسة، ولما عادت إلى بن لادن وجدته مع ابنتيه مريم (21 عاما) وسمية (20 عاما) يقرؤون القرآن ويتلون الشهادة.
وهنا، أبلغ بن لادن أسرته بأن طائرات أميركية وصلت وأن عليهن مغادرة غرفته في الحال.
بداية بالملحق
أما الأميركيون فبدؤوا بملحق المبنى حيث كان يرقد إبراهيم الكويتي -وهو حارس شخصي باكستاني- وزوجته مريم وأطفاله الثلاثة، وقد استيقظوا على الصوت. وبينما كان يحاول تهدئة أبنائه، تلقى مكالمة هاتفية توقع أن يكون شقيقه أبرار الذي يعمل أيضا حارسا لبن لادن.
وفي هذه الأثناء سمع طرقا على الباب، فسأل: هل أنت أبرار؟ ولكن رصاصة أتته في الحال من النافذة فخر صريعا، وتلقت زوجته رصاصة أخرى في كفها الأيمن، وسمعت أصوات الجنود وهم يقولون لها «افتحي الباب».
وفي المبنى الرئيسي رفض بعض أفراد عائلة مغادرة بن لادن، وذهبت ابنته مريم للتحقق مما يحصل في الخارج، وتمكن بن لادن من الوصول إلى سلاحه، وعندها سمع دوي انفجار، وهو غالبا ما كان تحطم الطائرة.
وقد سمع أفراد بن لادن خطى الجنود على أسطح المنزل، ورأت أمل السادة أحدهم وهو يوجه سلاحه الليزر نحو بن لادن، فرمت بنفسها على الجندي فأطلق النار على ركبتها.
وتتذكر السادة ما سمعته من الجنود وهم يسألون سمية ومريم عن اسم الرجل الذي قتلوه توا (بن لادن)، وقالت إنه أصيب في جبينه، وكان وجهه خالياً من أي دم ويمكن التعرف عليه.
ووفقا لتقرير اللجنة، فإن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية انتهت عند الساعة 1:06 ليلا بعدما استغرقت قرابة 36 دقيقة، وغادرت الطائرات بعد تدمير الطائرة التي أصيبت بالخلل الفني.
«فشل ذريع»
وعن الرد الأمني والعسكري الباكستاني على الغارة الأميركية، وصفه التقرير بأنه يرتقي إلى «الفشل الجماعي»، ليس لأن أجواء البلاد اخترقت دون علم الجيش الباكستاني وحسب، بل لما وصفه «بالتقاعس الخطير عن أداء الواجب» من جانب مؤسسة السلم الأهلي الخاصة بالإدارات الشرطية والمدنية.
فقد وصل المسؤول الأمني في منطقة أبت آباد نزار محمد لدى مغادرة الطائرات الأميركية إلى المنطقة، رغم أن الجيش تلقى معلومات عن الغارة عند الساعة 12:40 بعد منتصف الليل، أي عندما كان الأميركيون يجولون في مجمع بن لادن.
ولم يتلق رئيس هيئة الأركان الباكستانية أشفق كياني اتصالاً توضيحياً من الجانب الأميركي إلا عند الساعة الخامسة صباحاً، وكان الرئيس آصف علي زرداري آخر من علم بهذه القصة.
«عدوان أميركي على باكستان»
إلى ذلك، اعتبر التقرير أن القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية لاعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الأراضي الباكستانية، «عدوان أميركي» على سيادة باكستان.
جاء ذلك حسب قناة الجزيرة في تقرير لجنة أبت آباد التي حققت في ظروف الغارة الأميركية بتكليف حكومي، وكيف عاش بن لادن سرا على مدى تسع سنوات في بلدة أبت آباد الباكستانية دون أن يتمكن أحد من اكتشافه.
ويوضح تقرير اللجنة التي تشكلت في يونيو/حزيران 2011، «مدى ازدراء واشنطن للسيادة الباكستانية واستقلال أراضيها»، وكذلك «الفشل الشامل لباكستان في كشفها عن وجود بن لادن على أراضيها لعقد من الزمن».
ويحمل التقرير -الذي اعتمد معدوه على أكثر من 200 شهادة شاهد عيان وأفراد من عائلة بن لادن وجاء في 336 صفحة- الحكومة الباكستانية والجيش على السواء مسؤولية «العجز الذريع» الذي أدى إلى فشل جماعي سمح لبن لادن بالعيش سرا، وللولايات المتحدة بانتهاك السيادة الباكستانية عبر تنفيذ هجوم على أراضيها دون أن يعلم الجيش أو الحكومة بذلك.
ضعف الجيش
وركزت انتقادات لجنة التحقيق على الجيش بشكل خاص، وقالت إن قياداته السياسة والعسكرية تفتقر كليا لأي سياسة يمكن من خلالها التعامل مع تأمين الحدود الغربية ضد أي انتهاك محتمل للأراضي الباكستانية أو حتى أجوائها، مشيرة إلى أن أجهزة الرقابة (رادارات) كانت "منشورة في أوقات السلم" ولم تفعّل على الحدود الغربية مع أفغانستان.
وبين التقرير أن السياسة الدفاعية الباكستانية «عفا عليها الزمن»، وتحدث عن غياب أي خطط أو عمل استباقي يمكن الرد من خلاله على أي غارة أميركية أحادية الجانب.
ويقول أحمد شجاع باشا الذي كان رئيسا للمخابرات في حينها إن إسلام آباد أصبحت «ضعيفة جدا» وتعتمد على واشنطن للقيام بأي عمل دفاعي ضد السياسات الأميركية.
وأضاف باشا للجنة التحقيق "نحن أصبحنا دولة ضعيفة جدا وخائفة"، مشيرا إلى أن قضية بن لادن «لم تكن تمثل فشلا فرديا أو مؤسساتيا، بل فشلا جماعيا وممنهجا».
وزعم باشا بأن المجتمع الباكستاني مخترق بشكل كبير من قبل أجهزة المخابرات الأميركية، مستندا إلى ما نقله عن ضباط أميركي «أنتم رخيصون.. يمكننا أن نشتري الواحد منكم بتأشيرة لأميركا أو بوجبة غداء. نستطيع أن نشتري أي واحد منكم».
ومما خلصت إليه اللجنة أن المخابرات الباكستانية توقفت عن ملاحقة بن لادن بعدما توقفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) عن المشاركة في المعلومات بشأن الأماكن المحتملة لبن لادن عام 2005.
وبدأت قصة الاغتيال عند الساعة 11:10 ليلا عندما انطلقت أربع طائرات شبح من طراز بلاك هوك وتشينوكس من قاعدة أميركية في مدينة جلال آباد الأفغانية، لتصل إلى مجمع أبت آباد حيث يقيم بن لادن بعد منتصف الليل بربع ساعة أو نصفها.
ومن فوق المجمع، نزل جنود على الأحبال المتدلية من الطائرة، بعضهم اتجه نحو مباني المجمع، والآخرون شكلوا طوقا عليه لمنع السكان من الوصول إليه.
وبمجرد أن أنزلت جنودها، حصل خلل فني لدى إحدى طائرات البلاك هوك أو أنها واجهت ظروفا من الرياح غير المتوقعة أو ظروفا حرارية، فتحطمت فوق المجمع في حدود الساعة 12:40 بعد منتصف الليل.
في المقابل، كان بن لادن وزوجته اليمنية أمل عبدالفتاح السادة في الدور الثاني عندما سمعا صوتاً اعتقدا في بادئ الأمر أنه عاصفة، فتوجها إلى شرفة المنزل ليتحققا مما يجري، ولكن الأول من مايو/أيار 2011 لم يكن قمريا، فكان حالك الظلمة.
وحاولت أمل السادة -وهي زوجته الثالثة- الوصول إلى مفتاح الضوء، غير أن زوجها قال لها «لا»، واستدعى ابنه خالد في غرفته بالدور الأول، وذهبت السداح للاطمئنان على أطفالها الخمسة، ولما عادت إلى بن لادن وجدته مع ابنتيه مريم (21 عاما) وسمية (20 عاما) يقرؤون القرآن ويتلون الشهادة.
وهنا، أبلغ بن لادن أسرته بأن طائرات أميركية وصلت وأن عليهن مغادرة غرفته في الحال.
بداية بالملحق
أما الأميركيون فبدؤوا بملحق المبنى حيث كان يرقد إبراهيم الكويتي -وهو حارس شخصي باكستاني- وزوجته مريم وأطفاله الثلاثة، وقد استيقظوا على الصوت. وبينما كان يحاول تهدئة أبنائه، تلقى مكالمة هاتفية توقع أن يكون شقيقه أبرار الذي يعمل أيضا حارسا لبن لادن.
وفي هذه الأثناء سمع طرقا على الباب، فسأل: هل أنت أبرار؟ ولكن رصاصة أتته في الحال من النافذة فخر صريعا، وتلقت زوجته رصاصة أخرى في كفها الأيمن، وسمعت أصوات الجنود وهم يقولون لها «افتحي الباب».
وفي المبنى الرئيسي رفض بعض أفراد عائلة مغادرة بن لادن، وذهبت ابنته مريم للتحقق مما يحصل في الخارج، وتمكن بن لادن من الوصول إلى سلاحه، وعندها سمع دوي انفجار، وهو غالبا ما كان تحطم الطائرة.
وقد سمع أفراد بن لادن خطى الجنود على أسطح المنزل، ورأت أمل السادة أحدهم وهو يوجه سلاحه الليزر نحو بن لادن، فرمت بنفسها على الجندي فأطلق النار على ركبتها.
وتتذكر السادة ما سمعته من الجنود وهم يسألون سمية ومريم عن اسم الرجل الذي قتلوه توا (بن لادن)، وقالت إنه أصيب في جبينه، وكان وجهه خالياً من أي دم ويمكن التعرف عليه.
ووفقا لتقرير اللجنة، فإن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية انتهت عند الساعة 1:06 ليلا بعدما استغرقت قرابة 36 دقيقة، وغادرت الطائرات بعد تدمير الطائرة التي أصيبت بالخلل الفني.
«فشل ذريع»
وعن الرد الأمني والعسكري الباكستاني على الغارة الأميركية، وصفه التقرير بأنه يرتقي إلى «الفشل الجماعي»، ليس لأن أجواء البلاد اخترقت دون علم الجيش الباكستاني وحسب، بل لما وصفه «بالتقاعس الخطير عن أداء الواجب» من جانب مؤسسة السلم الأهلي الخاصة بالإدارات الشرطية والمدنية.
فقد وصل المسؤول الأمني في منطقة أبت آباد نزار محمد لدى مغادرة الطائرات الأميركية إلى المنطقة، رغم أن الجيش تلقى معلومات عن الغارة عند الساعة 12:40 بعد منتصف الليل، أي عندما كان الأميركيون يجولون في مجمع بن لادن.
ولم يتلق رئيس هيئة الأركان الباكستانية أشفق كياني اتصالاً توضيحياً من الجانب الأميركي إلا عند الساعة الخامسة صباحاً، وكان الرئيس آصف علي زرداري آخر من علم بهذه القصة.
«عدوان أميركي على باكستان»
إلى ذلك، اعتبر التقرير أن القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية لاعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الأراضي الباكستانية، «عدوان أميركي» على سيادة باكستان.
جاء ذلك حسب قناة الجزيرة في تقرير لجنة أبت آباد التي حققت في ظروف الغارة الأميركية بتكليف حكومي، وكيف عاش بن لادن سرا على مدى تسع سنوات في بلدة أبت آباد الباكستانية دون أن يتمكن أحد من اكتشافه.
ويوضح تقرير اللجنة التي تشكلت في يونيو/حزيران 2011، «مدى ازدراء واشنطن للسيادة الباكستانية واستقلال أراضيها»، وكذلك «الفشل الشامل لباكستان في كشفها عن وجود بن لادن على أراضيها لعقد من الزمن».
ويحمل التقرير -الذي اعتمد معدوه على أكثر من 200 شهادة شاهد عيان وأفراد من عائلة بن لادن وجاء في 336 صفحة- الحكومة الباكستانية والجيش على السواء مسؤولية «العجز الذريع» الذي أدى إلى فشل جماعي سمح لبن لادن بالعيش سرا، وللولايات المتحدة بانتهاك السيادة الباكستانية عبر تنفيذ هجوم على أراضيها دون أن يعلم الجيش أو الحكومة بذلك.
ضعف الجيش
وركزت انتقادات لجنة التحقيق على الجيش بشكل خاص، وقالت إن قياداته السياسة والعسكرية تفتقر كليا لأي سياسة يمكن من خلالها التعامل مع تأمين الحدود الغربية ضد أي انتهاك محتمل للأراضي الباكستانية أو حتى أجوائها، مشيرة إلى أن أجهزة الرقابة (رادارات) كانت "منشورة في أوقات السلم" ولم تفعّل على الحدود الغربية مع أفغانستان.
وبين التقرير أن السياسة الدفاعية الباكستانية «عفا عليها الزمن»، وتحدث عن غياب أي خطط أو عمل استباقي يمكن الرد من خلاله على أي غارة أميركية أحادية الجانب.
ويقول أحمد شجاع باشا الذي كان رئيسا للمخابرات في حينها إن إسلام آباد أصبحت «ضعيفة جدا» وتعتمد على واشنطن للقيام بأي عمل دفاعي ضد السياسات الأميركية.
وأضاف باشا للجنة التحقيق "نحن أصبحنا دولة ضعيفة جدا وخائفة"، مشيرا إلى أن قضية بن لادن «لم تكن تمثل فشلا فرديا أو مؤسساتيا، بل فشلا جماعيا وممنهجا».
وزعم باشا بأن المجتمع الباكستاني مخترق بشكل كبير من قبل أجهزة المخابرات الأميركية، مستندا إلى ما نقله عن ضباط أميركي «أنتم رخيصون.. يمكننا أن نشتري الواحد منكم بتأشيرة لأميركا أو بوجبة غداء. نستطيع أن نشتري أي واحد منكم».
ومما خلصت إليه اللجنة أن المخابرات الباكستانية توقفت عن ملاحقة بن لادن بعدما توقفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) عن المشاركة في المعلومات بشأن الأماكن المحتملة لبن لادن عام 2005.